العلمي من تلر: بوابات الدفع الرقمية ركيزة الاقتصاد المستقبلي

  • 2020-11-02
  • 14:29

العلمي من تلر: بوابات الدفع الرقمية ركيزة الاقتصاد المستقبلي

حوار مع الرئيس التنفيذي في شركة Telr خليل العلمي

  • رانيا غانم

حين أطلقت شركة تلر أعمالها في العام 2014 كبوابة للدفع الإلكتروني وكمزود لخدمة تحصيل الدفعات عن طريق الإنترنت، لم يكن قطاع المدفوعات في السوق السعودي ناضجاً بعد. وواجه المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة خليل العلمي تحديات كثيرة تمثلت في كيفية إيصال فكرة التحول من الدفع النقدي إلى الدفع الإلكتروني، فضلاً عن عدم نضج القوانين والتشريعات المنظمة للقطاع. ويشير العلمي إلى أن التوجه السائد في المنطقة كان الدفع النقدي، حتى ان نسبة اختراق البطاقات الائتمانية كان ضئيلاً جداً في السوق، لذا كانت المهمة شاقة، لكن خلال فترة وجيزة تمكنت الشركة من تحقيق نجاحات كبيرة مدفوعة برؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بلوغ مجتمع غير نقدي، وأخيراً جائحة كورونا التي أعطت قطاع المدفوعات الإلكترونية دفعة قوية إلى الأمام.

وفي هذا السياق، يؤكد العلمي في حوار مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن قطاع الفنتك بدأ يشهد تطوراً غير مسبوق منذ أكثر من عام، وتحديداً بعد إطلاق حلول دفع إلكترونية متعددة مثل Apple Pay وغيرها، والتي أخذت حصة سوقية كبيرة من طرق المدفوعات المتوافرة في السوق. ويضيف: "إن الابتعاد عن الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، ودعم التوجهات التكنولوجية والتحول الرقمي في مختلف القطاعات وتحديداً القطاع المالي حفزت شركات كثيرة على ابتكار حلول تقنية مالية"، وجاء انتشار جائحة كورونا ليعزز من أداء القطاع، حيث بادر منظمو القطاع وتحديداً مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) إلى دعم مزودي خدمات الفنتك عبر إعفاء جميع التجار من الرسوم المتوجبة عليهم عند إجراء عمليات دفع إلكترونية، لافتاً النظر إلى أن تلك القرارات ساهمت إلى حد كبير في نمو القطاع وعززت دور ساما الريادي.  

 إقرأ: 
بيلون من فيزا: أقل من ثلث التعاملات رقمية، وفرص النمو هائلة

نمو مزدوج الأرقام

شهدت الفترة الماضية ارتفاعاً كبيراً في حجم التداول في التجارة الإلكترونية وبالتالي في المدفوعات الإلكترونية. ويشير العلمي إلى أن القرار الحكومي بإجبار جميع محال البقالة ومحال التجزئة والسوبر ماركت ومحطات الوقود بالتوجه نحو الدفع غير النقدي، فضلاً عن أن خيار المستهلك بعدم استخدام النقد ساهم في هذا الارتفاع، ويقدر العلمي نمواً مزدوج الأرقام خلال تلك الفترة، ويضيف أن ثمة إقبالاً غير مسبوق من قبل المدارس والجامعات على اعتماد خيار الدفع الإلكتروني، بحيث تستوفي أقساطها عبر الإنترنت، وهذا من شأنه أن يزيد قيمة المدفوعات الإلكترونية التي تتم عبر الإنترنت.  

ويؤكد العلمي أن معظم القطاعات في السعودية باتت تقبل طريقة الدفع الإلكتروني بما فيها المراكز الحكومية، وكانت المملكة قد أطلقت خلال الأعوام الماضية بطاقات "مدى"
وخدمة "سداد" الأمر الذي عزز قطاع المدفوعات الإلكترونية، والمحافظ الرقمية التي أطلقتها شركات مثل STCpay وBayanPay لاقت نجاحاً كبيراً، وعززت طرق الدفع أيضاً، وباتت التجارة الإلكترونية التي تقبل الدفع الإلكتروني تشكل نسبة ضخمة من إجمالي التجزئة. ويضيف العلمي: "قد نرى فراغات معينة في بعض القطاعات، لأن بعض المؤسسات الصغيرة يعتبر أن الدفع الإلكتروني أعلى كلفة عليهم من النقدي، لكن الواقع مغاير تماماً".

