رئيس "البركة المصرفية": الجائحة بدلت أولوياتنا ولم تجمد توسعاتنا

  • 2020-11-04
  • 13:12

رئيس "البركة المصرفية": الجائحة بدلت أولوياتنا ولم تجمد توسعاتنا

"أوّلاً- الاقتصاد والأعمال" يحاور عدنان يوسف حول تداعيات الأزمة وأولويات المجموعة في المرحلة المقبلة

  • المنامة- عاصم البعيني

قدمت مجموعة البركة المصرفية نموذجاً مهماً في التعامل مع تداعيات فيروس كورونا، وتكمن أهمية هذه التجربة بالنظر إلى انتشار المجموعة في عدد من الأسواق المترامية الأطراف، إذ تملك مصارف تابعة في دول عدة من المحيط إلى الخليج وصولاً إلى تركيا وألمانيا.

وفي هذا السياق، يؤكد الرئيس التنفيذي في مجموعة البركة المصرفية عدنان أحمد يوسف في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن الأولوية خلال مرحلة تفشي الفيروس كانت للمحافظة على سيولة مرتفعة وجودة المحفظة الائتمانية، كاشفاً أن نجاح المجموعة في التعامل مع تداعيات الفيروس، ستعكسه نتائج الربع الثالث من العام الحالي، والذي سيشهد تراجعاً في المخصصات الاحترازية المجنبة مقارنة بتلك المجنبة خلال الربع الثاني من العام الحالي.

من جهة أخرى، توقع يوسف أن تتجلى تداعيات فيروس كورونا بشكل أوضح على القطاع المصرفي والقطاعات الاقتصادية الأخرى خلال الربع الأول من العام المقبل، ولاسيما في ظل عودة حالة الإغلاق في بعض الدول الأوروبية. 

في ضوء هذه المعطيات، يطرح التساؤل عن الكيفية التي تتعامل مجموعة البركة المصرفية مع الظروف السائدة، وما هي أبرز التوجهات للمرحلة المقبلة؟ 

 

 

نتائج الربع الثالث ستشهد انخفاضاً في المخصصات

وارتفاعاً ملحوظاً في الأرباح التشغيلية

 

تغير الأولويات لا الاستراتيجيات 

 

يعيد الرئيس التنفيذي في مجموعة البركة المصرفية عدنان أحمد يوسف التأكيد على أن استراتيجية المجموعة لم تتغير برغم تداعيات الفيروس، إنما طال التغيير أولويات المرحلة، مشيراً إلى ان هذه الأولويات باتت تتركز في المحافظة على جودة المحفظة الائتمانية ومستويات مرتفعة من السيولة، وقد نجحت المجموعة في تحقيق هذين العنصرين.

ويخلص يوسف في هذا السياق، إلى القول إن النتائج المتوقع الإعلان عنها الأسبوع المقبل، ستعكس تحسناً واضحاً في مختلف بنود الميزانية مقارنة بالربع الثاني، مشيراً إلى وجود زيادة واضحة في الأرباح، إلى جانب ارتفاع ملحوظ في الأرباح التشغيلية، بما يعكس أداءً إيجابياً لدى مختلف المصارف التابعة، كما أن هناك ارتفاعاً بنحو 4 في المئة في الأصول.

 

توسعاتنا نحو آسيا وأفريقيا ما زالت قائمة

وتنفيذها رهن الظروف والتطورات

 

تأجيل التوسع لا إلغاؤه

  

ويستكمل يوسف حديثه حول تبدل الأولويات بالقول:"بُعيد تفشي فيروس كورونا، جرى تجميد خطط التوسع في الفروع التابعة للمجموعة، وهو توجه مرده أيضاً إلى تسارع وتيرة الخدمات المصرفية الرقمية. ويبدي عدنان يوسف حرصاً على التأكيد أن تجميد خطط التوسع لا يعني مطلقاً التراجع عنها، بقدر ما يعني توجيه التركيز نحو أولويات تنسجم مع طبيعة المرحلة الحالية، معيداً التأكيد على أن اهتمام المجموعة بالتوسع نحو أفريقيا وآسيا، يبقى قائماً، غير إنه قد يتأجل وفقاً للظروف التي قد تسود خلال المرحلة المقبلة.   

 

تداعيات كورونا مصرفياً مستمرة حتى الربع الأول من العام المقبل


تراجع متوقع لمخصصات الربع الثالث 

 

وبالعودة إلى الأداء المالي، فقد شكّل التوجه نحو تجنيب مخصصات مرتفعة توجهاً عاماً لدى المصارف في مواجهة التداعيات. وفي ما يتعلق بمجموعة البركة المصرفية، يلفت يوسف النظر إلى أن مخصصات الربع الثالث ستكون أقل من الربعين الأول والثاني، ومردّ ذلك إلى أن المصارف التابعة للمجموعة حرصت على تطبيق المعايير المفروضة من قبل المصارف المركزية في دول انتشارها، وهو ما شكل عنصراً مهماً في ارتفاع المخصصات خلال المرحلة الماضية، كما إن استمرار النمو المسجل في الأرباح خلال المرحلة الحالية مقارنة بالعام الماضي، أعطى المجموعة مرونة إضافية في تجنيب المزيد من المخصصات الاحترازية.   

