فرومنت من فيوليا: فرص الاستثمار في مشاريع معالجة المياه في المنطقة هائلة

  • 2021-03-16
  • 07:26

فرومنت من فيوليا: فرص الاستثمار في مشاريع معالجة المياه في المنطقة هائلة

تداعيات كورونا أدت إلى تراجع إيرادات الشركة بنسبة 15 في المئة في العام الماضي

  • رانيا غانم

تشكل أزمة ندرة المياه تهديداً لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتنميتها المستدامة بسبب التغير المناخي وتأثير النزاعات والصعوبات الاقتصادية أحياناً. وتمثل حصة الفرد من الموارد المائية في المنطقة ما يعادل سدس المتوسط العالمي فقط، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وهذه الحصة مرشحة للانخفاض في ظل تفاقم مشكلة استنزاف المياه الجوفية. وفي ظل هذا الواقع، تبدو الحاجة ملحة للإدارة المستدامة للمياه ولمشاريع معالجة المياه وإعادة استخدامها.

وقطعت بلدان المنطقة شوطاً كبيراً في مجال تطوير وبناء مشاريع للتنمية المستدامة، بما فيها مشاريع معالجة المياه والصرف الصحي لإعادة استخدامها في المشاريع الصناعية والزراعية وغيرها. ويشير الرئيس التنفيذي في فيوليا لتكنولوجيا المياه في الشرق الأوسط تييري فرومنت في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إلى أنه في ظل التحديات البيئية المتنامية التي تواجه العالم بأسره والتغير المناخي الذي يؤول إلى زيادة في ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط، تبدو الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لمشاريع معالجة وتحلية المياه، ويلفت النظر إلى أن التقنيات الجديدة المستخدمة لتحلية المياه وإعادة استخدامها تلعب دوراً محورياً في الحد من تأثيرات التغير المناخي على السكان والصناعات المحلية. ويضيف: "تبنّي البلديات وأصحاب المصانع في الشرق الأوسط لنهج معالجة المياه وإعادة استخدامها مسألة في غاية الأهمية".

 إقرأ: 
أثيوبيا تغير منفردة الوضع التاريخي لنهر النيل

مشاريع فيوليا في المنطقة

وقعت شركة فيوليا عقداً مع شركة محمد عبد المحسن الخرافي وأولاده (شركة الخرافي) لتوفير وتركيب وتشغيل والإشراف على 53 وحدة معالجة الصرف الصحي بتكنولوجيا الوسط العائم لمعالجة المياه العادمة. ويشير فرومنت إلى أن هذا المشروع يعدّ أكبر طلب تستلمه فيوليا لهذا النوع من المحطات، وسيسمح بإعادة استخدام 40 ألف متر مكعب يومياً في دولة الكويت التي تشهد ندرة المياه. ويضيف أن الشركة تتولى مشاريع متوسطة إلى كبيرة عدة في المنطقة، حيث تقوم شركة فيوليا سيدم التابعة لها، ببناء ثلاث محطات كبيرة لتحلية المياه ممولة من القطاع الخاص تم تطويرها من قبل أكوا باور، وتشمل محطة لإعادة استخدام 682 ألف متر مكعب يومياً في أم القيوين، ومحطة لإعادة استخدام 600 ألف متر مكعب يومياً في رابغ في السعودية، ومحطة لإعادة استخدام 227 ألف متر مكعب يومياً في البحرين. وبدأت الشركة التابعة لفيوليا في مصر بالعمل على محطة كبيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي لشركة SOPC، التي تملك مصفاة للنفط في السويس، وتقدم تقنيات مختلفة إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي في أبو رواش فضلاً عن محطة لمعالجة مياه باب البكر بالتعاون مع شركة أوراسكوم. وقد أنجزت فيوليا أخيراً محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بسعة 36 ألف مكعب يومياً لجزيرة ديرة في دبي، وتسلمت مشاريع لمعالجة المياه في بلديات سعودية عدة، وفي شركات للنفط والغاز.

