ملامح ذكية للسفر في مرحلة ما بعد كوفيد-19

  • 2020-08-04
  • 07:20

ملامح ذكية للسفر في مرحلة ما بعد كوفيد-19

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

 أدت جائحة كورونا إلى توقف قطاع السفر على نحو كلي، وعلى الرغم من عودة الطائرات المدنية للتحليق في الأجواء، إلا أن القطاع سيحتاج لفترة ليست قصيرة قبل العودة إلى الوضع الطبيعي السابق، ومن المؤكد أن يشهد المسافرون حول العالم تغييرات غير مسبوقة ستبدّل مشهد السفر العالمي كلياً، إذ يواجه القطاع تحديات غير مسبوقة للتأقلم مع الواقع القائم وتبنّي السياسات والاستراتيجيات المناسبة للتعايش مع الوضع الجديد.

وفي ظل الحال الراهنة، لا يزال التفاؤل قائماً بأن التعافي سيكون قريباً. فمع انتشار الوباء وبدء اقفال الحدود توقّع المجلس العالمي للسياحة والسفر في آذار/ مارس 2020، أن ينخفض نشاط ​​السفر الدولي بنسبة تصل إلى 25 في المئة هذا العام، فيما أتت توقعات المجلس إيجابية لناحية التعافي السريع في بعض المناطق، ولاسيما الشرق الأوسط. وتوافق خبراء السفر على أن قطاع السياحة في المنطقة سينهض على نحو أسرع مما هو متوقع، ومن المؤكد أن الابتكارات التي سيشهدها القطاع خلال فترة الانتعاش ستتضمن الابتكارات الرقمية الهادفة إلى دعم المسافرين وتمكينهم من إنجاز المعاملات عن بُعد تجنباً للإزدحام والتجمعات الكبيرة في المطارات.

وتوقع رئيس وحدة الخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية لدى "في إف إس غلوبال" بنجامين بوتش أن قطاع السفر سيشهد تحولات عدة مع إعادة فتح الحدود الدولية للمسافرين حول العالم، وهي:

 

المزيد من الوقت للتخطيط

 

من المحتمل أن يكون التخطيط للرحلات أكثر تفصيلاً الآن، حيث يُتوقع أن يتم ترميز كلمات البحث الأساسية وخطوات السفر المختلفة في رحلتنا التالية لضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية، والالتزام بلوائح الصحة والسلامة الصادرة عن الجهات المعنية، ومن المتوقع أن يتعذر على المسافرين حجز تذاكرهم في اللحظة الاخيرة أو السفر من دون اتباع الإجراءات الاحترازية التي قد تحتاج لبعض الوقت والتخطيط قبل السفر في المستقبل القريب، وقد نلحظ اتجاهات عكسية مختلفة، حيث يتوقع أن يعتمد المسافرون أكثر على الخدمات التي توفرها العلامات التجارية وسلاسل الضيافة الموثوقة، والتي تتبع المعايير الخاصة للعناية بالصحة والنظافة، بدلاً من الإقامة مع العائلات المحلية واستخدام وسائل النقل العام، إلى جانب الإقامة، سيتم الاعتماد بشكل لا مثيل له على البدائل الرقمية أثناء الرحلة.

 

توجه متزايد نحو البوابات الإلكترونية

في المطارات العالمية

 

مع بدء إعادة فتح الأجواء، يمكننا رسم خريطة طريق السفر الدولي في المستقبل على نحو أكثر كفاءة، فمن المتوقع أن يتم التشجيع على استخدام أكشاك الخدمة الذاتية، ومنصات تسجيل الوصول عبر الإنترنت، واعتماد أنماط التعريف الرقمية، وغير ذلك من الاجراءات الرقمية عند السفر جواً، لضمان الحد الأدنى من التواصل البشري المباشر، تلافياً لمخاطر انتشار العدوى، إلا أن الحاجة لتعقيم شاشات اللمس بعد كل استخدام سيشكل عبئاً إضافياً على مزودي الخدمات.

كما سيتم تشجيع المسافرين أيضاً على اعتماد الخيارات الرقمية لمعالجة الوثائق عند السفر إلى دول أخرى. وتساهم الحلول التكنولوجية المتقدمة مثل eVisas وبوابات جواز السفر الإلكترونية في معالجة وثائق السفر الأساسية رقمياً، للحفاظ على سلامة المسافرين.

من ناحية أخرى، ستساهم بوابات جواز السفر الإلكترونية، التي تستخدم تقنية التعرف على الوجه للتحقق من هوية المسافر مقابل البيانات المخزنة في الشريحة في جوازات السفر البيومترية، في تلافي المخاطر الصحية والمخاطر الأمنية المحتملة، إضافة إلى ذلك، يساهم هذا الحل في تعزيز عمليات تنفيذ المبادرات العالمية لضمان سفر رقمي أكثر ذكاءً.

وتساهم مبادرة برنامج الهوية الرقمية المعروف للمسافرين (KTDI)، التي تمّ إطلاقها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، في تدشين اتحاد عالمي يضم الأفراد والحكومات والسلطات والشركات العاملة في قطاع السفر، للمساهمة في تعزيز الأمن في قطاع السفر العالمي. في النتيجة، ستكون الخدمة الذاتية جزءاً من الوضع الطبيعي الجديد في المستقبل.

 

معايير السلامة أثناء السفر

 

وبخلاف مجهود السفر، فمن المتوقع أن تشهد طريقة اختيار مكان الإقامة والخدمات المتاحة للمسافرين في الوجهات تغيراً ملحوظاً، إذ يجب أن يكون المسافرون على دراية تامة بمقتنياتهم، والتأكد من تعقيم أمتعتهم وأغراضهم الشخصية الأخرى، وقد تكون أنفاق التطهير بالأشعة فوق البنفسجية من بين الخيارات التي سيتم استخدامها عند نقاط الدخول لضمان السلامة.

ومن المؤكد أن يشهد القطاع ارتفاعاً لناحية الاعتماد على الأمتعة وأساسيات السفر الممكنة بإنترنت الأشياء، لتمكين المسافرين من تتبع أمتعتهم وتعزيز وعيهم بالأشياء التي يلامسونها. من ناحية أخرى، سنشهد انتشاراً واسعاً لمفاتيح غرف الفنادق الرقمية، التي تمكن المقيمين من الوصول إلى غرفهم فوراً من دون الحاجة إلى الانتظار في قاعات الاستقبال المزدحمة، ورغم أن الحجوزات الرقمية التي تسمح للأفراد بتخطيط السفر عن بُعد باتت خياراً شائعاً، إلا أنها باتت تكتسب أهمية أكبر بالنسبة إلى المسافرين حالياً.