"القمة العالمية للحكومات 2024" تواصل أعمالها في دبي: مواجهة للتحديات واستشراف للمستقبل

  • 2024-02-14
  • 08:00

"القمة العالمية للحكومات 2024" تواصل أعمالها في دبي: مواجهة للتحديات واستشراف للمستقبل

  • دبي- "أولاً- الاقتصاد والاعمال"

تتابع "القمة العالمية للحكومات 2024" أعمالها بمدينة جميرا في دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل" والتي تستمر حتى اليوم الأربعاء، وتستضيف خلالها أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة.

وفي هذا الإطار، شهدت القمة جلسات متنوعة حول عدد من القضايا والتحديات العالمية، ومن أبرزها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، الزراعة والصناعة والتجزئة، الاستدامة، والتحولات الرقمية، الاقتصاد الأخضر والتغير المناخي، القضايا الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها.

 

"ديلويت" تطلق تقريرين عن مستقبل التحول الحكومي والأمن السيبراني في الحوسبة السحابية

 

وشهدت أعمال القمة إطلاق شركة "ديلويت" تقريرين حول مستقبل التحول الحكومي والأمن السيبراني في الحوسبة السحابية.

وعرض التقرير الأول تحت عنوان ”تسريع التحول الحكومي“؛ خارطة طريق استراتيجية لمسيرة تحول الحكومات، سلطت فيه الشركة الضوء على التحولات الحاصلة في بعض دول المنطقة مثل دولة الإمارات، والسعودية، وقطر، حيث استعرضت الخطوات الريادية التي اتخذتها حكومات هذه الدول في مجال التحول الحكومي على المستوى العالمي، بالإضافة إلى المبادرات المبتكرة التي عكفت هذه الدول على تطبيقها، في سعيها لاعتماد حلول الحكومة الذكية، مدشنة بذلك عصر النهوض الإداري الحكومي.

وتناولت "ديلويت" في تقريرها الثاني والذي جاء بعنوان ”الأمن السيبراني السحابي: حجر الزاوية للنمو الاقتصادي الشامل في العصر الرقمي“؛ موضوع العلاقة الوثيقة بين الخدمات الرقمية والتقدم الاقتصادي، وشددت فيه على الدور المحوري الذي يلعبه الأمن السيبراني في حماية البيانات الوطنية وبيانات المواطنين، وضمان تقديم الخدمات الحكومية بسهولة وسلاسة، وتعزيز ثقة المواطنين في الحوكمة الرقمية، والالتزام بالمعايير التشريعية والتنظيمية، بالإضافة إلى توفير الابتكارات الرقمية الآمنة في عصر تدفع الرقمنة فيه عجلة النمو الاقتصادي.

 

"محمد بن راشد للإدارة الحكومية" تطلق مؤشر أهداف التنمية المستدامة العربي 2023/2024

 

وشهدت القمة إطلاق "كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية" بالتعاون مع شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة، إصداراً خاصاً من مؤشر ولوحات معلومات أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية، في إطار دورها كشريك معرفي للقمة العالمية للحكومات 2024، والتي تُعقد في دبي

وكشف التقرير القائم على البيانات أن سبعة من أصل 22 دولة عربية نجحت في إكمال ثلثي الرحلة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وأوصى التقرير بأن تقوم جميع بلدان المنطقة بتسريع جهودها في هذا المجال في الوقت الذي تواجه فيه البلدان الرائدة في المنطقة التحدي المتمثل في تحقيق أهدافها الإنمائية المتبقية، والتي عادة ما تمثل أكثر التحديات التي تواجهها كل دولة بحسب أوضاعها المحلية.

وحذر التقرير من أن المنطقة العربية تواجه مخاطر متزايدة بفعل التغيرات المناخية، والتي من المتوقع أن تفاقم من حالات الضعف الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في المنطقة، داعياً إلى اتخاذ إجراءات جريئة وتبني سياسات استباقية لتسريع الانتقال إلى بيئة خضراء وعادلة.

