الرئيس التنفيذي لـ"سدافكو" السعودية: تركيزنا ينصبّ على النمو وتطوير المواهب والاستدامة

  • 2022-11-16
  • 09:00

الرئيس التنفيذي لـ"سدافكو" السعودية: تركيزنا ينصبّ على النمو وتطوير المواهب والاستدامة

  • كريستي قهوجي

يعدّ قطاع الصناعات الغذائية واحداً من أنشط القطاعات في المملكة العربية السعودية، وهو قطاع باتت تُعتمد فيه أحدث التقنيات لتحسين جودة الإنتاج وفي الوقت نفسه، مواكبة رؤية المملكة في تحقيق الاستدامة.

وللحديث عن إنتاج الألبان والأجبان في المملكة، كان لـ"اوّلاً- الاقتصاد والأعمال" هذا الحوار مع باتريك ستيلهارت، الرئيس التنفيذي لـ"سدافكو" إحدى الشركات المنتجة للألبان والأجبان في السعودية.

ما هو الوضع الحالي في قطاع الصناعات الغذائية، وبخاصة صناعة الألبان والأجبان في المملكة العربية السعودية؟

تتسم سوق الألبان في السعودية باستهلاك منخفض نسبياً للفرد من الحليب ومنتجات الألبان، ولكنه ينمو بثبات. وتبرز المملكة بوصفها مركز صناعة رئيساً لمنتجات الألبان ومستورداً عالمياً كبيراً للحليب ومنتجات الألبان، كما تطرح الشركات الرائدة في السوق، باستمرار، منتجات ألبان جديدة وتنافسية، الأمر الذي ينشّط قطاع الألبان. وعلاوة على ذلك، هناك توجّه متنامٍ نحو منتجات الألبان التي تناسب الاستهلاك أثناء التنقل، وتعدّ مصدراً مناسباً وسريعاً للتغذية والطاقة والبروتين.

وفي ضوء ارتفاع الطلب المحلي، تصدّر المملكة منتجات الألبان إلى الأسواق المجاورة، ونتوقع أن يأتي بعض الاستثمار في قطاع الألبان في السعودية من شركات تسعى للاستفادة من زيادة الطلب على الألبان في جميع أنحاء المنطقة.

إقرأ: "سدافكو": 28 في المئة نمو إيرادات الربع الأول

ما هي خطط "سدافكو" في مجال الاستدامة، خصوصاً بعد صدور تقريرها المعنون بـ "نحو الاستدامة" في أيلول/سبتمبر الماضي؟

كنا أطلقنا استراتيجيتنا "نحو الاستدامة" في العام 2018، سعياً منا لوضع إجراءات وتدابير تتمحور حول الاستدامة، والتي بدأت بتنفيذ مبادرات مثل "الصندوق الأخضر"، ونظام التزويد الإلكتروني الذكي بالوقود، والألواح الشمسية. وبحلول العام 2020، أصبحت هذه الجهود تُبذل على امتداد الشركة كلها لتقليل البصمة الكربونية والحدّ من هدر الطعام وترشيد استهلاك الطاقة والمياه. ومنذ تموز/يوليو 2022، أنتجت الألواح الشمسية في المستودعات المركزية بجدة نحو 50 في المئة من الطاقة اللازمة في تلك المنشأة، ما أدّى إلى توفير نحو 30 في المئة في التكلفة.

لقد نشرنا أول تقرير عن الاستدامة في أيلول/سبتمبر من هذا العام وهو يحدّد بوضوح استراتيجيتنا وطموحاتنا بالإضافة إلى ما حققناه من إنجازات في هذا المجال العام الماضي.

شاركت "سدافكو" في مبادرة البيئة الخضراء التي نظمتها جمعية المسؤولية الاجتماعية بجدّة للمساعدة في تنظيف طريق جدة - مكة بإشراك مجموعة من الموظفين الذين قضوا 255 ساعة تطوع في هذه المبادرة البيئية حيث جمعوا 980 كيلوغراماً من النفايات.

كذلك، بدأنا باستخدام 13 روبوتاً عاملاً بالطاقة الشمسية في التنظيف الجاف للألواح الشمسية البالغ عددها 2678 لوحاً والمركّبة في محطة الطاقة الشمسية التي افتتحت حديثاً على أسطح المستودعات المركزية بجدة. وقد بتنا الآن ننتج خلال ساعات ذروة الطلب في النهار، طاقة تفوق حاجة مركز التوزيع المركزي الخاضع لسيطرة مُحكمة على درجات الحرارة والذي يزيد عدد المنصات النقالة المستخدمة فيه على 40 ألفاً. وتخطّط "سدافكو" لدراسة جدوى مشروع شامل لتوليد الطاقة الشمسية يعمل على امتداد منشآت عدة، وهي في طور التوقيع على اتفاقية مع أحد الشركاء لدراسة المشروع والتفاوض عليه وتنفيذه.

