الامارات: افتتاح أول مصنع لإعادة تدوير البطاريات

  • 2024-02-08
  • 09:50

الامارات: افتتاح أول مصنع لإعادة تدوير البطاريات

 

افتتحت "دوبات" مصنعاً متكاملاً لإعادة تدوير البطاريات يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات بمدينة دبي الصناعية التابعة لمجموعة تيكوم، وذلك بحضور كل من عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد الاماراتي، وآمنة بنت عبدالله الضحاك وزيرة التغيّر المناخي والبيئة الاماراتية، ومريم حارب المهيري رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، وعمر السويدي وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الاماراتية.

ويهدف المصنع إلى الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية المستدامة في دولة الإمارات.

ومن المقرر استخدام السبائك التي سيتم تصنيعها في مصنع "دوبات" لإنتاج بطاريات جديدة وإنشاء نظام اقتصاد دائري يدعم أجندة الاستدامة في دولة الإمارات، كما يتماشى مع أهداف وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة وبرنامج "مشروع 300 مليار".

وستتوفر منتجات المصنع النهائية في أسواق الدولة، كما سيتم تصديرها إلى دول منطقة الخليج وأوروبا وشرق آسيا، بما يدعم مبادرة "اصنع في الإمارات" الهادفة إلى تنمية سلسلة توريد المنتجات المصنّعة محلياً.

المري: الاقتصاد الدائري ركيزة أساسية

وقال وزير الاقتصاد الاماراتي عبد الله بن طوق المري، إن الاقتصاد الدائري يشكّل إحدى الركائز الأساسية التي تدعم مسيرة النمو المستدام لاقتصادنا الوطني وفق رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وهو محور رئيسي في عمل الحكومة، بالشراكة مع القطاع الخاص، لترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للاقتصاد الجديد وفق مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031".

وأضاف: "يمثل افتتاح مصنع دوبات بما يتضمنه من تكنولوجيا متقدمة في مجال تدوير البطاريات، خطوة مهمة تدعم أهداف أجندة الاقتصاد الدائري، وتماشياً مع سياسة ضوابط تثمين النفايات ذات الاستخدام الصناعي التي أقرّها مجلس الوزراء مؤخراً، بهدف تشجيع معالجة النفايات الصناعية، وتأكيد سياسة الإدارة المتكاملة للمواد القابلة لإعادة التدوير في الدولة، كأحد الجهود التي تقود التحول نحو نموذج الاقتصاد الدائري في الدولة".

الضحاك: خطوة ستحدث فرقاً في الامارات

من جانبها، قالت وزيرة التغيّر المناخي والبيئة آمنة بنت عبدالله الضحاك "إن افتتاح شركة دوبات مصنعاً جديداً متكاملاً لإعادة تدوير البطاريات يعدّ مثالاً واضحاً على الإجراءات العملية الحاسمة التي يتم اتخاذها في دولة الإمارات لحماية مجتمعاتها من تأثير التغير المناخي وتداعياته"، وأضافت: "إن الخطوات التي تتخذها شركة دوبات لإعادة تدوير البطاريات ستسهم في إحداث فرق كبير في الدولة، مع ضرورة العمل على إدارة عملية الاستهلاك والإنتاج بشكل مستدام ضمن الحدود البيئية، والسعي للعمل سوياً لتحقيق أهدافنا في هذا المجال".

السويدي: دفع ونمو القطاع الصناعي

من جانبه، قال وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الاماراتي عمر السويدي "إن افتتاح شركة دوبات مصنعاً متكاملاً لإعادة تدوير البطاريات يشكّل خطوة فاعلة وحيوية في دفع نمو وتطور القطاع الصناعي الوطني، وتعزيز تنافسية المنتج المحلي، ومواكبة مستهدفات خارطة الطريق لخفض الكربون في القطاع الصناعي التي أطلقتها الوزارة وتستهدف تحفيض الكربون في القطاع بنسب تصل إلى 93 في المئة بحلول 2050".

