"الولادة" في السحابة

تحوّل نموذج بناء الأعمال الرقمية الجديدة إنطلاقاً من السحابة أو ما يمكن وصفه بالـ "الولادة في السحابة"، إلى اتجاه متعاظم لدى عدد متزايد من شركات المعلوماتية الجديدة في المنطقة، كشركات التجارة الإلكترونية والألعاب وتوصيل المنتجات وتطبيقات "الاقتصاد التشاركي" Sharing Economy، وهو توجّه سبق أن انطلق في معظم أسواق العالم الرئيسية خلال السنوات الماضية. 

حقق هذا النموذج في عالم الشركات الرقمية نمواً مع بدء تبنّي الشركات والمؤسسات التقليدية في قطاعات مثل المصارف والطاقة والتعليم لنموذج السحابة في أعمالها. لم تعتمد كل الشركات نموذجاً واحداً في ميدان السحابة، فهناك من اعتمد على السحابة الخاصة، وشركات أخرى اعتمدت السحابة العامة وغيرها اختارت السحابة المُدمجة أو الهجينة. أما الشركات الرقمية الجديدة، خصوصاً تلك التي اطلقت أعمالها خلال الأعوام القليلة الماضية، فإختارت أن تبني نموذجها التجاري كاملاً في السحاب، ولهذا أُطلق عليها وصف الشركات "المولودة" في السحابة. وبهدف الاطلاع على هذا التوجه خصوصاً في المنطقة، التقينا نائب الرئيس في "هواوي كلاود - الشرق الأوسط" إريك وان، وتطرق اللقاء تحديداً إلى ظاهرة ولادة الشركات في السحابة، وأبرز القطاعات المهتمة بالحلول السحابية حالياً.

يستهل وان اللقاء بالقول إن هواوي أطلقت أعمالها في مجال الحلول السحابية على مستوى المنطقة في العام 2020، وركزت منذ البداية على خدمة القطاع الحكومي بكل مؤسساته ونشاطاته، بالإضافة إلى الشركات الكُبرى والمؤسسات المالية وقطاع الطاقة. 

ويضيف وان: "كذلك طوّرنا نشاطاتنا مع ما نسميه "قطاع شركات الانترنت"، الذي تنشط فيه شركات بنت أعمالها "إنطلاقاً من السحابة" Cloud Native. ويضم هذا القطاع شركات متخصصة في الإعلام والإعلام الجديد والألعاب الرقمية والتطبيقات المختلفة التي تعتمد عليها الشركات كما الأفراد. وبرز "قطاع الانترنت" الذي تنضوي تحته الشركات التي بنت نموذج أعمالها في قلب السحابة، إذ استفادت هذه الشركات من ميزات الإنطلاق من السحابة لأنها لم تضطر للاستثمار بشكل كبير في المعدات ومراكز البيانات، لأن السحابة توفر كل هذه الخدمات وبتكاليف منخفضة. وقد ترافق إزدهار شركات "قطاع الانترنت" مع الإغلاق الواسع الذي فرضه انتشار الوباء، لأن المستهلكين احتاجوا الى خدمات تلبي احتياجاتهم أثناء الإغلاق مثل الألعاب الرقمية والتجارة الإلكترونية ومنصات الأفلام عبر الانترنت وغيرها، وشهدنا خلال تلك الفترة كيف استفادت شركات جديدة تديرها فرق عمل صغيرة من السحابة، لإطلاق أعمالها ونشر خدماتها وتحقيق النجاح، ولهذا أؤكد أننا أمام عالم رقمي جديد". 

ويشرح وان: "عندما تكون نشاطات مؤسسات معينة ذات طابع حساس وتحتاج إلى حلول سحابية، فهي تعمد إلى اختيار السحابة الخاصة، أي تلك التي تخزّن كل البيانات داخل مكاتب المؤسسة أو الشركة. البعض الآخر عمد إلى اختيار حلّ مدمج أتاح تخزين المعلومات الحسّاسة ضمن المؤسسة، فيما تم الاعتماد على السحابة العامة لتخزين البيانات الباقية. ونحن نعتقد أن هذا حلّ مناسب يتيح للجميع الاستفادة من السحابة وفي الوقت ذاته الالتزام بالمقاييس والمعايير المطلوبة. ومستقبلاً نتوقع أن يستمر الانتقال إلى السحابة من جانب كل الأعمال سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص".