وزير الطاقة السعودي في "المؤتمر الدولي لتقنية البترول": الهبوط الحاد في الاستثمار بالبترول والغاز يهدد أمن الطاقة

  • 2022-02-21
  • 10:07

وزير الطاقة السعودي في "المؤتمر الدولي لتقنية البترول": الهبوط الحاد في الاستثمار بالبترول والغاز يهدد أمن الطاقة

أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن "المؤتمر الدولي لتقنية البترول 2022" يركز هذا العام على تعزيز التعافي العالمي من خلال الطاقة المستدامة، مشيراً إلى أن المملكة تسعى إلى ضمان مناعة ركائز عالم الطاقة الثلاث، أمن إمدادات الطاقة الضرورية، والتنمية الاقتصادية المستمرة من خلال توفير مصادر طاقة موثوقة، ومواجهة التغير المناخي، معتبراً أن هذه الركائز الثلاث يجب مراعاتها من دون تضحية بواحدة من أجل أخرى.

وأشاد الامير عبدالعزيز بن سلمان في كلمة خلال افتتاحه "المؤتمر الدولي لتقنية البترول 2022" الذي يعقد في الرياض بالنيابة عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدور منظمة "أوبك" والدول المنتجة من خارجها "أوبك بلاس" في تحقيق إنجاز غير مسبوق في أسواق الطاقة العالمية، وذلك من خلال اجتماعها في بداية العام 2020، الذي شهد نموذجاً مميزاً للتعاون والعمل المشترك وذلك لتنظيم أكبر تخفيض للإمدادات في التاريخ.

ورأى أن هذا الإنجاز كان ناجحاً في تحقيق هدفه حيث توقف بذلك الهبوط الخطير وغير المسبوق في أسواق الطاقة العالمية، لافتاً النظر إلى أنه منذ صيف العام الماضي تمّ وضع خطة حذرة موزونة لإعادة الإمدادات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للاقتصاد العالمي الآخذ في التعافي، مشيراً إلى أن وتيرة تكرار اجتماعات "أوبك بلاس" يظهر التزامها بإدارة الأحداث الديناميكية وغير المتوقعة بشفافية.

وحذّر من أن الهبوط الحاد في الاستثمار بالبترول والغاز يهدّد أمن الطاقة، مشيراً إلى أن هناك خطراً فعلياً أن العالم لن يستطيع إنتاج كل الطاقة التي يحتاجها لتعزيز التعافي، لافتاً النظر إلى أن ذلك فاقم حالة عدم اليقين والإشارات المتناقضة في صنع السياسات في بعض أنحاء العالم.

وذكر أن هذا النقص في الاستثمار يضرّ مصلحة مستهلكي الطاقة، ويخلق تحديات لصانعي السياسات برفعه للأسعار وزيادته للمخاوف المتعلقة بشح الإمدادات، مبيناً أن الحملة ضد الاستثمارات الجديدة في البترول والغاز لها نظرة قصيرة المدى، بل إن آثارها السلبية في تعافي الاقتصاد العالمي ورفاهية الأسر قد بدأت بالظهور، مشيراً إلى أنه لهذا السبب المملكة مستمرة في الاستثمار في البترول والغاز النظيفين وتوسيع قدرتها الإنتاجية.

وحول الاستدامة، قال إنها نتيجة طبيعية لإطار عمل الاقتصاد الدائري للكربون الذي تدعو له المملكة ودعمه قادة "مجموعة العشرين"، مؤكداً أنّ تحوّل الطاقة في تسارع، ولكن التركيز على عناصر معينة فقط من هذا التحول مثل الطاقة المتجددة أو البديلة سيكون خطأً آخر فادحاً.

ولفت النظر إلى أن أمن الطاقة يتطلب أن يستمر العالم في استخدام جميع خيارات الطاقة، بما فيها الموارد الهيدروكربونية التي دفعت التنمية الاقتصادية على مدى قرون، مشيراً إلى أن ما يكمن في قلب هذه الاستراتيجية تحدٍّ يتعلق بكيفية إمدادات الوقود الهيدروكربوني والحدّ في الوقت ذاته من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مبيناً أن التقنية ركيزة أساسية لمواجهة هذا التحدي.