وتستخدم "سدافكو" 164 رافعة شوكية تتنقل لمسافة تصل إلى 16,000 كيلومتر في اليوم وتنقل آلاف المنصات التي تحمل المواد الخام والمنتجات. ونعمل حالياً على إحلال أسطول من الرافعات الشوكية الكهربائية الحديثة التي يمكن شحنها بالألواح الشمسية، في جميع المستودعات والمصانع محلّ الأسطول الحالي. وفي المعدل، نحتاج إلى 18 لوحاً شمسياً بقدرة 0.45 كيلوواط لتشغيل كل رافعة شوكية. هذه الجهود جزء من التزامنا المستمر بتقليل البصمة الكربونية، كما نستهدف بها خلق بيئة عمل أكثر سلامة وصحة للموظفين والمناطق التي نعمل بها، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الطاقة من شبكة الكهرباء الوطنية.

ويسعدنا أن نبدأ بنجاح، في سياق هذه الجهود، في تشغيل نظام كهروضوئي قادر على توفير ما يصل إلى 40 في المئة من احتياجات الطاقة النهارية في مستودعات الرياض، كذلك نهدف إلى سدّ احتياجات الكهرباء في مستودعات جدّة المركزية من الطاقة الشمسية بنسبة 100 في المئة بحلول العام 2024. ويتم تنظيف الألواح الشمسية البالغ عددها 2678 لوحاً تنظيفاً جافاً باستخدام روبوتات تعمل أيضاً بالطاقة الشمسية.

كذلك، نفكّر في اقتراح باستخدام نظام للطاقة الشمسية في مستودعات جدّة قائم على التقنية أحادية البلورة، فالأمر يتجاوز دعم أعمالنا ليصل إلى تقليل تأثير الكربون انطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية.

ونظراً لأن أسطول النقل البري التابع لنا مصدر لانبعاثات الكربون، فإننا نريد زيادة كفاءة مركبات الشحن بأكثر من 10 في المئة، وبالتالي خفض الوقود ونفقات التشغيل، ما يقلل من الانبعاثات ويزيد من صافي أرباح الشركة بنسبة 1 في المئة. ومن المزايا الأخرى التي تتيحها زيادة كفاءة الشاحنات، الوقت الذي يُوفر في تشغيل كل شاحنة؛ فالكفاءة المتزايدة تسمح للشاحنة نفسها بالتوصيل إلى عميلين إضافيين على الأقلّ في الرحلة نفسها، ما يساهم في زيادة التوزيع. كذلك، نبحث في إمكانية شراء شاحنات كهربائية لإيصال المنتجات من مصنع الحليب في جدة والمستودعات المركزية فيها، وتقديم وحدات تبريد منفصلة لمقصورات الشحن في الأسطول الأساسي تتيح إيقاف محركات الشاحنات في فترات الانتظار.

من ناحية أخرى، ركّبت "سدافكو" ضاغطاً في المصنع لإنشاء بالات من نفايات "تتراباك"، حيث يجري فصل النفايات، التي تشمل عبوات الكرتون والبلاستيك والعلب المعدنية وغيرها، وبيعها للشركات المختصة بتدوير النفايات. وكنّا في آب/أغسطس 2022 حققنا تدويراً لنفايات التعبئة والتغليف يصل إلى 90 في المئة في مصنع جدة.

كيف تسعى الشركة للحفاظ على الإنتاج والأسواق المحلية والخارجية في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية؟

تأثرت الاقتصادات والأعمال في جميع أنحاء العالم سلباً بارتفاع التكاليف وأزمة سلاسل التوريد، وشركة بمثل حجمنا وعملياتنا لا بدّ أن تتأثر بهذه الأحداث. لكننا نسعى بلا كلل لضمان استمرار توفر منتجاتنا لإسعاد عملائنا، وليس أداؤنا المالي القوي إلّا شهادة على العمل الجادّ والتفاني من قبل الجميع في "سدافكو".

لم تمنعنا أزمة الجائحة ولا الأحداث العالمية من مواصلة النجاح والإنجاز، وقد تعاملنا معها بالابتكار في عملياتنا التجارية وخدماتنا اللوجيستية، وبشكل عام، عزّزنا فرق العمل بموظفين جدد بدعم من المشتريات القوية والاستخدام الفعال لمرافق التخزين وتعزيز الخدمات اللوجيستية للوصول إلى المزيد من القنوات. لذا، فإن تركيزنا ينصبّ على النمو وتطوير المواهب والاستدامة، مع الاعتماد على تعديل الأسعار وإدارة تكاليف المواد الخام، كما نركز على المزيد من الحلول الهيكلية التي تدير التكاليف وتبني القدرة على الصمود وتؤدي إلى خلق القيمة الطويلة الأمد.

كيف تسعون من خلال منصب الرئيس التنفيذي، لتطوير استراتيجية الشركة والعمل على زيادة الإنتاج والأرباح؟

تواجه الشركات المستدامة مزيجاً من المخاطر والفرص، ونحن نهدف ما أمكن إلى تقليل المخاطر وتعظيم الفرص المتاحة. وما مشروع الألواح الشمسية إلا مثالاً على مساعينا للاستفادة من إمكانات الطاقة الشمسية غير المستغلة في المملكة. كذلك، تستخدم مصانعنا المياه المعاد تدويرها في استخدامات لا تتطلب مياهاً عذبة، مثل الغلايات والتبريد، لتحسين استهلاك المياه وتقليل استخدام المياه العذبة.

