بيلون من فيزا: أقل من ثلث التعاملات رقمية، وفرص النمو هائلة

  • 2020-11-01
  • 07:30

بيلون من فيزا: أقل من ثلث التعاملات رقمية، وفرص النمو هائلة

"أولاً-الاقتصاد والأعمال" يحاور المدير العام في فيزا علي بيلون

  • رانيا غانم

ينمو قطاع التقنية المالية باطراد في السوق السعودية، وقد عزز انتشار جائحة كورونا توجه المؤسسات التجارية وصغار التجار والمستهلكين على حد سواء نحو اعتماد خدمات الدفع الإلكتروني التي تقدمها شركات التكنولوجيا المالية (الفنتك).

وفي هذا الإطار يشير مدير عام شركة فيزا في السعودية علي بيلون إلى أن عوامل عديدة ساهمت في تسريع نمو القطاع، إذ أطلقت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) البيئة التجريبية التشريعية (ساندبوكس)، والتي مكنت شركات التقنية المالية الناشئة إطلاق خدماتها التجريبية في السوق الأمر الذي ساهم في انتشار تلك الخدمات في السوق. ويضيف بيلون أن جائحة كورونا التي ألزمت الناس منازلهم ودفعتهم نحو اعتماد منصات التجارة الإلكترونية لشراء احتياجاتهم اليومية من الطعام والدواء وغيرها من السلع الاستهلاكية عززت مفهوم الدفع عبر الإنترنت، ويقول "سلوك المستهلكين تغير كثيراً خلال تلك الفترة، حتى الشريحة التي لم تكن تستخدم المدفوعات الإلكترونية إطلاقاً اعتمدت وسائل الدفع تلك".

 

إقرأ:
المزروعي: المؤسسات المالية التي لن تتبنى التقنيات الرقمية ستخرج من السوق

 

تعاون لتطوير حلول الدفع

 

تعمل "فيزا" عن كثب مع شركات التكنولوجيا المالية في المملكة سعياً إلى تطوير الجيل القادم من حلول المدفوعات الرقمية. وترتبط بشراكة استراتيجية مع stc pay وشركة " هلا pay"،  وكلاهما حاصل على ترخيص مؤسسة النقد العربي السعودي، حيث تدعمها وتوفر لها حلول المدفوعات والخدمات المالية الآمنة دون استخدام البطاقة للتجار والمستهلكين في المملكة. وتواصل فيزا التشاور مع أطراف متعددة في السعودية لتحديد نقاط الضعف لدى المستهلكين والتجار والشركاء، وتمكين شركات التكنولوجيا المالية من توفير الحلول اللازمة للتصدي لهذه التحديات.

وقد تعاونت فيزا مع ساما وشركة المدفوعات السعودية منذ عدة سنوات بهدف تعزيز مفهوم الدفع الإلكتروني، وانتشاره في السوق السعودية من أجل التخفيف من الدفع النقدي. وتعمل فيزا مع ساما وشركة المدفوعات السعودية على إجراء أبحاث ودراسات وبرامج عدة تغطي القطاعات كافة لتحفيز استخدام الدفع الإلكتروني وتسريع عجلة انتشاره. ويؤكد بيلون أن المؤسسة تقدم الدعم التنظيمي والتقني الكامل لشركات الفنتك من أجل الوصول إلى مجتمع غير نقدي.   

 

إقرأ أيضاً: 
الشهري من بيتابس: شركات الفنتك حوّلت نقمة "كوفيد 19" إلى فرصة

 

النمو بالأرقام

يشير بيلون إلى أن توجه المستهلكين نحو منصات التجارة الإلكترونية ساهم في زيادة استخدام وسائل الدفع عبر الانترنت بنسبة 50 في المئة تقريباً خلال العام الحالي، بالمقارنة مع العام الماضي. وأطلقت فيزا خلال فترة الجائحة "مؤشر رصد تداعيات كوفيد-19"، الذي لاحظ نمواً غير مسبوق في السوق السعودية، إذ توقع 80 في المئة من تجار المملكة نمواً في الخدمات الإلكترونية، وهذا النمو قابل للازدياد. وبين المؤشر أن 38 في المئة من التجار أسسوا منصات تجارة إلكترونية كنتيجة مباشرة لكورونا. ويقول: "إن الحلول المرنة والسهلة والآمنة التي تم توفيرها خلال الجائحة لتنفيذ عمليات الشراء والتوصيل والدفع، ساهمت إلى حد كبير في تبني هذه الوسائل". ويضيف بيلون أن القرارات الحكومية التي حفزت التجار على اعتماد وسائل الدفع الإلكتروني ساهمت إلى حد كبير في تحريك عجلة النمو.

