"جلف كابيتال" و"آسيا هاوس": 578 مليار دولار التجارة الثنائية بين الخليج وأسواق آسيا الناشئة

  • 2023-02-22
  • 13:20

"جلف كابيتال" و"آسيا هاوس": 578 مليار دولار التجارة الثنائية بين الخليج وأسواق آسيا الناشئة

  • أبوظبي- أولاً الاقتصاد والأعمال
خلصت دراسة صادرة عن شركة "آسيا هاوس" إلى التأكيد على أن توجه دول مجلس التعاون الخليجي نحو آسيا سيستمر ويكتسب مزيداً من الزخم، متوقعة أن يبلغ حجم التجارة بينهما نحو 578 مليار دولار بحلول العام 2030، بنمو نحو 6 في المئة سنوياً خلال العقد المقبل، على أن تتجاوز حجم التجارة بينهما نظيرتها بين الخليج والاقتصادات المتطورة بحلول العام 2028. ومن المتوقع أن ترتفع تجارة دول مجلس التعاون الخليجي مع آسيا إلى نحو 36.41 في المئة من إجمالي حجم التجارة الخليجية مقارنة مع نحو 30.83 في المئة حالياً.

 

 

للاطلاع:

زلزال تركيا: أنقرة تدعم الأجور وتحظر تسريح الموظفين

 

 

وجرت مناقشة هذه الدراسة، خلال فعالية نظمتها كل من "جلف كابيتال"، التي تستثمر في الممر الاقتصادي من منطقة الخليج وحتى جنوب شرقي آسيا، و"آسيا هاوس".


جلف كابيتال والرؤية الاستباقية 

 

أكدت هذه الفعالية الرؤية الاستباقية لشركة جلف كابيتال بقيادة د.كريم الصلح، والتي ركزت منذ نحو 14 عاماً على التوجه نحو الشرق بهدف تنمية محفظتها الاستثمارية في الشركات التابعة، والتأسيس لشركات عالمية تحولت لاستثمار جاذب للمشترين الاستراتيجيين.  


متحدثون قياديون متخصصون 

 

وشملت قائمة المتحدثين خلال الفعالية كل من وزير التجارة السابق في إندونيسيا ومدير معهد كونسيلينس للسياسات توماس ليمبونغ، والمدير التنفيذي للعمليات في المناطق الصناعية والحرة في "دي بي وورلد" في الإمارات عبدالله الهاشمي، ورئيس البحوث وكبير واضعي الاستراتيجيات في "ستاندرد تشارترد" حول العالم إريك روبرتسون، وكبير المدراء العموميين في "جلف كابيتال" ريتشارد دالاس، وكبير المساعدين لمنطقة الشرق الأوسط في "آسيا هاوس" ومحرر تقرير "توجه الشرق الأوسط نحو آسيا 2022" فريدي نيف. 

 

 تنامي العلاقات بين الخليج وآسيا ينتج تحولاً عالمياً جذرياً وتأثيره واسع على التجارة العالمية


وتيرة سريعة من النمو 

 

وقال كبير المساعدين لمنطقة الشرق الأوسط في "آسيا هاوس" ومحرر تقرير "توجه الشرق الأوسط نحو آسيا 2022" فريدي نيف إن العلاقات بين منطقة الخليج وآسيا بوتيرة سريعة من النمو، وينتج عن ذلك تحولاً عالمياً جذرياً وتأثيراً واسعاً على التجارة العالمية وعلى قطاع الأعمال والسياسة. 

وأضاف أن هذا الممر الاستثماري يتنامى في الاتجاهين وعبر قطاعات متنوعة بما في ذلك القطاعات النفطية وغير النفطية، وتحديداً في مجال التنويع الاقتصادي الذي تعتمده منطقة الخليج وما تستقطبه من استثمارات آسيوية في قطاعات اقتصادية ناشئة كالإنشاء وقطاع مصادر الطاقة المتجددة وقطاع التكنولوجيا، وتوقع نيف أن يتزايد التعاون في مجال الاستدامة أهمية ولاسيما مع انتقال الاقتصادات الخليجية والآسيوية بعيداً عن المواد الهيدروكربونية خلال العقود القليلة المقبلة.

 

د.كريم الصلح: "جلف كابيتال" ركزت قبل 14 عاماً على التوجه نحو آسيا 

 


الأسرع نمواً عالمياً 

 

من جهته، أكد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في "جلف كابيتال" د. كريم الصلح إن الممر بين دول الخليج ومنطقة شرق آسيا، يعدّ حالياً من الأسرع نمواً في العالم، مشيراً إلى أنه يتسم بكونه محايداً من الناحية الجيوسياسية ويتمتع بمقومات ديمغرافية واقتصادية أساسية.

ولفت الصلح النظر إلى أن "جلف كابيتال" استطاعت تحديد هذا الاتجاه بوضوح في وقت مبكر حيث حرصنا خلال الـ 14 عاماً الماضية على الاتجاه نحو الشرق، "كلما أردنا تنمية شركاتنا انطلاقاً من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والانطلاق بشركاتنا المحلية عبر هذا الممر ساعدنا على إنشاء شركات عالمية ممتازة أصبحت بمثابة استثمار جذاب بالنسبة للمشترين الاستراتيجيين من الشركات العاملة في القطاع نفسه والراغبة بتنمية شركاتها من خلال تملك منصات تعمل في بلدان متعددة". 