جميعنا في "سدافكو" نرفع شعار "المستحيل لا يعد شيئاً"، وقد وضعنا نصب أعيننا رؤيتنا ومصفوفتنا للنمو حتى العام 2030. أما مصفوفة النمو الاستراتيجي "4 × 4"، فتركيزها ينصبّ في الأساس على إسعاد المستهلكين، أولاً من خلال الثقافة والقدرات والتنظيم، وثانياً، من خلال محفظة منتجات مربحة ومستدامة ومتوازنة تلبي احتياجات المستهلكين. ثالثاً، إسعاد المستهلكين في كل مكان وزمان وفي جميع الظروف، ورابعاً الوصول إلى التميز التشغيلي والمالي في جميع الأساسيات باستخدام تقنيات تحليل البيانات وتعلّم الآلات والذكاء الاصطناعي.

هذه الكفاءات المعززة والعمليات الذكية ستعود بالمنفعة على نتائج أعمالنا وموظفينا وعلى البيئة. والنتائج التي نحققها شهادة قوية على تمتع الفريق بالقدرة على الصمود وعقلية الأداء وأن هناك "تعطّشاً للنمو" وعملاً جاداً يُبذل في "سدافكو" يوماً بعد يوم على امتداد مسيرتنا الثقافية، وذلك وفق غاية تتمثل في "رعاية الأجيال بنشر الخير والسعادة"، ورؤية تقوم على أن "المستحيل لا يعد شيئاً"، ورسالة مفادها "إسعاد المستهلكين وتسريع نمو الأرباح وخلق قيمة للمجتمع والبيئة وأصحاب المصلحة والمساهمين".

ما هي السياسات والمساهمات التي تتبناها الشركة في إطار "رؤية السعودية 2030" وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية؟

لقد قمنا بمواءمة استراتيجيتنا للاستدامة وخريطة الطريق التي نتبعها لتنسجم مع أهداف التنمية المستدامة و"رؤية المملكة العربية السعودية 2030" وخطة التحوّل الوطني. ونعمل في هذا السياق على إنجاز مبادرات عدة تتعلق بجودة المنتجات وسلامتها، والصحة والتغذية، وإسعاد المستهلكين، وابتكار المنتجات، وإدارة المياه والنفايات، واستدامة مصادر المشتريات وحلول التعبئة، وتأثير المجتمع، وما إلى ذلك. ويمكن العثور على معلومات مفصّلة بخصوص ذلك في تقريرنا الأول للاستدامة.

إقرأ أيضاً:
اتفاقية شراكة بين "سدافكو" و"جمعية المسؤولية الاجتماعية بمحافظة جدة"

ما هي مشاريع الشركة المستقبلية؟

في السنوات المقبلة، سيزداد تركيزنا على ممارسات الحوكمة والممارسات البيئية والمجتمعية. وسيتم لأول مرة نشر نتائج تقدّمنا وتأثيرنا الذي نُحدثه في هذه المجالات، على لوحة معلومات، وستُثري مسيرتنا بمرور الوقت حياة جميع أصحاب المصلحة.

كما إن مسيرتنا الثقافية الرامية لتحسين هدفنا وثقافتنا وقيمنا، جارية على قدمٍ وساق. وبهذه الطريقة، سنكون قادرين على تزويد موظفينا ببيئة عمل ملهمة، وإطلاق العنان لإمكانات الجميع لتسريع النمو.

وفي الوقت الراهن، نعمل على إنجاز مشروع كبير نرى أنه سيُحدث تأثيراً كبيراً في أعمالنا، وهو مشروع مستودعات مكة. هذا المشروع يجري العمل فيه حالياً على قدم وساق، ونتوقع أن يبدأ تشغيله في نهاية هذا العام.

إن نهجنا المتعلّق بممارسات الحوكمة والممارسات البيئية والمجتمعية مبنيّ على أربع ركائز وله علاقة وطيدة بسلسلة القيمة. فتعاوننا مع موردين مثل "تتراباك" يساهم في إنشاء نموذج اقتصادي دائري في مجال حلول التعبئة والتغليف. أيضاً وضمن برنامجنا المدرسي، نقوم بتوزيع عبوات الحليب على أطفال المدارس ونعلّمهم كيف يتخلصون من العبوات الفارغة في صناديق المهملات بعد أن يُدخلوا المصاصة في العبوة. ويعاد تدوير النفايات المجمعة؛ بعضها يتحوّل جزء منه إلى ورق، بينما يُستخدم الباقي في إنتاج أغطية العبوات.

ولقد ساهمنا في رفع الوعي التغذوي لدى مليون طفل في المدارس الابتدائية بجميع أنحاء المملكة، بفضل حملة تعليمية قادتها فرقنا في "سدافكو"؛ فلأكثر من ثلاثة أشهر، أرسلنا فريقاً من خبراء التغذية لزيارة المدارس والتفاعل مع الأطفال في حوار متوازن حول التغذية والتعريف بفوائد تناول الوجبات المتوازنة.