تقنيات متطورة ومبتكرة لتأمين مياه نقية

يتوافر لدى فيوليا أحدث التقنيات المتوافرة عالمياً لإنتاج أنقى أنواع المياه مهما كانت طبيعة المياه المبتذلة. وتستخدم تقنية معالجة بيولوجية خاصة بها وحاصلة على براءة اختراع تسمى Moving Bed Bio Reactor (MBBR)، ومعالجة هيدرو تقنية ثلاثية خاصة بهدف الحصول على أنقى أنواع المياه. ويضيف فرومنت أن هذه التقنيات في العلاج تسمح بإنتاج مياه مناسبة للري، وقد استخدمت هذه التقنية لمشروع وزارة الأشغال العامة في الكويت مع شركة الخرافي. ويشرح أن مشاريع تحلية المياه تستهلك طاقة أكثر من مشاريع معالجة المياه، لذا، وبهدف حرص الشركة على العمل على مشاريع أكثر استدامة تعمل فيوليا باستمرار على تطوير تقنيات جديدة لخفض استهلاك الطاقة في محطات تحلية المياه. ويشدد فرومنت على أهمية خفض نسبة المياه المبتذلة التي تذهب إلى البحر، وفي الوقت ذاته العمل على معالجتها لإعادة استخدامها للري وتغذية أبراج التبريد والمصانع. ويضيف: "بالتقنيات التي نستخدمها يمكننا معالجة مياه الصرف الصحي بطريقة تصبح مياه صالحة للشرب، لكن هذا الموضوع لن يصبح مقبولاً لدى سكان المنطقة قبل سنوات عديدة".

طوّرت فيوليا أيضاً مجموعة من وحدات معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام تقنية التصفية الفائقة والتناضح العكسي لمعالجة النفايات السائلة بجودة عالية ومناسبة لتغذية أبراج التبريد وتطبيقات أخرى لمعالجة المياه. ويشرح فرومنت أن هذه التقنيات تدمج مع مواد كيماوية مخصصة لمعالجة المياه بهدف الحصول على فعالية وكفاءة أفضل بكلفة تشغيلية أقل. ويضيف: "نقدم لعملائنا مجموعة متكاملة من الحلول الرقمية تحت اسم العلامة التجارية Hubgrade، والتي تشمل أنظمة مراقبة سحابية للمحطات، فضلاً عن حلول ذكية قائمة على الذكاء الاصطناعي تسمح بتحسين تشغيل المصنع وخفض كلفة استهلاك الكهرباء والمواد الكيماوية لتحقيق استدامة أفضل".

قد يهمك:
الإسلامي للتنمية" و"الدولية الإسلامية": خريطة طريق للإستفادة من التكنولوجيا الزراعية

تراجع في الإيرادات... والسبب كورونا

لم تسلم شركة فيوليا لتكنولوجيا المياه في الشرق الأوسط من تداعيات جائحة كورونا، إذ يشير فرومنت إلى أن نتائج العام 2020 كانت متباينة، حيث شهدت الشركة تقلصاً كبيراً في إيراداتها وحجوزاتها في النصف الأول من العام وتحديداً في الربع الثاني من العام 2020، ولكن بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به الشركة وكذلك عمال الخطوط الأمامية، استمرت فيوليا في خدمة عملائها حتى في ذروة أوقات الحجر والإغلاق التام. لكن فرومنت يؤكد أن النصف الثاني من العام حقق نتائج أكثر إيجابية من حيث الحجوزات والإيرادات وهذا الأمر ساهم في التقليل من حجم الخسائر، إذ تراجعت إجمالي الإيرادات بنسبة 15 في المئة العام 2020، مقارنة بالعام 2019.

لكن الجائحة في المقابل لم تؤثر على العمليات التشغيلية، إذ واصل المهندسون وفرق العمل في المواقع وموظفو مصنع خلط المواد الكيماوية بخدمة العملاء حتى في ذروة الحجز، وتمكنت فيوليا من الحصول على جميع التصاريح اللازمة للعاملين في الخطوط الأمامية للحضور إلى موقع العمل، بينما استمر البعض في العمل عن بعد، وهذا سمح للشركة بالتقدم في مشاريعها، ويشير فرومنت أن الشركة تمكنت من استغلال الوقت ولم تهدره.

