"الدولية الإسلامية لتمويل التجارة" تصدر تقريرها السنوي... ماذا يتضمن؟

أصدرت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة -عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية- تقريرها السنوي لعام 2024، بعنوان "الوصول إلى آفاق جديدة"، الذي يستعرض عملياتها لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي الإقليمي في الدول الأعضاء للمؤسسة.

ويسلط التقرير الضوء على عام تاريخي يظهر فترة من النمو التحويلي، ونطاق جغرافي موسع، وموافقات قياسية على تمويل التجارة، والتزامات معززة بالتنمية المستدامة والشاملة في جميع دولها الأعضاء.

وأظهرت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة في عام 2024، مرونة في مواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة، فكانت الأولوية لتمويل التجارة وتسهيلها وتطويرها لدعم أجندات التنمية الوطنية للدول الأعضاء، إذ وافقت على تمويل تجاري بقيمة إجمالية بلغت 7.3 مليارات دولار أمريكي عبر 110 عمليات في 26 دولة.

وشكلت هذه الموافقات التجارية داخل منظمة التعاون الإسلامي ما نسبته 67 في المئة من إجمالي عمليات تمويل التجارة التي قامت بها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة؛ مما عزز دور المؤسسة في تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي الإقليمي.

وفي إطار جهودها المتواصلة لدعم نمو القطاع الخاص، قدمت المؤسسة تمويلًا بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 14 في المئة، وشمل هذا الدعم 47 مؤسسة مالية وشمل التعامل مع 19 عميلًا جديدًا في مختلف أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

ولمعالجة انعدام الأمن الغذائي، وافقت المؤسسة على تمويل بقيمة 1.75 مليار دولار أميركي للزراعة والعمليات المرتبطة بالأغذية في 10 دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب ذلك قامت بتعبئة 4.73 مليارات دولار أميركي لتمويل الأمن الغذائي، وساعد هذا التمويل على تأمين إمدادات مستقرة من السلع الغذائية الأساسية، والحد من تقلب الأسعار، ودعم المرونة الزراعية.

 وفي طاجيكستان، أسهم تمويل الأمن الغذائي الذي قدمته المؤسسة في الوصول إلى أكثر من 200 ألف أسرة، واستفاد منه ما يقرب من 900 ألف فرد من خلال ضمان الوصول إلى السلع الأساسية مثل القمح والسكر والزيت الصالح للأكل.

وأطلقت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أول سياسة بيئية واجتماعية لها في تشرين الأول/أكتوبر 2024، وتضمن ذلك طرح خطة عمل بيئية واجتماعية مدتها عشر سنوات، واستراتيجية لخفض الكربون مدتها خمس سنوات، وحوكمة معززة لتضمين مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في جميع العمليات.

وسلط التقرير الضوء على تصدُّر المؤسسة قائمةَ الجهات المرتِبة الرئيسة المفوضة ومديرة الاكتتاب في التمويلات الإسلامية المشتركة العالمية من قبل كلٍّ من ريفينيتيف وبلومبرغ؛ مما يجسد ريادتها العالمية وثقة المستثمرين القوية بها.

 وأشار التقرير السنوي لعام 2024 إلى إنجازات برامج المؤسسة مثل دعم برنامج جسور التجارة العربية الأفريقية بشكل فعال تطوير سلاسل القيمة الإقليمية، وإطلاق أول برنامج لمعايير المنسوجات والجلود في أفريقيا؛ مما مهد الطريق لتحسين الجودة والقدرة التنافسية في جميع أنحاء القارة.

 وشهد برنامج "مبادرة المعونة" من أجل التجارة للدول العربية التابع للمؤسس تقدمًا في تنفيذ 21 مشروعاً جارياً في جميع أنحاء الدول العربية، مع تركيز استراتيجي على خلق فرص العمل، وتسهيل التجارة، وتنمية الصادرات، وتواصل هذه المبادرات تمكين الاقتصادات المحلية وتعزيز القدرات التجارية الإقليمية.

وعمل برنامج ربط التجارة في آسيا الوسطى على تعزيز التكامل الإقليمي بين ست دول في آسيا الوسطى من خلال مشاريع تعزز تنمية الأعمال الزراعية، وجذب الاستثمار، والأمن الغذائي، وتعزيز الروابط الاقتصادية والمرونة في المنطقة، إذ وسّع البرنامج نطاقه في غرب أفريقيا وأُطلق رسميًّا في الكاميرون؛ مما أدى إلى تعزيز الوصول إلى التمويل التجاري والخدمات الاستشارية للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل.

وبالإضافة إلى برامجها الرائدة، قدمت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة مجموعة متنوعة من حلول التجارة المتكاملة والتدخلات الموجهة في عام 2024، تعكس نهجها التنموي الشامل، من خلال برامج بناء القدرات المصممة، ومبادرات الربط العكسي، وأدوات تيسير التجارة، في قطاعات الطاقة والزراعة والتمويل والسياسات التجارية.

 ومن أبرز هذه البرامج برنامج تنمية صادرات البن الإندونيسي الذي يعزز ممارسات الزراعة المستدامة، وورش عمل لبناء القدرات في مجال التمويل الإسلامي في نيجيريا وطاجيكستان وأذربيجان، والدعم الفني لقطاعي الكهرباء في توغو ومالي، وإطلاق شهادات المنشأ الإلكترونية لتعزيز التجارة عبر الحدود في غرب أفريقيا.

 ومع تطلعها نحو المستقبل تُحافظ المؤسسة على التزامها الراسخ بمعالجة الأولويات المتغيرة لدولها الأعضاء، من خلال تعزيز الابتكار، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية، وتقديم حلول تمويل تجاري عالية التأثير، لتستعد المؤسسة لرسم آفاق جديدة وتسريع التقدم نحو التنمية المستدامة والشاملة في جميع أنحاء منطقة منظمة التعاون الإسلامي.

يشار إلى أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عضو في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أُنشئت بهدف رئيس هو تعزيز التجارة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي؛ مما سيسهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

وقدمت تمويلًا بقيمة 83 مليار دولار للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي؛ مما يجعلها المزوّد الرائد لحلول التجارة التي تلبي احتياجات هذه الدول، لمساعدة الكيانات في الدول الأعضاء على تحسين فرص حصولها على تمويل التجارة، وتوفر لها برامج المساعدة الفنية المتعلقة بالتجارة؛ مما يُمكّنها من امتلاك الأدوات اللازمة للمنافسة بنجاح في السوق العالمية.