شركات الاتصالات السعودية 2019: نمو الاشتراكات يدعم الأرباح

نمت أرباح شركات الاتصالات المدرجة في المملكة العربية السعودية بنسبة لم تتجاوز الـ 2 في المئة في العام الماضي، نتيجة تطبيق هذه الشركات المعيار الدولي للتقارير المالية رقم 16 ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مصاريف الاستهلاك والتمويل ما قلّص النمو في صافي الأرباح.

وبلغت أرباح هذه الشركات 11.3 مليار ريال (3 مليارات دولار) في 2019، بفعل تحسن العمليات التي عوضت عن ارتفاع التكاليف غير التشغيلية، كما ساهم تحسن كفاءتها التشغيلية بارتفاع هامش إجمالي ربح القطاع بنحو 9 في المئة ليبلغ 46.2 مليار ريال.

كذلك ارتفعت إيرادات القطاع بنسبة 7 في المئة لتصل إلى 76.2 مليار ريال، مستفيدة من ارتفاع الطلب على المنتجات والخدمات خصوصاً في قطاع البيانات، ومن نمو أعداد الاشتراكات التي بلغت 41.6 مليون اشتراك مرتفعة بنسبة 1 في المئة عن العام 2018.

وتميز أداء هذه الشركات خلال العام الماضي باستمرارها في ضخ الاستثمارات اللازمة لتطوير البنية التحتية والتي بلغت قيمتها 13.2 مليار ريال مرتفعة بنحو 14 في المئة عن العام الذي سبقه، وتركزت في جزء كبير منها في مشاريع تطوير شبكات الجيل الخامس التزاماً بالاتفاقية التي كانت قد وقعتها مع الجهات الناظمة.

نتائج الربع الرابع

أما على صعيد الربع الرابع، فقد ارتفعت إيرادات القطاع بنحو 3 في المئة إلى 19.0 مليار ريال. لكن صافي الربح انخفض بنسبة كبيرة بلغت 34 في المئة ليصل إلى 2.4 مليار ريال. وجاء ذلك نتيجة ارتفاع المصاريف المباشرة بعد أن كانت قد سجلت انخفاضاً غير متكرر في الربع الرابع من العام 2018 عند التسوية مع الجهات الرقابية من أجل إعادة إحتساب البدل المالي السنوي نظير تقديم الخدمات التجارية. ومن غير المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً مماثلاً في هذه المصاريف.

الأداء الفردي

على صعيد النتائج الفردية، فقد تحسن أداء جميع الشركات. إذ بلغت أرباح "شركة الاتصالات السعودية" 10.8 مليار ريال، مساهمة بنحو 95 في المئة من إجمالي أرباح القطاع. أمّا إيراداتها فنمت بنسبة 5 في المئة إلى 54.4 مليار ريال مستفيدة من تحسن الأداء داخل وخارج المملكة. وأوصى مجلس الإدارة بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين بقيمة 4 ريال للسهم الواحد، ما يمثل عائد نقدي بمقدار 4.8 في المئة. وتعتبر هذه التوزيعات الوحيدة في القطاع.

بدورها، سجلت شركة الاتصالات المتنقلة السعودية "زين" أعلى أرباح لها منذ تأسيسها مرتفعة بنحو 46 في المئة إلى 485 مليون ريال. وأعلنت الشركة عن عزمها المضي قدماً في إجراءات إعادة الهيكلة بهدف إطفاء الخسائر المتراكمة والتي تبلغ 1.6 مليار ريال تمهيداً لبدء توزيع أرباح نقدية على المساهمين في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى خفض ديونها البالغة 10.4 مليار ريال.

إلى ذلك، انتقلت شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" الى الربحية مسجلة 31 مليون ريال مقارنة بخسائر بلغت 123 مليون ريال في العام 2018 بفضل تحسن الأداء التشغيلي. وتعتبر هذه الأرباح الأولى للشركة منذ خمس سنوات.

نظرة مستقبلية

تتوقع دائرة الأبحاث في "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن تؤثر مجموعة من العوامل المتناقضة على أداء القطاع خلال العام 2020. فعلى الرغم من التأثيرات السلبية لفيروس كورونا على السياحة الدينية في المملكة وما قد يرافق ذلك من تراجع للخدمات التي تقدمها شركات الاتصالات للسائحين، فإن المرجح هو ارتفاع الطلب على خدمات الاتصالات لاسيما المتعلقة بالترفيه الالكتروني خصوصاً في ظل سعي المملكة إلى وضع مخطط عروض لجميع فئات الترفيه المنزلي، بما في ذلك سبل الترفيه الرقمية والتناظرية كألعاب الفيديو والألواح والدمى بالتعاون مع الكيانات ذات الصلة بهدف تخصيص2.9 في المئة من نفقات الأسر لمصلحة خيارات الترفيه المنزلي، الأمر الذي سيحفز الشركات للدخول في منتجات جديدة غير تقليدية من أجل الاستفادة من هذه الفرص.

واستناداً إلى ما تقدّم فإنه من المتوقع أن يستمر النمو المعتدل في الإيرادات خلال العام الحالي والذي سيترافق مع تحسن الكفاءة التشغيلية وهي عوامل من شأنها أن تساعد في تحسن هوامش الربحية وتسرع وتيرة النمو في الأرباح.