انفجار بيروت: خسائر فنادق وسط المدينة والجوار جسيمة

  • 2020-08-08
  • 10:36

انفجار بيروت: خسائر فنادق وسط المدينة والجوار جسيمة

  • رانيا غانم

لم تكد الفنادق اللبنانية تلملم جراحها بعد إغلاق دام أكثر من أربعة شهور بسبب جائحة كورونا، حتى جاء انفجار مرفأ بيروت ليقضي على ما تبقى من آمال بعودة الحركة إلى طبيعتها. فالقطاع يعاني منذ أكثر من عام من أزمة اقتصادية خانقة ومن الإغلاق بعد ثورة 17 اكتوبر/تشرين الأول ومن ثم كورونا، آلت جميعها إلى انخفاض غير مسبوق في نسبة الإشغال.

الأضرار والخسائر يقدرها القيمون على القطاع بالملايين، لكن على الرغم من كل تلك المصائب، يبدو أن المستثمرين في القطاع ولاسيما الفنادق الكبيرة التي تدار من قبل سلسلة فنادق عالمية، مصرون على نفض غبار الانفجار والانطلاق من جديد وفتح أبواب فنادقهم مجدداً أمام الزوار.

 

إقرأ:

ماذا يعني انفجار مرفأ بيروت؟

 

أضرار بملايين الدولارات

 

ترك الانفجار تداعيات جسيمة على الموظفين وزوار الفنادق، إذ تعرض جزء كبير من موظفي فنادق Four Seasons وHilton Beirut وPhoenicia Hotel وLe Gray Beirut وغيرها الكثير من الفنادق الصغيرة المتواجدة في الجميزة والصيفي والأشرفية إلى جراح خطرة.

وإلى جانب الأضرار البشرية، أدى انفجار المرفأ إلى أضرار كثيرة في المباني الفندقية، إذ تحطمت واجهات الألمنيوم وتكسر زجاجها وقضي على جزء كبير من الأثاث والمفروشات، فضلاً عن الخراب الذي حل بالمولدات الكهربائية والمصاعد وغيرها، هذا الواقع دفع الفنادق إلى إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر، ويعمل معظمها على تقييم الأضرار والخسائر المادية لتحضير تقارير ورفعها إلى شركات التأمين.

 

إقرأ أيضاً:

ويقدر المدير العام في فندق Le Gray جورج عجيل الخسائر المبدئية بما لا يقل عن 25 مليون دولار، موضحاً أن الجزء الأكبر من الغرف تخرب والمطاعم في الطوابق الخامس والسادس والسابع وردهة الفندق تحطمت بالكامل.

 

فندق Le Gray في وسط بيروت

 

الصورة ليست مغاير في فندق فور سيزونز بيروت، ويقول المدير العام للفندق رامي السايس، إن الأضرار المادية كبيرة جداً وتقدر بعشرات الملايين، ويضيف: "يتضمن الفندق 230 غرفة وتلك التي لم تتضرر بالكامل تعدّ على الأصابع".

 

إقرأ ايضاً:

هارون:

مخزون لبنان الاستراتيجي للمستشفيات يوشك على النفاد

 

هذه أيضاً هي حال Monot Boutique Hotel في شارع مونو في الأشرفية، إذ من أصل 41 غرفة موزعة على تسعة طوابق، خمس منها فقط لم تتضرر، وطال الخراب أيضاً المطعم الموجود في الطابق العلوي، وفق ممثلة مالكي الفندق ميشيلا أرمني، التي تشير إلى أن الأضرار المادية لا تقل عن مليوني دولار.

 

جملة مشكلات متجذرة

 

وكأنه لم يكن ينقص القطاع الفندقي سوى انفجار يضيف إلى مشكلاته المتجذرة جملة تحديات أخرى. ففنادق بيروت منذ ثورة 17 تشرين الأول اضطرت إلى إغلاق أبوابها مكرهة أمام السياح والزوار، وجاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة، وتمدد مرحلة الإغلاق شهوراً إضافية. ويشير السايس من فورسيزونز إلى أن نسبة الإشغال انخفضت من 90 في المئة ما قبل ثورة تشرين إلى صفر ما بعدها، وعلى الرغم من تلك الظروف استمر الفندق في الوفاء بالتزاماته كاملة تجاه الموظفين ودفع كامل مستحقاتهم حتى نهاية كانون الثاني/ يناير، إلا أن كورونا وما ترافق معه من سياسة التعبئة العامة والإغلاق، دفعت إدارة الفندق الى خصم عشرة أيام للمديرين وخمسة أيام للموظفين، ولكن بعد عودة الحياة التدريجية إلى طبيعتها عادت الأمور إلى طبيعتها، وبلغت نسبة الإشغال 38 في المئة خلال شهر تموز/يوليو.