إمكانات هائلة وفرص واعدة

لا يزال ثمة إمكانات هائلة للاستثمار في مشاريع تحلية المياه ومعالجتها في منطقة الشرق الأوسط. وتركز فيوليا لتقنية المياه على تقديم تقنيات تقلل من النفقات الرأسمالية والتشغيلية للمحطات، مستفيدة من القوة المالية وقدرات البحث والتطوير والتقنيات التي تملكها فيوليا، والتي تمثل عائداتها 32 مليار دولار وتوظف نحو 180 ألف موظف، خمسة آلاف منهم في الشرق الأوسط. ويشير فرومنت أن القدرات التي تملكها فيوليا تؤكد للعملاء أنها قادرة على تأمين محطات ومصانع عالية الجودة والأداء، مشدداً على أنها لا تتخلى عن أي عقد قبل اكتماله. وتتشارك فيوليا مع مقاولين محليين لتقديم الحل الأكثر تنافسية بهدف الإفادة من الموارد والمحتوى المحلي، وتراقب العمل في المحطة حتى بعد انتهاء فترة الكفالة، وذلك بفضل الحلول الرقمية التي تخول العملاء خفض تكاليف التشغيل الخاصة بهم.

تتطلع فيوليا إلى إدارة المزيد من المشاريع في معظم بلدان الشرق الأوسط، وتحديداً السعودية والإمارات ومصر وقطر فضلاً عن الكويت التي تعتبر من البلدان المستهدفة. وتركز فيوليا على مشاريع البلديات والمصانع العاملة في مجال النفط والغاز والمواد الغذائية والمشروبات. ويفيد فرومنت أن محطات معالجة الصرف الصحي مثيرة جداً لاهتمام البلديات والمطورين ولاسيما عند مقارنتها مع محطات المعالجة التقليدية الأكبر حجماً، إذ يمكن إنشاء مصانع صغيرة متعددة بتكلفة منخفضة جداً بدلاً من إنشاء محطة مركزية كبيرة ومكلفة. ويضيف: "لقد أدركت وزارة الأشغال العامة في الكويت أهمية ومزايا هذه التقنيات الجديدة، وقد تكون الأولى التي تبنت هذه التقنية الجديدة في المنطقة".

إقرأ أيضاً:
شراكة استراتيجية بين BP و Microsoft لتعزيز الأهداف البيئية

على المسار الصحيح

تعدّ سوق الشرق الأوسط من أكثر الأسواق انفتاحاً وتنافسية في العالم، وفق فرومنت. ويضيف أن شركة فيوليا بإمكانها تقديم مزايا عدة للعملاء إذ لا تساوم أبداً على الجودة والسلامة الصحية والامتثال للمعايير الدولية وكذلك خفض الكلفة المالية للعملاء، فضلاً عن أنها متواجدة في الشرق الأوسط وقريبة من عملائها، ويمكنها مواكبتهم حتى بعد الانتهاء من إنشاء المحطات. ويؤكد فرومنت أن هذه الخدمة كلفتها مرتفعة، لذا ينبغي تقليص تلك الأكلاف من خلال الشراكة مع شركات الأعمال المدنية المحلية. ويشير إلى أن التحدي الأبرز هو أن التقنيات والحلول الرقمية التي تقدمها فيوليا تؤمن مدخرات كبيرة لا يمكن تقييمها بشكل صحيح في المناقصات، ويضيف: إن عدم وجود قيمة لمياه الصرف الصحي المعالجة وعدم وجود شبكة لمثل هذه النفايات السائلة يمثلان أيضاً عقبة أمام إعادة استخدام أفضل لهذه المخلفات السائلة وهما السبب أيضاً وراء عودة أكثر من 40 في المئة من مياه الصرف الصحي المعالجة إلى البحر في معظم دول المنطقة. ويختم بالقول: "أنا واثق من أن معظم دول المنطقة تسير في الاتجاه الصحيح بما يوفر فرصاً هائلة لشركة فيوليا".