برنامج الأمم المتحدة للبيئة: الفجوة تتسع.. وكلفة التكيف المناخي بمئات مليارات الدولارات

  • 2021-11-05
  • 15:46

برنامج الأمم المتحدة للبيئة: الفجوة تتسع.. وكلفة التكيف المناخي بمئات مليارات الدولارات

  • علي زين الدين

 

يخلص تقرير أممي إلى أن تكاليف التكيف "المناخي" من المرجح أن تكون في النطاق الأعلى للتقديرات بما يتراوح ما بين 140-300 مليار دولار أميركي سنوياً في حلول العام 2030 ونحو 280-500 مليار دولار سنوياً في حلول العام 2050 للبلدان النامية فقط.

وبلغت تدفقات تمويل المناخ إلى البلدان النامية من أجل التخطيط للتخفيف والتكيف والتنفيذ ما يصل إلى 79.6 مليار دولار في العام 2019. وبشكل عام، تزيد تكاليف التكيف المقدرة في البلدان النامية بمقدار خمسة إلى عشرة أضعاف التدفقات الحالية لتمويل التكيف العام. إن فجوة تمويل التكيف آخذة في الاتساع.

وفي حين تجتمع الدول في الجولة الأخيرة من محادثات المناخ في مدينة غلاسكو، دعا تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتلقى موقع "أولاً– الاقتصاد والأعمال" نسخة من ملخصه، إلى بذل جهود عاجلة لزيادة التمويل وتنفيذ الإجراءات المصممة للتكيف مع الآثار المتزايدة لتغير المناخ، حيث يظهر الخطر المحدق من خلال الفجوة بين تنامي السياسات والتخطيط للتكيف مع تغير المناخ، فيما التمويل والتنفيذ لا يزالان بعيدين عن الهدف المنشود.

وتشير الوعود الحالية بموجب اتفاق باريس إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.7 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، حتى إذا اتخذ العالم إجراءات للحدّ من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية أو درجتين مئويتين، كما هو موضح في الاتفاق، فلا يزال هناك العديد من مخاطر المناخ التي نواجهها، في حين أن التخفيف القوي يعدّ أفضل السُبل لتقليل الآثار والتكاليف الطويلة الأجل، فإن زيادة الطموح فيما يتعلق بالتكيف، ولاسيما فيما يختص بالتمويل والتنفيذ، أمر بالغ الأهمية لتجنّب اتساع نطاق الفجوة.

وطرحت حزم تحفيز مالية بقيمة 16.7 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم، ولكن لم يُخصص سوى جزء صغير من هذا التمويل للتكيف. وقد قام أقل من ثلث البلدان البالغ عددها 66 التي شملها الاستطلاع بتمويل تدابير كوفيد-19 بشكل صريح للتصدي للمخاطر المناخية في حلول حزيران/يونيو 2021. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي ارتفاع تكلفة خدمة الديون، إضافةً إلى انخفاض الإيرادات الحكومية، إلى إعاقة الإنفاق العام المستقبلي على التكيف، ولاسيما في البلدان النامية.

 بالإضافة، وجد التقرير أن فرصة استغلال التعافي المالي من جائحة كوفيد-19 لإعطاء الأولوية للنمو الاقتصادي الأخضر الذي يساعد الدول أيضاً على التكيّف مع الآثار المناخية مثل الجفاف والعواصف وحرائق الغابات قد أُهدرت إلى حدّ كبير، في حين تشير الدلائل المبكرة إلى أن عمليات تطوير خطة التكيف الوطنية قد تعطلت بسبب التعرض لجائحة كوفيد-19، إلا أن هناك تقدماً قد أُحرز في خطط التخطيط الوطنية للتكيف.

واعتمد نحو 79 في المئة من البلدان أداة واحدة على الأقل لتخطيط التكيف على المستوى الوطني سواء كانت خطة أو استراتيجية أو سياسة أو قانون - بزيادة قدرها 7 في المئة مقارنة بالعام 2020. وتقوم 9 في المئة من البلدان التي ليس لديها مثل هذه الصكوك بتطوير صكوك من هذا القبيل، ووضعت 65 في المئة على الأقل من البلدان خطة قطاعية واحدة أو أكثر، ولدى 26 في المئة من هذه البلدان على الأقل واحدة أو أكثر من أدوات التخطيط دون الوطنية.

 كذلك، يتواصل تنفيذ إجراءات التكيف ولكن ببطء. وتكشف بيانات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن أكبر عشرة مانحين مولوا أكثر من 2600 مشروع يركز على التكيف ما بين العامين 2010 و2019، كما تزايد عدد المشاريع، مع جذب المزيد من التمويل الذي يزيد على 10 ملايين دولار أميركي.

 لكن، وعلى الرغم من هذا التقدم المحرز، يشير التقرير إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الطموح في التمويل والتنفيذ، ويحتاج العالم إلى زيادة التمويل العام للتكيف من خلال الاستثمار المباشر والتغلب على المعوقات التي تحول دون مشاركة القطاع الخاص، وهناك حاجة إلى المزيد من التنفيذ الأقوى لإجراءات التكيف لتجنب العجز عن إدارة مخاطر المناخ، ولاسيما في البلدان النامية، كما يحتاج العالم إلى النظر في سيناريوهات المناخ ذات التقديرات الأعلى التي توقعها تقرير التقييم السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.

 ووجد التقرير أيضاً أنه يجب على الحكومات استخدام التعافي المالي من الجائحة لتحديد أولويات التدخلات التي تحقق النمو الاقتصادي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، ويجب على الحكومات وضع مناهج متكاملة لإدارة المخاطر وإنشاء أطر مرنة لتمويل الكوارث، كما يجب على الاقتصادات المتقدمة مساعدة البلدان النامية على تحرير الحيز المالي لجهود الانتعاش الخضراء والقدرة على الصمود أمام جائحة كوفيد-19 من خلال التمويل الميسر وتخفيف أعباء الديون الموضوعية.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "بينما يتطلع العالم إلى تكثيف الجهود لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري – وهي الجهود التي لا تزال غير قوية بما يكفي في كل مكان - يجب أيضاً أن يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهود للتكيف مع تغير المناخ، حتى لو توقفنا عن توليد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري اليوم، فإن آثار تغير المناخ ستظل معنا لعقود عديدة مفبلة. نحن بحاجة إلى إجراء تغيير تدريجي في طموح التكيف من أجل التمويل والتنفيذ للحدّ بشكل كبير من الأضرار والخسائر الناجمة عن آثار تغير المناخ، ونحن بحاجة إلى اتخاذ هذه الإجراءات الآن".