ويرى يوسف بأن أوج تداعيات الفيروس على القطاع المصرفي بصفة عامة لم يصل بعد، مشيراً إلى ان المؤشرات الواضحة لهذا التأثير ستظهر خلال الربع الأول من العام المقبل، ومرد ذلك، بصورة أساسية إلى تفشي الموجة الثانية من الفيروس وعودة حالات الإغلاق إلى دول أوروبية عدة.  

 

أسسنا بنك "إنشاء" كمصرف رقمي مستقل في ألمانيا قبل 6 سنوات

وسنتوسع في خدماته لتشمل دولاً أوروبية جديدة


بنك "إنشاء" ذراع الكترونية أوروبية 

 

إلى ذلك، شكّل الاستثمار في التحول الرقمي أحد معالم استراتيجية مجموعة البركة المصرفية، وحول الكيفية التي تتعامل معها المجموعة مع هذه الخدمات في ظل تفشي الفيروس، يؤكد يوسف أن المجموعة كانت من بين أوائل المصارف الخليجية والعربية التي بادرت إلى اعتماد التحول الرقمي، وهو ما تجلى بشكل واضح في مبادرة بنك البركة تركيا لتأسيس مصرف "إنشاء" الرقمي المستقل في ألمانيا قبل نحو 6 سنوات، ويوضح أن الاختيار وقع على ألمانيا بالنظر إلى التواجد التركي المتنامي هناك، مشيراً إلى أن المصرف وصل سريعاً إلى نقطة التعادل بين الإيرادات والمصروفات، وقد بدأ تحقيق أرباح وإن كانت لا تزال ضئيلة، ويكشف يوسف أن المجموعة تسعى خلال المرحلة الحالية إلى تعميم نجاح تجربة بنك "إنشاء" والتوسع بها نحو دول أوروبية جديدة.  

 

 

لدى مجموعة البركة المصرفية تجارب مع تراجع أسعار العملات 

لو عدنا لأسعار 2015 لكان حجم الميزانية 43 مليار دولار بدلاً من 27 ملياراً حالياً

  

تركيا والمخاطر

 

وعند تناول تجربة بنك البركة-تركيا، لا بدّ من التطرق إلى الكيفية التي تتعامل معها المجموعة مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية المتنامية بما فيها انخفاض أسعار العملة. وهنا يقول يوسف إن الاقتصاد التركي يبقى من الاقتصادات الناجحة، كما إنه نموذج مهم يستحق التوقف عنده، وذلك على الرغم من التحديات التي تواجه البلاد داخلياً وخارجياً بما فيها تلك الناتجة عن تراجع العلاقات مع دول الخليج، وأثر ذلك على حجم الاستثمارات. ويضيف أنه وعلى الرغم من هذه المعطيات، نجح بنك البركة تركيا بالنأي عن هذه التطورات، واستمر في تحقيق أرباح إيجابية، كما جرت معالجة القروض غير العاملة في المحفظة الائتمانية للبنك بشكل كامل. ويتوقف يوسف عند المسألة المتعلقة بتراجع العملة، ليشير إلى أن مجموعة البركة ونظراً إلى خريطة انتشارها الخارجية تأثرت في أسواق عدة من تراجع أسعار العملات وأسعار الصرف ليس فقط من تركيا، لافتاً الانتباه إلى أنه لو جرى الاخذ في الاعتبار مستويات أسعار العملات والصرف التي كانت سائدة سنة 2008 في الأسواق حيث تتواجد المجموعة لكان إجمالي ميزانية المجموعة قد بلغ نحو 75 مليار دولار، في حين أنها حالياً تقدر بنحو 27 ملياراً ، ومردّ ذلك إلى تأثير حركة العملات الأجنبية، أما في حال جرى اعتماد أسعار الصرف التي كانت سائدة في العام 2015، لكانت ميزانية المجموعة 43 مليار دولار. 

ويخلص يوسف من خلال هذه الإشارة إلى القول إنه لدى المجموعة تجربة في التعامل مع تغيير أسعار العملات، وهي تعمل على تعويضها من خلال نسب نمو الأرباح السنوية، وكذلك شراء استثمارات داخل الدولة، وهو ما جرى تنفيذه في تركيا على وجه التحديد، يما يساعد على مواجهة أي ظروف استثنائية. 

 

البحرين وتأجيل القروض 

 

أما في ما يتعلق بمبادرة تأجيل أقساط القروض في البحرين وأثرها على القطاع، يوضح يوسف بداية أن لا تأثير على مجموعة البركة من هذا الخيار نظراً إلى حجم محفظة القروض إلى الإجمالي، ويضيف أنه لا بدّ من التمييز بين قرار تأجيل أقسام القروض الذي بدأ مع تفشي فيروس كورونا حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي وهو ما أثر على ربحية المصارف، في حين أن تمديد العمل بقرار التأجيل لغاية شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل، لن يحرم المصارف من جني أرباحها على القروض في نهاية الربع الرابع.