قد يهمك:

أمنية العمراني: لدى الشباب الكثير من الأفكار والمبادرات لمواجهة التغير المناخي

 

 

"جلف كابيتال": الاستثمار في شركات آسيوية  

 

وأضاف أن تواجد "جلف كابيتال" المباشر من خلال مقرها المباشر في سنغافورة، يساهم في تطبيق الأهداف نفسها ولكن بالاتجاه المعاكس، حيث تستثمر الشركة في شركات آسيوية جديدة مقرها في بلدان جنوب شرقي آسيا ومع الحرص على توسعها باتجاه منطقة دول مجلس التعاون الخليجي".

وتستثمر "جلف كابيتال" في 5 قطاعات أساسية ومحورية، هي قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا بما في ذلك التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الصحية، وقطاع الاستدامة وخدمات الأعمال والقطاع الاستهلاكي.

 

التوجه نحو الشرق ساعد شركات عدة في محفظة "جلف كابيتال" الاستثمارية على تحقيق نمو هائل 


استفادة محفظة "جلف كابيتال" 


اما كبير المدراء العموميين في "جلف كابيتال" ريتشارد دالاس، فأوضح أن التوجه نحو الشرق ساعد  شركات عدة في محفظة "جلف كابيتال" الاستثمارية على تحقيق نمو هائل والتخارج لمشترين استراتيجيين في العديد من القطاعات، بما في ذلك قطاع المياه والاستدامة من خلال شركة "ميتيتو" وقطاع السفر بين الشركات من خلال "وجهات العالم"، وقطاع خدمات الرعاية الصحية من خلال "آرت فيرتيليتي". 


وصفة النجاح 

 

وأضاف أن "جلف كابيتال" نجحت في وضع خارطة للنجاح تقوم على الاستثمار في الشركات الرائدة التي تعمل في قطاعات المستقبل بقيادة فريق يتمتع برؤية متميزة، يستطيع أن ينفذ الاستراتيجيات بشكل فذ وتوسعة تلك الشركات شرقاً في أسواق النمو الآسيوية التي تتسم بالعناصر والمقومات الأساسية للنجاح نفسها، وذلك إلى جانب تتبع الاتجاهات الجديدة والعمل على تهيئة الشركات التابعة لـ "جلف كبيتال" على الاستعداد للمستقبل، من خلال مأسسة تلك الشركات ورقمنتها وتطبيق مفاهيم الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، وجعل هذه الشركات مرغوبة جداً في قطاعاتها المختلفة كما حسن من فرص تخارجها، في وقت كانت رؤية الشركة منسجمة تماماً مع رؤية دول مجلس التعاون الخليجي وتوجه تلك الدول نحو آسيا. 

 

قواسم مشتركة بين الخليج ودول آسيا في التركيز على الاستدامة والتحول الرقمي


الاستدامة ومصادر الطاقة المتجددة

 

وعاد كبير المساعدين لمنطقة الشرق الأوسط في "آسيا هاوس" ومحرر تقرير "توجه الشرق الأوسط نحو آسيا 2022" فريدي نيف إلى تسليط الضوء على التطورات الاقتصادية المتسارعة في دول الخليج، والقواسم المشتركة على صعيد الرؤى الاستراتيجية بينها وبين دول شرق آسيا، مشيراً إلى أنه مع التحول الاستراتيجي في دول الخليج بالحد من التركيز على الوقود الاحفوري، فإن التعاون الخليجي الآسيوي في هذا القطاع سيستبدل تدريجياً بالاستثمار في الاستدامة ومصادر الطاقة المتجددة وتطوير مصادر طاقة بديلة مثل الهيدروجين. 

وساهمت الاستثمارات الخليجية في الرقمنة والتكنولوجيا المالية والأصول الرقمية وقطاع الإنشاء والموانئ في زيادة حجم التجارة الخليجية الآسيوية في القطاعات غير النفطية طوال العام 2022".

اهتمام الصناديق السيادية 

 

ووفقاً للتقرير، فإن اهتمام الصناديق السيادية الخليجية بمنطقة آسيا "سيستمر في الازدياد وسيشكل اتجاهاً مهماً محدداً لتوجه منطقة الشرق الأوسط نحو آسيا خلال العقد المقبل". تمتلك الصناديق السيادية الخليجية أصولاً تتجاوز 2.5 تريليون دولار أميركي مما يعني أن أي تغييرات تحدث في استراتيجياتها الاستثمارية سيكون لها تأثير كبير على القطاع المالي العالمي.

تبحث الصناديق السيادية الخليجية عن وسائل لزيادة انكشافها على الأسواق الآسيوية وهي تستثمر بشكل متزايد في الأسواق الأسيوية. فاعتباراً من شهر تموز/يوليو 2022، كانت تلك الصناديق مشاركة في صفقات تملك قيمتها 28.6 مليون دولار أميركي خارج منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أي بزيادة قدرها 45 في المئة عن العام 2021، مع توجه تلك الاستثمارات نحو الصين والهند وسنغافورة.