صفقة "إيه آر تي للخصوبة" شهادة على قدرة "جلف كابيتال" على اقتناص الفرص الواعدة في الرعاية الصحية

منذ سنوات، أولت "جلف كابيتال" اهتماماً خاصاً في قطاع الرعاية الصحية في الخليج وآسيا، إدراكاً منها لكونه أحد أسرع القطاعات نمواً وأكثرها جذباً للاستثمار. في هذا الحوار، يتحدث حازم أبو خلف، المدير العام للملكية الخاصة الذي يقود قطاع الرعاية الصحية في الشركة، عن دلالات صفقة التخارج من عيادات "إيه آر تي للخصوبة"، وعن ملامح التجربة والفرص المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.

ما الذي يميز عملية التخارج من عيادات "إيه آر تي للخصوبة" في الشرق الأوسط ويعطيها أهمية خاصة لقطاع الرعاية الصحية وصناعة الملكيات الخاصة في المنطقة؟

إن هذه الصفقة تشكل شهادة واضحة على قدرة "جلف كابيتال" على اقتناص الفرص النوعية في مجالات واعدة مثل الرعاية الصحية، ولا سيما التخصصات الدقيقة منها كعلاجات الخصوبة. لقد جاءت العملية تتويجاً لشراكة وثيقة مع فريق الإدارة في الشركة، حيث عملنا على مساعدته في التوسع وتعزيز الأداء. الاهتمام الكبير الذي أبداه المشترون الإقليميون والعالميون عكس جاذبية القطاع والمنطقة، وأثبت أن شراكاتنا قادرة على تحقيق قيمة مضافة حقيقية للمستثمرين.

كيف تمكنتم من مساعدة الشركة على النمو والتوسع من بضع عيادات في الإمارات إلى أكثر من 15 عيادة في الإمارات والسعودية والهند؟

قبل استثمارنا في الشركة في العام 2020، أجرينا دراسة معمّقة لسوق الرعاية الصحية في المنطقة حددنا من خلالها المجالات ذات النمو الواعد. وبرز علاج الخصوبة كأحد أبرز هذه المجالات نظراً لارتفاع معدلات العقم عالمياً. حينها، اكتشفنا شركة يقودها فريق طبي وإداري يتمتع بكفاءة عالية وحقق نتائج متميزة. هذا منحنا الثقة للاستثمار فيها والاستفادة من الطلب المتنامي على خدمات علاج الخصوبة.

بفضل هذا الاستثمار، شهدت الشركة قفزة كبيرة في أعمالها، فانتقلت من 3 عيادات في بلد واحد إلى 15 عيادة موزعة على ثلاث دول عند إتمام التخارج.

كيف حولتم الشركة إلى ريادية في قطاعها؟

منذ البداية، عملنا بشكل وثيق مع الإدارة على إعادة إطلاق العلامة التجارية للشركة بعد فصلها عن نشاط تابع لإحدى الشركات العالمية. قدمنا الدعم المالي اللازم للتوسع، واستثمرنا في التكنولوجيا والابتكار والأبحاث، وهو ما انعكس إيجاباً على فعالية العلاجات وتحسين النتائج. من أبرز إنجازاتنا إطلاق مختبر جيني متطور في أبوظبي مكّن الشركة من امتلاك تقنيات متقدمة عززت مكانتها الريادية في مجالها.

لماذا بعتم حصتكم في عمليات الإمارات والسعودية واحتفظتم بالعمليات في الهند؟

تمتلك الهند، باعتبارها الدولة الأكثر سكاناً في العالم، إمكانات هائلة للنمو في قطاع علاج الخصوبة. بدأنا توسعنا هناك في العام 2021 في ذروة جائحة كورونا، ومنذ ذلك الوقت بدأت استثماراتنا تؤتي ثمارها. قررنا الاحتفاظ بالعمليات في الهند للاستفادة من الإمكانات الضخمة للنمو هناك، ونتوقع أن تكون الجهات المهتمة بالاستحواذ على هذه العمليات مختلفة بطبيعتها عن تلك التي استحوذت على عيادات الشرق الأوسط، ما سيعزز من قيمتها عند التخارج لاحقاً.

ما هي أبرز الفرص المستقبلية التي ترونها واعدة في قطاع الرعاية الصحية؟

نرى أن هناك إمكانات كبيرة في الخدمات الطبية المتخصصة، مثل علاج أمراض العيون والأورام، وهي مجالات تشهد نمواً متسارعاً في المنطقة. من المتوقع أن يستمر توسع العيادات المتخصصة خلال السنوات العشر المقبلة، ما يفتح آفاقاً واسعة أمام المستثمرين.

هل تعتقدون أن هذه العملية ستكون معياراً لصفقات القطاع في المنطقة؟

لا شك أن هذه الصفقة تُعد من أكبر عمليات التخارج التي نفذناها حتى الآن، وهي تقدم نموذجاً واضحاً للدور الذي يمكن لشركات الاستثمار المباشر أن تلعبه في دعم شركات الرعاية الصحية على النمو والتوسع وتحقيق عوائد مجزية للمستثمرين. لقد ساعدنا الشركة على دخول أسواق جديدة، وزيادة حجم أعمالها، وتقديم خدمات عالية الجودة عبر الاستثمار في الأبحاث والتقنيات المتطورة.