وسلط التقرير الضوء على مختلف التحديات الإنمائية التي تواجه المنطقة العربية، وبخاصة للدول الأقل نمواً، كما وفّر أداة عملية لتوجيه التدخلات المستهدفة التي تهدف إلى تحقيق تغيير إيجابي في جميع أنحاء المنطقة في شأن جميع أهداف التنمية المستدامة.

 

"بين آند كومباني" تطلق تقرير "خطوات الريادة في مجال الاستدامة"

 

تم إطلاق تقرير "خطوات الريادة في مجال الاستدامة" بالتعاون مع شركة "بين آند كومباني" الاستشارية العالمية، وذلك في إطار سلسلة التقارير التي تطلقها القمّة مع شركاء المعرفة، والتي تركز على أهم الممارسات والتوجهات في القطاعات الحيوية في تشكيل مستقبل الحكومات والمجتمعات.

وسلّط التقرير الضوء على التحديات الرئيسية وأفضل الممارسات لتحقيق الريادة في الاستدامة، مستعرضاً أربع خطوات أساسية من شأنها مساعدة المؤسسات للقيام بدور رائد وإحراز تقدم عالمي في مجال الاستدامة.

وأجرت "بين آند كومباني" استطلاع رأي شمل 100 من قادة المؤسسات في 11 دولة عبر 8 قطاعات، بهدف استكشاف كيف يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعزيز أجنداتها للاستدامة.

 

زيمبابوي تحقق أعلى معدل نمو اقتصادي في 2023

 

قال رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاوا إن "القمة العالمية للحكومات" فرصة لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الناجحة في العمل الحكومي، مشيداً بالتجربة التنموية الناجحة لدولة الإمارات.

وأضاف منانجوا في كلمة رئيسية ألقاها خلال "القمة العالمية للحكومات" أن بلاده اعتمدت استراتيجيات التنمية المستدامة، والاستثمار في التعليم والابتكار لرفع مستوى جودة الحياة لمواطنيها، مشيراً إلى أن زيمبابوي حققت في العام 2023 أعلى معدل نمو اقتصادي في جنوب القارة الأفريقية.

وأكد أن المتغيرات الدولية، وما يرتبط بها من تأثير وضغوط متعلقة بتغير المناخ وتعثر سلاسل التوريد الغذائي والتضخم وتباطؤ  نمو الاقتصاد العالمي يجعل الحاجة ملحة لاستخدامات للذكاء الاصطناعي وتغيير أساليب عمل الحكومات. وبيَّن أن حكومة بلاده تحاول سد النقص من خلال برامج اقتصادية مرنة تعتمد على الموارد الطبيعية، وتستثمر في التنقيب عن المعادن للدخول بها إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى اعتماد برامج  في مجال التطوير الزراعي، لافتاً إلى انعكاس ذلك إيجابياً، على مستويات المعيشة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب.

 

كينيا والتحولات التكنولوجية

 

قال الرئيس الكيني وليام روتو إن بلاده اختارت المستقبل بشجاعة من خلال التحولات التكنولوجية، والاعتماد على الحلول الرقمية في تقديم الخدمات والوصول إلى المهمشين، مشيراً إلى أنه من خلال التطبيقات الذكية استطاعت الحكومة الكينية تسجيل 5 ملايين مزارع.

ولفت روتو النظر في كلمة خلال القمة العالمية للحكومات إلى أن القطاع الاقتصادي الذي يوفر آلاف الوظائف أخذ في الاعتبار الرفاه للمواطنين وحرر الملايين من صعوبة الاقتراض، كما ساعدت هذه الوظائف في زيادة الأعمال بشكل يومي، حيث يستفيد من خدمات التوظيف في بلاده حالياً نحو 18 مليون مواطن كيني.