 

خدمات مصممة محلياً

تقدم "تلر" للمؤسسات والشركات بمختلف أنواعها ونشاطاتها والتجار بوابة دفع إلكترونية تساعدهم في توسيع نطاق أعمالهم على الإنترنت. وتملك "تلر" تقنيات خاصة بها مصممة بإمكانات ذاتية تسمح لها بمنح عملائها إمكانية تخصيص البوابة وفقاً لاحتياجاتهم وخياراتهم المفضلة، وتتيح لهم قبول الدفعات عبر الإنترنت ومن خلال مجموعة من قنوات الدفع البديلة. ويشير العلمي إلى أنه لكل تاجر طريقته الفريدة من نوعها في قبول الدفع، لذا تعمل "تلر" على تصميم بوابة دفع مخصصة لاحتياجاته بمرونة كبيرة. وتمكنت "تلر" من زيادة قاعدة عملائها بفضل ميزات قبول الدفعات عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف الذكية، والحلول المتكاملة التي تطورها للمتاجر الإلكترونية ومواقع الخدمات اللوجيستية وتوصيل الأغذية وتطبيقات سيارات الأجرة. وحصلت "تلر" على شهادة الالتزام بمعايير أمن بيانات بطاقات الدفع من المستوى الأول (PCI DSS) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي يؤكد التزام الشركة بأعلى درجات الأمان والحماية والسرية لبيانات المستخدمين وحاملي البطاقات الائتمانية.

إقرأ أيضاً: 
المزروعي: المؤسسات المالية التي لن تتبنى التقنيات الرقمية ستخرج من السوق

في طور الترخيص

أصدرت ساما في نهاية شباط الماضي قراراً يهدف إلى تنظيم قطاع الفنتك، ويحث الشركات القائمة الناشطة في هذا المجال على تصويب أعمالها للحصول على رخصة من ساما، وكذلك لتتقدم الشركات الجديدة بالحصول على رخصة. وفي هذا السياق، يشير العلمي إلى أن "تلر" كانت تنتظر هذا القرار منذ انطلاقتها قبل أربع سنوات لما لها من أهمية في تحسين الخدمات ومساعدة الشركات على التوسع والنمو، مضيفاً أنه بمجرد صدور القرار، تقدمت "تلر" بطلب تصويب أوضاعها وامتثلت إلى الخصائص والتعليمات والقوانين الجديدة والتي كانت تطبقها أصلاً. 

عوائد مجدية

وعن العائد على الاستثمار من شركات الفنتك، يشير العلمي إلى أن القطاع يمر بمرحلة غير مسبوقة، قائلاً: "لم يكن يخطر على بال أحد أن جائحة مثل كورونا ستجتاح العالم بأكمله، وستعطي هذه الدفعة إلى الأمام لأتمتة القطاع المالي، والتي حثت المصارف أيضاً على تسريع عملية التحول الرقمي"، مضيفاً أن شركات الفنتك أظهرت استجابة سريعة وتكيفاً مع هذه الحاجات، ويؤكد العلمي أن "تلر"، تكيفت بسرعة كبيرة مع الواقع الجديد لأنها شركة مؤتمتة بالكامل، وتمكنت من تحقيق نمو هائل خلال تلك الفترة.  

ويؤكد العلمي أن القطاع سيحقق نجاحات كبيرة نظراً إلى أنه يعالج مشاكل وتحديات مالية ويقدم للمستهلك حلولاً أسرع من المصرف، علماً أن عملها مكمل لعمل المصارف، وتعطي تجربة استخدام سهلة وسريعة لا يلاقيها العميل في مصرفه. ولكن الفنتك، بحسب العلمي يحتاج إلى استثمارات ضخمة في التكنولوجيا، ويقول: "نحن بنينا بوابة دفع على مستوى عالمي فيها كل المميزات واستثمرنا ملايين الريالات والكثير من الجهد والوقت للوصول إلى ما نحن عليه اليوم، لكننا بدأنا بتحقيق بعض الربحية".  

إقرأ أيضاً: 
الشهري من بيتابس: شركات الفنتك حوّلت نقمة "كوفيد 19" إلى فرصة

فرص كبيرة سانحة

ويخلص العلمي إلى القول بأن الفرص سانحة حالياً للتطوير والابتكار وتحقيق النمو والازدهار، إذ أثبتت بوابات الدفع الرقمية والتجارة الإلكترونية بأنها ركيزة الاقتصاد المستقبلي، مدعومة بتطور سلوك المستهلك واتجاهه نحو اعتماد وتبني التسوق الإلكتروني. ويلفت النظر إلى أن عدد بوابات الدفع لا يزال خجولاً في السعودية، لذا ثمة إمكانات كبيرة للنمو. وانطلاقاً من هذا الواقع، تعمل "تلر" على تطوير منتجات وخدمات جديدة ومبتكرة لا تزال غير متوافرة في السوق من شأنها أن تلبي احتياجات أساسية للمستخدمين، وستطلق "تلر" أيضاً منصة جديدة للتجار فيها تفاصيل أكثر وإمكانات كبيرة للنمو. ويختم العلمي بالقول إن "تلر" موجودة حالياً في السوقين السعودي والإماراتي، لكنها تستعد للتوسع إلى ست دول في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتوسع لاحقاً إلى كامل الإقليم.