كيت من أجيليتي: على الدول تقييم إمكانيات مرافقها للتخزين لضمان عملية شحن آمنة للقاحات

 تركت جائحة كورونا تداعيات كثيرة على قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد إذ تسببت بانخفاض في عدد الرحلات الجوية والبحرية والبرية وارتفاع ملحوظ في أسعار الشحن العالمية. وتتعاظم أهمية القطاع مع تنامي الحاجة لنقل اللقاحات المضادة للفيروس التاجي والأدوية والمعدات الطبية والسريرية وفق أفضل المعايير والمواصفات العالمية. وتلعب شركات الخدمات اللوجستية دوراً محورياً في مواجهة التحديات والعقبات الماثلة وإيجاد الحلول الملائمة لضمان انسياب الأدوية واللقاحات بسلاسة ووفق أفضل المعايير

وفي هذا السياق يشير رئيس العلوم الحياتية في شركة أجيليتي للخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة إريك تين كيت حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إلى أن الشركة ساهمت بفعالية منذ بداية أزمة كوفيد-19 ومن خلال خبراتها وإمكاناتها اللوجستية القائمة على العلوم الحياتية في نقل معدات الحماية الشخصية ومعدات التشخيص والاختبار ومستلزمات المستشفيات والمعدات السريرية والأدوية واللقاحات إلى الحكومات وهيئات الصحة العامة والمستشفيات والعيادات ومطوري اللقاحات والمنظمات غير الحكومية.

وشاركت في مبادرتين للقاحات، تمثل الأولى مجموعة عملٍ من تأسيس المنتدى الاقتصادي العالمي، وتضم شركات في مجال العلوم الحياتية وشركات الطيران ومقدمي خدمات النقل ومزودي الخدمات اللوجستية وخبراء الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية والعديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وتعمل على تحديد العقبات التي تحول دون التوزيع السريع والفعال والعادل للقاحات كوفيد-19، وكيفية معالجة أكبر عدد ممكن من هذه العقبات أو تخفيفها. أما المبادرة الثانية فهي ائتلاف الأمل بقيادة حكومة أبوظبي، ويساهم في بناء سلسلة إمداد خاصة بنقل اللقاحات. وتساهم أجيليتي في إدارة العديد من شحنات ائتلاف الأمل، بما يشمل إدارة شحنات اللقاحات إلى مركز الائتلاف في أبوظبي، وإلى دول أخرى من مركز أبوظبي أو مباشرة عبر محطة توقف في أبوظبي.

 إقرأ: 

بعد حادثة ايفرغيفن: هل تتبنى مصر خيار قناة ملاحية بمجريين متوازيين؟

انخفاض ثلثي رحلات الطيران

وعن عمليات التوزيع عن طريق الشحن الجوي، فيشير كيت إلى أن سوق الشحن الجوي لا يزال ضيقاً للغاية، وسط ارتفاعٍ شديد للأسعار. ويضيف: "نستبعد أن يكون الطلب الناتج عن الحاجة لشحن اللقاحات سبباً رئيسياً وراء ذلك"، لافتاً النظر إلى أن السبب الرئيسي هو تراجع الطاقة الاستيعابية نتيجة انخفاض عدد رحلات المسافرين. تشكّل الشحنات الجوية على متن طائرات الركاب خلال الأوقات العادية أكثر من نصف سعة الشحن الجوي بالكامل، والنصف الثاني يشحن عبر الرحلات الجوية المخصصة للشحن الجوي وخدمات الشحن بنظام التشارتر. وقد انخفض عدد رحلات الطيران للمسافرين بنسبة 60 في المئة خلال العام 2020 وبالتالي تراجع حركة نقل البضائع جواً، دون تسجيل أي تعافي يذكر.