وفي سياق التحول الرقمي الذي تشهده كينيا، أشار إلى أن الحكومة نشرت نحو 107 آلاف موظف على مستوى كينيا لجمع بيانات المواطنين، وتمكّن هؤلاء الموظفون من تسجيل هذه البيانات وإرسالها عبر هواتفهم النقالة، ما يحقق الشفافية والشمولية في جمع البيانات وتقديم الخدمات للمواطنين، مؤكداً أن الحكومة الكينية تعمل على رقمنة وأتمتة الخدمات الحكومية، وتعزيزها على مستوى الدولة، حيث ارتفعت الخدمات الإلكترونية في كينيا إلى 18 في المئة العام الماضي، فيما تستهدف خطة الحكومة أتمتة الخدمات بنسبة 100 في المئة خلال سنوات قليلة.

 

قيرغيزستان وأثر برنامج المسرعات الحكومية الإماراتي على عمل

 

من جهته، أكد رئيس قيرغيزستان صدير جاباروف أنه بفضل تبني بلاده لبرنامج "المسرعات الحكومية" الإماراتي، تمكنت دولته في غضون 100 يوم من تحديد وحل ثلاث مهام إشكالية ذات طبيعة اجتماعية، مشيراً إلى أن البرنامج حقق نجاحاً كبيراً ونتائج إيجابية.

وأضاف جاباروف خلال كلمة رئيسية ألقاها ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024 أن برنامج المسرعات الحكومية حظي بردود أفعال إيجابية للغاية بين مواطني قيرغيرستان، بعد أن أطلقته الحكومة في شهر آذار/مارس من العام الماضي، حيث حصل المواطنون على تدريب على البرنامج داخل الإمارات، كاشفاً عن السعي للبدء في تنفيذ المرحلة الثانية من البرنامج في المستقبل القريب بمساعدة الإماراتيين.

وأشاد بالمخرجات الثرية للقمة العالمية للحكومات منذ تأسيسها قائلاً إن القمة أصبحت وخلال عقد من تأسيسها منصة فعالة للحوار العالمي، حول العديد من القضايا التي تهم الإنسانية، وفرصة لتبادل الخبرات في مجال الإدارة العامة، لتحسين كفاءة الحكومة، ونوعية حياة الناس، والحد من الفقر.

 

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: الإمارات نموذج يحتذي به

 

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن الطاقة النووية لا تسعى لأن تكون مصدر الطاقة المهيمن في العالم، وإنما تشكل عنصراً مستقراً ومنظماً ضمن خليط ذكي ومتكامل من مصادر الطاقة.

وإضاف غروسي خلال جلسة حملت عنوان "هل نتجه نحو مصادر لا متناهية للطاقة؟"، حاورته خلالها بيكي أندرسون، من شبكة CNN، إن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28"، الذي استضافته دولة الإمارات مؤخراً، لعب دوراً حاسماً في جوانب عدة، كان من بينها الطاقة النووية، حيث تم التأكيد على ضرورة تسريع استخداماتها.

 وأكد أن دولة الإمارات نموذجاً يُحتذى به في هذا المجال؛ إذ تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة من بناء القدرات والهياكل المؤسسية اللازمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واليوم تشكل الطاقة النووية 25 في المئة من إجمالي الطاقة المستخدمة في البلاد، ووفقاً لما فهمته من محادثاتي مع ممثلي حكومة الإمارات، هناك نية لزيادة هذا الجهد.

وأفاد غروسي بأن الطاقة النووية هي واحدة من الأدوات المهمة لتخفيض نسب الكربون في مزيج الطاقة العالمي، وهذا هو السبب في رؤية الاستثمارات المتزايدة في الصين والهند وروسيا ومصر وتركيا أيضاً، مشيراً إلى أن بعض المشاريع النووية قد واجهت تأخيرات بسبب مشاكل محددة بتلك المشاريع، وليس بسبب عيوب جوهرية في تكنولوجيا النووية نفسها، ولكن الرواية الأوسع بشأن الطاقة النووية يجب أن تأخذ في الاعتبار ثمارها طويلة الأمد لأمن الطاقة والاستدامة البيئية.