الإمارات: قصة نجاح في مجال الاستثمار بالطاقة الشمسية

  • 2022-01-11
  • 15:31

الإمارات: قصة نجاح في مجال الاستثمار بالطاقة الشمسية

حوّلت دولة الإمارات تجربتها في مجال الاستثمار بالطاقة الشمسية إلى إحدى أبرز التجارب العالمية نجاحاً، مسجلة أرقاماً قياسية وإنجازات غير مسبوقة، لتتحول الطاقة الشمسية إلى نفط جديد سيطول الاعتماد عليه خلال العقود المقبلة بالنظر إلى المشاريع الضخمة التي حوّلت لون الصحراء الأصفر إلى ألوان ألواح الطاقة الشمسية الزرقاء.

وفي هذا السياق، شملت التجربة الإماراتية إلى جانب كثافة وتعدّد المشاريع العملاقة من حيث الحجم والطاقة المولدة، النجاح في تقليل تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، مروراً بتسخير الطاقة الشمسية في خدمة مشاريع الصناعة المتقدمة.

أرقام قياسية على مستوى التكلفة

وعلى مستوى التكلفة، حققت الدولة الخليجية أرقاماً قياسية عالمية لأقلّ كهرباء مولّدة بالطاقة الشمسية من حيث التكلفة خلال الأعوام الأخيرة، حيث سجلت خلال العام 2015 رقماً قياسياً بتكلفة بلغت 5.6 سنتات أميركية لكل كيلو واط/ ساعة، ولاحقاً في العام 2016 سجلت رقماً قياسياً بسعر 2.99 سنت لكل كيلو واط /ساعة، وكلاهما في دبي. أما الرقم القياسي الأخير فسجل في العام 2020 بقيمة بلغت 1.35 سنت أميركي لكل كيلو واط /ساعة في أبوظبي لمشروع "الظفرة للطاقة الشمسية" ذي استطاعة 2 جيغاواط، وقد انخفضت التكلفة في وقت لاحق لتصل إلى 1.32 سنت، وذلك حسب ما ورد في تقرير "الهيدروجين من الخيال إلى الحقيقة" الصادر عن "مؤسسة دبي للمستقبل".

"محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية"

وتعمل دولة الإمارات على بناء محطة "الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية"، أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد حيث ستستخدم ما يقارب 4 ملايين لوح شمسي لتوليد طاقة كهربائية كافية لما يقارب 160 ألف منزل في مختلف أنحاء الدولة. ويقع المشروع على بعد 35 كيلومتراً تقريباً عن مدينة أبوظبي وستدعم المحطة تنويع مصادر الطاقة المتجددة في أبوظبي من خلال رفع قدرتها الإنتاجية الإجمالية من الطاقة الشمسية إلى نحو 3.2 جيغاواط، بالإضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون للإمارة بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة نحو 470 ألف سيارة من الطريق.

"مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"

بدوره، يمثل "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي من المقرر أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميغاواط بحلول العام 2030 حيث تشكل مشاريع المجمع أحد أهم مسارات "استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050" التي تهدف إلى توفير 75 في المئة من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.

شراكة بين "كهرباء دبي" و"الإمارات العالمية للألمنيوم"

وفي كانون الثاني/يناير 2021، وقّعت "هيئة كهرباء ومياه دبي" وشركة "الإمارات العالمية للألمنيوم" اتفاقية للبدء بإنتاج الألمنيوم في مصهر الشركة باستخدام الطاقة النظيفة من "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، في إنجاز جديد يجعل دولة الإمارات أول دولة في العالم تنتج الألمنيوم باستخدام الطاقة الشمسية.

وستزود "هيئة كهرباء ومياه دبي" شركة "الإمارات العالمية للألمنيوم" بـ 560 ألف ميغاواط/ ساعة من الكهرباء من "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" سنوياً، ما يكفي لإنتاج 40 ألف طن من الألمنيوم في العام الأول مع إمكانية التوسع بشكل كبير مستقبلاً، وستقوم شركة "الإمارات العالمية للألمنيوم"، بدورها، بتصدير الألمنيوم الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة الشمسية للمتعاملين حول العالم.

وتواصل الإمارات خطتها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة واستغلال مصادر الطاقة المتجددة كافة مبكراً، وهو ما كان سبباً في تدشين أول مفاعل سلمي لتوليد الطاقة النووية في المنطقة، في خطوة استباقية عززت من ريادتها في مجال الطاقة النظيفة، ضمن خطط استراتيجية لمكافحة التغير المناخي.