وجدّد وزير الطاقة السعودي الامير عبدالعزيز بن سلمان التأكيد أن التقنية الابتكارية ستكون أساسية في تنفيذ مبادرة السعودية الخضراء التي تطمح إلى توليد نصف احتياج الكهرباء المحلي من الطاقة المتجددة بحلول العام 2030 والوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول العام 2060.

الرميان: "أرامكو" تهتم بالذكاء الصناعي لمنشآتها

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة "أرامكو السعودية" ياسر الرميان إن العالم عانى من أثر جائحة كورونا خلال الفترة الماضية وتعلم من خلال المثابرة والصمود من تلك التداعيات، مشيراً إلى أن الوقت الحالي يشهد العالم مرحلة التعافي من الجائحة، مشيداً بما تقوم به "أرامكو السعودية" من جهود في التقليل من الانبعاثات الكربونية والوصول إلى صفر من تلك الانبعاثات، وبجهود الموظفين الذين لديهم العديد من الابتكارات في الكثير من المجالات، ومنها التقنية مما يجعلها مصنعاً للأفكار.

وأشار إلى أن "أرامكو" تهتم بالذكاء الصناعي لمنشآتها، ولديها مراكز بحثية تتعلق باستغلال التخزين والمشاريع التي يمكن أن تقلل من غاز ثاني أوكسيد الكربون ومن انبعاثاتها التي تساوى أكثر من عشرات الملايين، لافتاً النظر إلى أنها تعمل على تطوير التقنية المتعلقة بتقليل الانبعاثات الكربونية، وتهتم بتقنية النانو التي تلعب دوراً مهماً في خفض التكاليف، مضيفاً أن "أرامكو" لديها خطط في الاستثمار على المدى الطويل، وتتطلع أن تكون هناك استخدامات جديدة للنفط والغاز من خلال الموارد الكثيرة، ومن خلال المخزونات التي تمتلكها؛ بهدف أن تكون الرائدة في ما يتعلق بالاقتصاد الهيدروكربون.

وذكر أن "المؤتمر الدولي لتقنية البترول" سيناقش العديد من الأفكار الابتكارية المتعلقة بالصناعات البترولية، كما سيبحث التقنيات والأفكار الجديدة بهدف أن يكون هناك صفر انبعاثات، مؤكداً أهمية تأسيس صناعة تقوم على حل المشاكل وتقدم حلولاً يحتاجها العالم.

النعيمي: تقنية البترول تواجه العديد من التحديات

بدوره، أكد النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج في "أرامكو السعودية" مدير اللجنة المنظمة لـ"المؤتمر الدولي لتقنية البترول" ناصر النعيمي أن تقنية البترول تواجه العديد من التحديات، حيث إن جائحة كورونا عملت على تغير اقتصاد العالم، وأتاحت العديد من الفرص للعمل على تعافي الاقتصاد من الجائحة.

وأضاف النعيمي أن العالم يحتاج إلى الكثير من الابتكارات الآن أكثر من ذي قبل، مشيراً إلى أن "المؤتمر الدولي لتقنية البترول 2022" يعتمد على العديد من المتطوعين في مختلف العالم.

زولكيفي: المؤتمر سيضع أهدافاً للقضاء على الانبعاثات الكربونية

أما المدير العام لمجلس إدارة "المؤتمر الدولي لتقنية البترول 2022" اديف زولكيفي فأوضح أن تميز المؤتمر نابع من تميز داعميه، إذ يتلقى دعماً من قبل جمعيات مهنية ومحترفة، وبرؤية كبيرة متعلقة بالنفط والغاز، معتبراً استضافة المملكة للمؤتمر حدثاً مهماً لما يحتويه الشرق الأوسط والشرق الأدنى من تنوع في الموارد النفطية والغاز، التي يزداد الطلب عليها.

 وأشار زولكيفي إلى أن المؤتمر سيضع أهدافاً للقضاء على الانبعاثات الكربونية، والمسببة للتغير المناخي، لتكون هناك استدامة للطاقة في المستقبل، وإيجاد حلول تتناسب مع مرحلة التغيير.