وكان فندق Le Gray قد افتتح أبوابه أمام السياح منذ أقل من شهر، وذلك بعد أن أنجز عمليات الترميم نتيجة الأضرار التي تعرض لها الفندق خلال فترة الثورة، ويلفت عجيل النظر إلى أن نسبة الإشغال في الفندق لم تتخط 27 في المئة خلال شهر تموز/يوليو، مقارنة بنسبة 90 في المئة في الفترة ذاتها من العام الفائت.

أما معدل نسبة الإشغال في فندق Monot فلم تتخط العشرة في المئة خلال شهر تموز/يوليو، في وقت كان معدل الإشغال لا ينخفض عن 75 في المئة في العام الفائت في الموسم ذاته.

الفنادق ستنفض غبار الأزمة وتعود أقوى

 

"سنظل نحارب في هذا البلد حتى آخر رمق "، يقول عجيل من Le Gray، لافتاً النظر إلى أن المستثمرين اتخذوا قرارهم بإعادة ترميم وإعمار الفندق، ويشير إلى أن شركة التأمين تواصلت مع إدارة الفندق وأبدت إيجابية مطلقة. ويضيف: "لا نعلم إذا ما كان التأمين سيغطي جميع تلك الخسائر، لأنه ثمة أضرار غير ظاهرة في البنى التحتية الميكانيكية والكهربائية"، ويستصعب عجيل أن يفتح الفندق أبوابه أمام الزوار قبل عام لإنهاء عملية الترميم والتصميم والتنفيذ.  

بدوره، يشير السايس إلى أن الرؤية لا تزال ضبابية حول توقيت إعادة افتتاح الفندق، لافتاً إلى أن إدارة الفندق عمدت خلال العام الماضي إلى تغيير واجهات الزجاج وقد أخذت العملية أربعة أشهر على الأقل، ويضيف: "ما هي الحال حالياً في غياب مرفأ بيروت وفي ظل تفشي جائحة كورونا التي تأخر أصلاً عمليات الشحن"، ويتابع السايس إلى أن إدارة الفندق ستعمل بالمبدأ على افتتاح الفندق تدريجياً، بمعنى فتح كل غرفة ومطعم حين الانتهاء من ترميمها. وقد عمد الفندق حالياً إلى إحكام إغلاق الغرف بالألواح الخشبية للمحافظة على مقتنيات الفندق، وتم افتتاح مكتب للإدارة في فندق موفنبيك. ويضيف السايس: "اللبناني اعتاد على الأزمات، ومهما حصل سنقف على قدمينا من جديد، وقد نشهد دعماً دولياً كبيراً بعد هذه الكارثة".

في فندق Monot، تحتاج عملية الترميم إلى ما لا يقل عن أربعة أشهر لإعادة افتتاحه أمام الزوار، وتقول أرمني: "قد تأخذ المسألة وقتاً أكبر وسننتظر لكي نرى ما إذا كانت الدولة وشركة التأمين ستعوض علينا، لنبدأ عملية إعادة الترميم".

 

 

فندق O Monot في الأشرفية

 

تعميم مصرف لبنان مرفوض

 

وعن القرار الصادر عن مصرف لبنان بمنج قروض استثنائية للمتضررين من الانفجار في مرفأ بيروت، يؤكد اتحاد النقابات السياحية بلسان رئيسه بيار الأشقر رفضه القاطع لهذا التعميم. ويضيف الأشقر: نرفض ترميم مؤسساتنا على حسابنا ولو كانت الفوائد صفر، قبل أن تتبين نتائج التحقيق وعلى من تقع المسؤولية، والمؤكد أن هذا الإهمال لن يتحمله القطاع السياحي.

 بدوره، يؤكد السايس عدم ثقة القطاع الخاص بالنظام المصرفي وتعاميمه وقراراته. ويقول: "قيل لنا سابقاً يمكنكم الاستفادة من قرار يسمح بسحب الأموال بالدولار، لم تتطلع بنا المصارف وقالت إن مصرف لبنان لم يلزمنا بذلك إنما تمنّى علينا"، مضيفاً: "لا ننتظر شيئاً من المصارف وسننهض من جديد من دون منة من أحد"، ويلفت السايس إلى أن شركات التأمين ستعطي تعويضات على ما حصل.