تقييم إمكانيات مرافق التخزين

ثمة عوائق جوهرية ماثلة أمام البلدان التي تفتقر إلى مرافق التخزين المبرّدة في المطارات، ونجاحها في التغلب على تلك العقبات يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لتوزيع اللقاحات. وفي هذا الإطار يقول كيت: "يتوجب على الدول كافة، وحتى المتقدمة منها والتي تمتلك مطارات عالمية المستوى، أن تُقيّم إمكانيات مرافق التخزين المبرّدة لضمان توفر مساحة التخزين الكافية لديها"، مضيفاً أنه ينبغي على الدول التي تتوقع استلام شحنات من اللقاحات أن تخصص مساحات تخزينية للقاحات، وقد تكون تلك مهمة صعبة ولكن بالإمكان إنجازها.

افتقار المطارات لمرافق التخزين

وفي ما يتعلق بالمشاكل التي قامت أجيليتي برصدها خصوصاً في أفريقيا والحلول التي قدمت لمعالجتها، فيشير كيت إلى أن أبرزها يتمثل في عدم وجود مرافق تخزين مبرّدة في المطارات الرئيسية أو بالقرب منها، لذا تعمل أجيليتي على وضع حاويات تخزين مبردة بقياس 40 قدم في مطارات مختلفة بأفريقيا، كما أنها تجري محادثات مع شركة ميرسك حول إمكانية نشر حاويات مُبردة في أفريقيا. ويمكن لحاوية التخزين بقياس 40 قدم استيعاب ما بين 20-26 صندوق قياسي من اللقاحات، وبموجب ظرفٍ معين، يمكن للصندوق القياسي المخصص للقاح استرازنيكا من استيعاب نحو 13 ألف عبوة لقاح ونحو خمس جرعات لكل عبوة.

 قد يهمك: 

أوفكو الدولية" و"ماموت" توقعان مذكرة تفاهم لتقديم حلول لوجيستية

ضعف مسارات النقل البري

أما المشكلة الثانية فتتمثل في نقاط الازدحام في المطارات، إذ عملت دول عدة على تخصيص ممرات سريعة وتطبيق إجراءات مبسّطة لتسهيل حركة شحنات اللقاحات الواردة. واختار بعض الدول توجيه الشحنات عبر محطات مخصصة عالية الأمان ضمن المطارات التجارية أو شحنها إلى مطارات وقواعد عسكرية آمنة. والمشكلة الثالثة كانت في انعدام الأمن وضعف مسارات النقل البري، وتجري شركة جاردا وورلد وغيرها من شركات الأمن الخاصة في أفريقيا مناقشات حول إمكانية نقل اللقاحات من المطارات إلى المراكز الصحية ووجهات أخرى. وتتعاون أجيليتي مع جاردا وورلد وشركات أخرى لتقييم الاحتياجات وتقديم الحلول المناسبة في هذا الإطار.

غياب المخازن المبردة خارج العواصم

ويشير كيت أيضاً إلى أن إحدى المشاكل تتمثل في عدم وجود مخازن مبردة محلية خارج العواصم، لافتاً النظر إلى صعوبة تخزين اللقاحات بطريقة صحيحة بدون توفر الطاقة الكهربائية على مدار الساعة. ويصعُب أيضاً نقل اللقاحات إلى مناطق نائية في غياب المرافق التخزينية. وتدير أجيليتي عمليات في مناطق نائية من أفريقيا، كما تقترح معالجة هذه المشكلة عبر استخدام إمدادات الطاقة في مرافق تخزين الوقود ضمن تلك المناطق، ما يضمن توفير البنية التحتية في المناطق التي تحتاج لذلك وإدارة النفايات التي تنشأ ذات الصلة كالتخلص من المغلفات والحقن وعبوات اللقاح وغيرها.

وتتمتع أجيليتي بإمكانات تؤهلها مواجهة هذه التحديات، إذ تتولى إدارة عمليات المناولة الأرضية ومرافق التخزين في المطارات الرئيسية في أفريقيا، كما تشرف على إدارة مرافق تخزين الوقود، وبناء بنى تحتية ومعسكرات في المناطق البعيدة، فضلاً عن إدارة المستودعات والمجمعات اللوجستية مع ضمان الإمدادات الكافية من الطاقة والاتصالات وخدمات الأمن على مدار الساعة.