وتبلغ قيمة الاستثمار الحالية في مصنع "دوبات" المتطور 120 مليون درهم، في حين تبلغ المساحة المبنية منه 65 ألف قدم مربع، وهو مجهّز بتكنولوجيا متقدّمة لفتح البطاريات وفصل مكوناتها وصهرها وتكريرها لضمان استخراج المواد الخطرة بأمان من بطاريات الرصاص الحمضية المستعملة، ومن ثم تدوير ما يصل إلى 80 في المئة من مخلّفات البطاريات التي يتم إنتاجها في دولة الإمارات لتصنيع سبائك الرصاص.

ويأتي افتتاح المصنع بعد أشهرٍ من التحضيرات لإنهاء عمليات التقييم واستصدار التراخيص المطلوبة من الجهات الحكومية والمؤسسات البيئية المعنية.. ومن المتوقع أن تسهم عملية توسيع المصنع على مساحة 50 ألف قدم مربع والبالغة تكلفتها 96 مليون درهم في زيادة إيرادات "دوبات" إلى 200 مليون درهم وتعزيز قدرة المصنع على إعادة تدوير بطاريات الرصاص الحمضية إلى 75 ألف طن متري سنوياً، فضلاً عن تمكين إطلاق خطوط جديدة لإنتاج القضبان والأسلاك والمقذوفات المصنوعة من الرصاص وخط آخر لعمليات الطحن والتحبيب اللازمة لإعادة تدوير 3600 طن متري من بلاستيك البطاريات و5000 طن متري من بطاريات الليثيوم و7000 طن متري من المخلفات الإلكترونية.

التصنيع يؤدي دوراً محورياً في حلول الاستدامة

وقال النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم - القطاع الصناعي سعود أبو الشوارب، "إن قطاع التصنيع يؤدي دوراً محورياً في إيجاد الحلول لمعظم تحديات الاستدامة التي تواجه العالم اليوم، حيث يسهم تصدير المنتجات المحلية المعاد تدويرها في ترسيخ مكانة الدولة وإمارة دبي بين الوجهات الرائدة للاقتصاد الدائري على مستوى العالم والجهات الداعمة لتمكين التقدّم التكنولوجي في قطاع التصنيع".

وقال رئيس مجلس إدارة "دوبات" شمس الدين بن محي الدين "إن دولة الإمارات تنتج نحو 72 ألفاً إلى 96 ألف طن من البطاريات المستعملة سنوياً، الأمر الذي دفعنا للمبادرة لتطوير منشأة متخصصة بإعادة التدوير في دولة الإمارات"، موضحاً "أن مشروع دوبات يهدف إلى دعم استراتيجية دبي المتكاملة لإدارة النفايات 2041 بالاستفادة من البيئة الداعمة التي توفرها مدينة دبي الصناعية، بما في ذلك موقعها الاستراتيجي بالقرب من ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي ومحطة شحن الاتحاد للقطارات".

يذكر أن التخلص من مخلّفات البطاريات بطريقة خاطئة من شأنه تلويث التربة والمياه الجوفية وتشكيل خطر حقيقي على الصحة والبيئة. وبحسب إحصاءات "دوبات"، تصدّر دولة الإمارات نحو 90 في المئة من مخلّفات بطاريات الرصاص الحمضية التي تنتجها لإعادة تدويرها. ومن هنا يأتي دور مصنع "دوبات" القائم في مدينة دبي الصناعية في الإسهام في توطين عملية إعادة تدوير مخلّفات البطاريات المستعملة، وضمان المعالجة الآمنة لها.

وتعدّ مدينة دبي الصناعية من أكبر الوجهات على مستوى المنطقة في مجال التصنيع، حيث تضمّ أكثر من 800 عميل، ومن أبرز الشركات الصناعية مثل "هيمالايا" ومجموعة "إيه بي مولر – ميرسك" و"يونيليفر" وما يزيد على 300 مصنع قائم فعلياً.