جلف كابيتال: عام قياسي للتخارجات والتوزيعات رغم العاصفة العالمية في قطاع الملكيات الخاصة

  • 2025-09-03
  • 12:53

جلف كابيتال: عام قياسي للتخارجات والتوزيعات رغم العاصفة العالمية في قطاع الملكيات الخاصة

  • أولا- الاقتصاد والأعمال

في وقتٍ تعاني فيه صناعة الملكيات الخاصة عالمياً من صعوبة تنفيذ التخارجات، وتضطر كبرى الشركات إلى اللجوء إلى صناديق الاستمرارية لتدوير أصولها، تسجّل "جلف كابيتال" عاماً استثنائياً. الشركة التي يقودها د.كريم الصلح أعلنت مؤخراً عن واحدة من أبرز صفقاتها ببيع حصتها في عيادات "إيه آر تي للخصوبة" في منطقة الشرق الأوسط إلى شركة عالمية، وهي صفقة تأتي ضمن سلسلة تخارجات قياسية جعلت الشركة تحقق أكبر حجم توزيعات لمستثمريها منذ تأسيسها قبل 19 عاماً.

فما الذي يفسر هذا النجاح؟ وما الذي يجعل الخليج اليوم بيئة جاذبة للاستثمار؟

في هذا الحوار، يجيب د. كريم الصلح، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ "جلف كابيتال" على هذه الأسئلة ويكشف ملامح المرحلة المقبلة للشركة.

 

أعلنتم عن بيع حصتكم في عيادات "إيه آر تي للخصوبة" في الشرق الأوسط. ماذا تعني هذه الصفقة لكم وللمنطقة؟

نحن محظوظون بالعمل في منطقة الخليج، التي تعد اليوم من بين أكثر مناطق العالم نمواً. على مدى 19 عاماً، ركزنا استثماراتنا في خمسة قطاعات رئيسية: التكنولوجيا، الرعاية الصحية، خدمات الأعمال، القطاع الاستهلاكي، والاستدامة. قطاع الرعاية الصحية كان من أبرز رهاناتنا الناجحة، ومن ضمنه "إيه آر تي للخصوبة" التي استحوذنا عليها عبر صندوقنا الثالث.

لقد استثمرنا أكثر من 97 في المئة من أموال هذا الصندوق في 12 عملية استحواذ، معظمها يحقق اليوم ربحية قياسية، والآن نبدأ مرحلة جني الثمار: بيع شركاتنا بعد أن ساعدناها على النمو والتوسع ورفع ربحيتها.

الخليج يوفر بيئة فريدة: سيولة مرتفعة، سوق نشطة للإصدارات الأولية، وإقبال متزايد من المستثمرين العالميين. هذه العوامل عززت خيارات التخارج وساهمت في تسريع وتيرتها. 

نفذتم 4 عمليات تخارج خلال العام الماضي، وتتجهون إلى 5 إضافية خلال الاشهر المقبلة. كيف تحققون ذلك بينما تواجه الصناعة عالمياً صعوبات كبيرة في مجال التخارج بالذات؟

إذا قارنا الخليج مع أوروبا أو الولايات المتحدة، نجد فرقاً هائلاً. في الغرب، التقلبات تعرقل التخارجات وتجبر شركات الملكيات الخاصة على الاحتفاظ باستثماراتها لفترات اطول مما ينبغي. أما الخليج، فهو يعيش مرحلة ازدهار غير مسبوقة. 

في "جلف كابيتال"، نركّز على تملك حصص أغلبية في شركات قيادية سريعة النمو، وهو ما يجذب المشترين من كل أنحاء العالم، سواء كانوا مستثمرين استراتيجيين أو صناديق ملكيات خاصة أخرى. لذلك نجحنا في تنفيذ 4 عمليات تخارج العام الماضي ونتجه إلى إتمام 5 إضافية خلال الاشهر الاثني عشر المقبلة. هذا الأداء يجعل 2025 عاماً قياسياً في عدد التخارجات وحجم التوزيعات لمستثمرينا منذ تأسيس الشركة. 

ما الذي يميز نموذج عملكم عن الآخرين؟

نحن لا نكتفي بتملك الشركات وتطويرها داخلياً، بل نساعدها على التوسع الإقليمي والدولي. عندما استحوذنا على عيادات الخصوبة، كانت تعمل فقط في الإمارات، أما اليوم فهي موجودة في السعودية والهند. شركات أخرى في محفظتنا توسعت إلى أوروبا وإفريقيا.

النموذج الذي نتبعه يقوم على تحويل الشركات الخليجية إلى منصات عالمية. حالياً تعمل شركاتنا في أكثر من 100 بلد، كما كنا سباقين في التوجه نحو آسيا، حيث أجرينا أكثر من 15 عملية استحواذ تكميلية (Bolt-On). واليوم نسعى أيضاً إلى جلب شركات آسيوية إلى الخليج، ما يعزز موقع المنطقة كمركز استثماري عالمي.

كيف ترون السوق خلال الفترة المقبلة؟

نحن نركز الآن على إتمام التخارجات والتوزيعات. وندرس إمكانية التخارج عبر طرح عام أولي (IPO) لإحدى شركاتنا في أسواق الأسهم الخليجية، مستفيدين من السيولة العالية.

شركات صندوقنا الثالث نجحت في رفع ربحيتها بنسبة 25 في المئة سنوياً، وهو ما يزيد من جاذبيتها ويجعل المستثمرين العالميين، خصوصاً من آسيا، أكثر إقبالاً على القدوم إلى المنطقة والاستثمار في صناديقنا.

وماذا عن الاستثمارات المقبلة؟

نستعدّ لإطلاق صندوقنا الرابع قريباً، وسنواصل التركيز على القطاعات نفسها: التكنولوجيا (خصوصاً المالية)، الرعاية الصحية، الاستهلاك، الاستدامة، وخدمات الأعمال.

الخليج أقل تأثراً بالتوترات التجارية العالمية، بل يشهد فرصاً جديدة في الذكاء الاصطناعي، مراكز البيانات، والطاقة البديلة. المنطقة اليوم لم تعد مجرد لاعب إقليمي، بل أصبحت في طليعة المراكز العالمية في تبني التكنولوجيا والاستثمار فيها بكثافة، وهذا يفتح لنا آفاقاً استثمارية واسعة.

ماذا يعني لكم العام 2025؟

إنه عام التخارجات القياسية والتوزيعات غير المسبوقة.  في الوقت الذي يواجه فيه العالم صعوبات، يبرهن الخليج و"جلف كابيتال" أن النجاح ممكن حين تتوافر الرؤية والبيئة المناسبة.