تسريع العمليات الجمركية

يشكل التحدي المرتبط بالجمارك والحدود مصدر قلق لعملية نقل اللقاح أيضاً في الأسواق النامية، لذا ينبغي على مسؤولي الجمارك تسريع شحنات اللقاحات الواردة دون التأثير على عمليات التفتيش. وفي هذا الإطار، يشير كيت إلى أن مجموعة العمل التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي وائتلاف الأمل يبذلون جهوداً دؤوبة لمعالجة هذا التحدي، ويحرص الجانبان على التعاون مع الحكومات المحلية لتسريع عمليات المناولة الأرضية وإجراءات التخليص الجمركي وعمليات التفتيش والنقل لضمان توفر مرافق تخزين مخصصة ومزودة بنظام لضبط درجة الحرارة ضمن المطارات أو في مراكز التوزيع.  ويؤكد: "لا تُعتبر هذه الشحنة روتينية، ومن الصعب مناولتها على غرار البضائع الأخرى، لذا اختار بعض الحكومات استلام شحنات اللقاحات في مطارات عسكرية عوضاً عن المطارات التجارية، بهدف التعامل مع أي مخاطر قد تؤثر على الشحنة".  

قد يؤدي تخزين اللقاحات في المطارات بطريقة لا تراعي المعايير إلى تلفها أو تكدّسها، لذا تحرص أجيليتي على معالجة تلك المشكلة في المطارات ضمن الأسواق النامية. ويقول كيت: "تبرز هنا أهمية التخطيط الدقيق والتنسيق في كل وجهة، ويتعين على الهيئات المختصة في الدول التي تتلقى شحنات اللقاحات إعطاء الأولوية لتلك الشحنات وضمان اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، بما يشمل الأمن والتخليص السريع والتخزين وعمليات التوزيع اللاحقة. وقد يكون من الصعب على الدول تلقي كميات كبيرة من اللقاحات ما لم تنجح في معالجة هذه المشكلات بأعلى مستويات الكفاءة". 

توقيع اتفاقيات لإنتاج اللقاح

نجحت دول عدة في تطوير لقاحات مختلفة للفيروس التاجي، ولكن نجاح عمليات التوزيع يقترن بضرورة توسيع عمليات إنتاج تلك اللقاحات من خلال عقد اتفاقيات مع الشركات المصنعة. ويعتبر المعهد الهندي للأمصال أكبر مصنع للقاحات في العالم، وقد تم ترخيصه من قبل مطوري اللقاحات لإنتاج منتجاتهم. وترتبط أستراليا وإندونيسيا ودول أخرى أيضاً بجهات تصنيع متعاقدة حازت على ترخيصٍ لإنتاج لقاحات كوفيد-19. ويساعد رفع القدرة التصنيعية على تسريع وتيرة منح اللقاحات حول العالم، وكما يضمن ازدياد عمليات التصنيع المحلي تقليل الحاجة لحلول سلسلة التوريد الطويلة والمكلفة.

 إقرأ أيضاً: 

دي إتش ال“ إكسبرس تُضيف لأسطولها 7 طائرات بوينغ 767-300

تراجع الأرباح

ويخلص كيت إلى القول بأن الجائحة كان لها تداعياتها على الشركة، مشيراً إلى تراجع بنسبة 52 في المئة في صافي أرباحها في العام 2020 مقارنة بالعام الذي سبقه، إذ بلغت 136 مليون دولار. وقد بلغت إيرادات الشركة 5.3 مليار دولار بزيادة 2.7 في المئة عن العام الذي سبقه، فيما بلغت الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 538 مليون دولار بتراجع 15.9 في عن العام 2019.