كورونا يحيل طائرة إيرباص A380 إلى التقاعد المبكر

  • 2020-05-25
  • 14:25

كورونا يحيل طائرة إيرباص A380 إلى التقاعد المبكر

  • زينة أبو زكي

تستعدّ طائرة ايرباص A380 للخروج من الخدمة قبل الوقت المحدد نتيجة تداعيات فيروس كورونا المستجد والذي عطّل حركة السفر بشكل شبه تام وأرخى بثقله على قطاع الطيران حول العالم. فمع بداية تفشي الوباء سارعت الشركات إلى اعتماد السياسات التي من شأنها الحدّ من التكاليف وبالتالي الحدّ من النزف في السيولة النقدية بأكبر قدر ممكن. ومن بين القرارات التي اتخذتها الشركات ونتيجة ضعف الطلب، كان توقيف الطائرات الكبيرة وعلى رأسها طائرة A380 أو حتى سحبها من الخدمة قبل الموعد المقرر.

 

الطائرات الكبيرة أولى ضحايا كورونا

 

ومع تأزم الوضع بدأت الشركات بإيقاف الطائرات الكبيرة، وإعادة المستأجر منها إلى مؤجريها والغاء ما يمكن ألغاوه من طلبيات وتأجيل أو مفاوضة المصنعين في شأن بعض الطلبيات الأخرى. ومن بين هذه الشركات الخطوط الجوية القطرية التي أوقفت أسطولها من طائرات A380 البالغ 10 طائرات، مثلها فعلت طيران الاتحاد مع إيقاف أسطولها من هذا الطراز والبالغ أيضاً 10 طائرات بالإضافة إلى 10 طائرات بوينغ 787، الخطوط الجوية البريطانية أيضاً علقت العمل بـ 12 طائرة إيراص A380، كما أوقفت مجموعة لوفتهانزا أسطولها البالغ 14 طائرة.

 

طيران الإمارات: نحو التقاعد المبكر لطائرة A380

 

طيران الإمارات التي تملك اكبر أسطول من طائرة A380 والبالغ 115 طائرة كانت السبب الرئيسى وراء وقف إنتاج الطائرة العام الماضي مع إعلانها خفض طلبياتها من الطائرة والاكتفاء بالطائرات الثماني التي لا تزال قيد الانتاج والمتوقع تسليمها العام 2021 ما يرفع أسطول طيران الإمارات من طراز A380 إلى 123 طائرة. وتشير معلومات إلى أن طيران الإمارات لم تعد ترغب في تملك الطائرات الثماني المتبقية مع تفشي فيروس كورونا وتداعياته، علماً أنها ستتسلم 3 طائرات هذا العام ولكنها تأمل بأن تتخلص من 5 طائرات على الأقل وهي تجري مفاوضات مع شركة إيرباص في هذا الشأن. وكانت طيران الإمارات تنوي ابقاء أسطولها من طائرات إيرباص A380 في الخدمة حتى العام 2030، إلا أن وباء كورونا سوف يسرّع خروج الطائرة "العملاق" من الخدمة، حيث تتطلع طيران الإمارات إلى تسريع تقاعد 65 في المئة من أسطولها من طائرات A380 قبل الموعد المحدد، ما يزيد من أزمة إيرباص ليس فقط بخسارة  في العائدات المالية فحسب بل أيضاً في قطع الغيار الخاصة بالطائرة والتي يصعب التخلص منها، وأشارت المعلومات إلى أن لدى طيران الإمارات 50 طائرة إيرباص A350 تحت الطلب، التي من الممكن أن يصبح سعرها ورقة مساومة في المناقشات بين الشركتين، ووفقاً للتقرير السنوي للشركة فإن التخلي عن عقود A380 من دون اتفاق سيكلف طيران الإمارات عقوبات تصل إلى 70 مليون دولار لكل طائرة.

 

"إيرفرانس" و"لوفتهانزا " أوائل الخارجين

 

ويشكل إعلان مجموعة طيران Air France KLM إنهاء خدمة الطائرة العملاقة قبل عامين ونصف العام من الفترة التي حددتها سابقاً مفاجأة جديدة، حيث أعلنت في بيان أنه نتيجة تفشي فيروس كورونا وتأثيره على النشاطات المتوقعة عن إنهاء خدمات أسطول طائرات A380 والبالغ عددها 9 طائرات. من جهتها، أعلنت مجموعة لوفتهانزا أنها ستقدم على سحب طائراتها الست من طراز A380 من الخدمة والتي كان مقرر بيعها العام 2022. ويأتي انسحاب الطائرة "السوبر جامبو" من أسطول المجموعة الفرنسية الهولندية كجزء من استراتيجية تبسيط أسطول المجموعة التي تهدف إلى جعلها أكثر تنافسية، من خلال تحولها إلى طائرات أكثر حداثة وكفاءة والتي تقلل من بصمتها البيئية إلى حدّ كبير، وهي استراتيجية يعتمدها المصنعون كسمة أساسية في الطرازات الحديثة. ويقدر التأثير الإجمالي لانخفاض أسطول طائرات A380 بالنسبة الى شركة Air France KLM بـ 500 مليون يورو سوف تظهر في النصف الثاني من العام 2020 في الدخل غير الجاري، وفقاً للمجموعة.

 

نحو الطائرات الصغيرة والمتوسطة

 

بات من المعروف أن إيرباص أخفقت مع طراز A380  ولأسباب أيضاً باتت معروفة ومنها كلفة الطائرة نفسها واستهلاكها العالي للوقود وكلفة التشغيل الإجمالية، هذا فضلاً عن أن طاقتها الاستيعابية والتي تصل إلى أكتر من 500 راكب لم تكن مجدية اقتصادياً على الرغم من رغبة المسافرين بها، وقد أدى فشل الطائرة إلى التأكيد على أن الحركة الجوية لا تتطلب طائرات عملاقة بل إن الطائرات المتوسطة باتت التوجه الذي يرسم صناعة النقل الجوي نسبةً الى كفاءتها التشغيلية، واليوم مع الصورة الجديدة التي رسمتها "كورونا" للقطاع ترسخ التوجه أكثر نحو كفاءة الطائرات المتوسطة والصغيرة والتي سترسم مستقبل قطاع النقل الجوي.