فرص هائلة للنمو

أما من ناحية عدد البطاقات وحجم العمليات في السوق السعودية، فيشير بيلون إلى أن فيزا، التي تستحوذ على الحصة الأكبر في السعودية من حيث عدد البطاقات وحجم العمليات، سجلت معدل نمو سنوي بأرقام مزدوجة خلال السنوات الخمس الفائتة. ويلفت النظر إلى أن مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الذي يقيس التعاملات النقدية يبين أن 28 في المئة فقط من التعاملات إلكترونية، ما يعني أن التعاملات المالية النقدية لا تزال واسعة الانتشار، لذا ثمة الكثير من الفرص الماثلة التي يمكن العمل عليها. ويؤكد بيلون أن الحكومة السعودية لعبت دوراً محورياً في توسيع نطاق قبول البطاقات ضمن قطاعات مختلفة لم تكن متوافرة سابقاً مثل محطات الوقود والمحال التجارية الصغيرة جداً، حيث بلغ عدد نقاط البيع 580 ألفاً حالياً وفقاً لنشرة ساما التي أصدرت في آب/أغسطس الماضي. ويوضح بيلون أن هذا الرقم تضاعف بالمقارنة مع العام 2015.

ويعتبر بيلون أن الدفع النقدي هو منافس فيزا الأول والأخير، والسبب يرجع إلى أنه لا يزال منتشراً بكثرة في بلدان عديدة، لذا "نسلط تركيزنا على تحويل التعاملات النقدية إلى إلكترونية، لما لها من فائدة على الاقتصاد والمستهلك على حد سواء". ويضيف أن الجائحة برهنت أن الدفع الإلكتروني وما يقدمه من حلول مثل الدفع اللاتلامسي هو طريقة آمنة ومثلى.  

إقرأ المزيد: 
كيف تعمل البحرين للتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية؟

 

منتجات وبرامج جديدة

وتعمل فيزا على إطلاق منتجات وبرامج عدة تتواكب مع توجهات ورؤية المملكة 2030 وتتعاون مع المصارف للوصول إلى مجتمع غير نقدي. ويشير بيلون إلى أن فيزا تعمل لتصبح جميع البطاقات المصدرة لا تلامسية، وتعمل مع التجار لتأمين حلول دفع مبتكرة عبر الهواتف الذكية. وتستعد ساما، بالشراكة مع "فيزا"، لإطلاق خدمة الاستجابة السريعة QR code بحيث يتم تمرير الهاتف أو البطاقة على الرمز لإتمام عملية الدفع، خلال العام المقبل. ويؤكد بيلون أن فيزا تعمل على تماس مع الحكومة من أجل التحول إلى مجتمع غير نقدي، فمثلاً، تعاونت "فيزا" مع "مصرف الراجحي" الذي يعد أكبر بنك لمعالجة المدفوعات في المملكة، وذلك بهدف بناء منصة لمدفوعات التجارة الرقمية لجميع الخدمات الحكومية السعودية، تتوافق مع الواجهة المركزية لوزارة المالية في المملكة. وتم ذلك بالاستفادة من خدمة بوابة الدفع Cybersource  من "فيزا"، والذي يتيح للتجار من الشركات والحكومات إمكانية قبول المدفوعات عبر الإنترنت.

يختم بيلون بالحديث عن الإمكانيات الكبيرة التي لا تزال متوافرة في السوق السعودية للانتقال من التداول النقدي إلى الإلكتروني، لافتاً النظر إلى أن التحدي الأبرز يبقى كيفية تقبل السوق للحلول الإلكترونية التي توفرها شركات مثل فيزا وشركات الفنتك، فضلاً عن تأمين حلول دفع إلكترونية آمنة وسهلة للتجار والمستهلكين.