دراسة لـ "إندكس القابضة": العاملون عن بعد يركزون أكثر على جوهر الأعمال

  • 2020-06-18
  • 15:39

دراسة لـ "إندكس القابضة": العاملون عن بعد يركزون أكثر على جوهر الأعمال

كشفت شركة "إندكس القابضة" في دراسة أعدّها قسم الأبحاث والتطوير حول مدى فعالية نظام العمل عن بُعد في الشركات وتأثيره على الإنتاجية في ظل تفشي فيروس كورونا، أن الموظفين الذين يعملون من المنزل يقضون نحو 5 في المئة من الوقت في التركيز على جوهر أعمالهم، في حين تنخفض النسبة التي يقضونها في الاتصالات بنسبة 4.7 في المئة مقارنة بالعمل من المكتب، مشيرةً إلى أنه سيكون هناك نحو 58 ساعة إضافية سنوياً يتم فيها التركيز على جوهر الأعمال في حين سينخفض الوقت الذي يتم قضاؤه في التواصل بنحو 256 ساعة.

وأضافت الشركة أن اتصالات الموظفين الذين يعملون من المنزل أصبحت تقتصر على المحادثات المثمرة التي تدور حول المهام في متناول اليد، مما يؤدي إلى فعالية أعلى لاجتماعاتهم الافتراضية.

وأشارت إلى أن الموظفين وأصحاب العمل حول العالم تبنوا أسلوباً أقصر وأكثر فعالية للإجتماعات عبر الإنترنت، من خلال برامج الاتصال مثل "Microsoft Teams"، حيث يطلع أعضاء الفريق بعضهم بعضاً على آخر التطورات حول المهام بشكل منتظم، وبالتالي أصبحت اجتماعاتهم الأسبوعية واليومية أكثر كفاءة، ما ينعكس على الوقت الذي يقضونه في التواصل.

 

الشركات الاماراتية تعتمد على نظام العمل عن بعد

وقالت إنه كان لنظام الاجتماعات عن بُعد رواج كبير في الإمارات لدى شركات مثل "أدنوك" التي سجلت أكثر من 30 دقيقة في اجتماع الفيديو والصوت على مدى شهرين خلال تفشي فيروس كورونا، مضيفة أن "هيئة دبي للثقافة والفنون" عقدت نحو 1912 مؤتمراً عبر الفيديو لما مجموعه 715 ساعة بين آذار/مارس ونيسان/أبريل الماضيين.

وأوضحت أن نظام الاجتماعات عن بُعد يتمتع بكل من مرونة الموقع، وسهولة مشاركة المستندات، ووضوح الصورة والمعلومة، والانتباه والتركيز التامين، وتوفير وقت السفر والتكلفة.

كيف سيكون مستقبل العمل عن بُعد؟

وتوقعت مؤسسة "دبي للمستقبل" أن العمل عن بُعد سيعتبر جزءاً أساسياً من منظومة العمل بعد القضاء على فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن  شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "فيسبوك" و"تويتر" قامت بإعلام بعض موظفيها بالعمل من المنزل بشكل دائم، بالإضافة إلى توجيه شركة "غوغل" مذكرة داخلية لموظفيها أبلغت فيها أنها تستثمر بشكلٍ أكبر في إعدادات العمل من المنزل لضمان إنتاجيتهم.

تجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة كانت قد شاركت في مبدأ العمل عن بُعد قبل تفشي فيروس كورونا بفترة طويلة، حيث عمل نحو 10 في المئة من القوى العاملة يوماً أو يومين من المنزل أسبوعياً، على عكس المتوسط العالمي البالغ 62 في المئة، وفقاً لاستبيان شركة "IWG" لمساحة العمل العالمية.

وخلال شهر آذار/مارس الماضي، أصدرت الحكومة الإماراتية توجيهات للموظفين في القطاعين العام والخاص تتعلّق بالعمل عن بُعد، وسارعت المؤسسات للتكيّف مع القاعدة الجديدة ونشرت استراتيجيات العمل من المنزل لجميع موظفيها.

ورجّحت مؤسسة "دبي للمستقبل" أن تبقى هذه الاستراتيجيات معمولاً بها في المستقبل لأنها تلبي توقعات أصحاب العمل لاستمرارية الأعمال، حيث سمحت للموظفين بأن يكونوا أكثر إنتاجية ومرونة.

المدني: الحلول الذكية ساهمت بالاندماج في الرؤية الجديدة للعمل

وقال رئيس "اندكس القابضة" عبد السلام المدني أن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أثبتت جدارة دولة الإمارات وكفاءة بنيتها التحتية في مختلف المجالات سواء الاتصالات والتكنولوجيا وغيرها، مشيراً إلى أنها أظهرت مدى المرونة التي تتسم بها الشركات في التأقلم مع مختلف البيئات بشكل يضمن استمرارية العمل في مختلف الظروف.

وأضاف المدني أن دبي كانت سباقة في الأصعدة والميادين كافة وستبقى محافظة على المركز الأول، حيث ستقوم بالتحضير للمرحلة المقبلة ومواصلة العمل باستخدام المنظومة الرقمية من بنية تحتية وتطبيقات وخدمات وفّرتها "حكومة دبي الذكية" لضمان استمرارية العمل بصورة أقرب للواقع في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.

وأكد أن الحلول الذكية والتطبيقات الفعّالة ساهمت بالاندماج في الرؤية الجديدة للعمل وحافظت على الإنتاجية المطلوبة وبعملية التأقلم السريع مع احتياجات العمل عن بُعد، بالإضافة إلى أنها مكّنت مختلف القطاعات من استدامة أعمالها بشكل سهل وأقرب الى واقع العمل المعتاد، ومشيراً إلى أن هذا يؤكد على مدى جدوى ما تضمنته السنوات الماضية من عمل دؤوب ووضع للإستراتيجيات الفعّالة في ايجاد منظومة متميزة من البنى التحتية والخدمات الذكية في مدينة لا تعرف المستحيل.