"أسبوع أبوظبي المالي": تعزيز مفهوم "افتصاد الصقر"

  • 2023-11-28
  • 10:29

"أسبوع أبوظبي المالي": تعزيز مفهوم "افتصاد الصقر"

إطلاق فعاليات "منتدى أبوظبي الاقتصادي"

انطلقت يوم أمس الاثنين فعاليات "أسبوع أبوظبي المالي" الذي يستضيف 46 حدثاً فرعياً تقام على مدار 4 أيام، بحفل افتتاح أقيم تحت قبة تم تصميمها خصيصاً لـ"أسبوع أبوظبي المالي" في الساحة الجنوبية من "سوق أبوظبي العالمي" تبعها إطلاق الحدث الافتتاحي "منتدى أبوظبي الاقتصادي"، وذلك تحت رعاية ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

 

جلسات نقاش

 

وجمع اليوم الأول من "أسبوع أبوظبي المالي" رموزاً وقادة كبار من أكثر من 100 دولة في مكان واحد، للمشاركة في جلسات نقاش معمقة، شملت مناقشة صعود أبوظبي كمركز مالي عالمي بما في ذلك الكلمات الرئيسية وحلقات النقاش وورش العمل والعروض التقديمية.

وتم في هذه الجلسات استعراض مختلف الرؤى حول الصعود الكبير لأبوظبي كمركز مالي عالمي، واستراتيجيات الاستثمار لصناديق الثروة السيادية والاعتراف المتزايد بسوق أبوظبي العالمي كمركز لتمويل المناخ.

وكان من بين أبرز ما جاء في حفل الافتتاح، الكلمة الرئيسية التي ألقاها المستثمر الشهير راي داليو، والتي تناول فيها تطور تعقيدات النظام العالمي، مستمداً تلك الرؤى من كتابه الأخير.

وتؤكد مشاركة القادة المؤثرين والشخصيات البارزة مثل راي داليو، على الأهمية الدولية لـ"أسبوع أبوظبي المالي" وهدفه المتمثل في استكشاف نماذج جديدة في قطاع التمويل والاقتصاد.

كما تم خلال حفل افتتاح "أسبوع أبوظبي المالي" الاحتفاء بالشراكة مع "دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي"، الشريك الرئيسي للحدث، وذلك بما يعكس الالتزام المشترك بتعزيز المشهد المالي والاقتصادي في أبوظبي.

وعُقد "منتدى أبوظبي الاقتصادي" لأول مرة في "أسبوع أبوظبي المالي"، بالشراكة مع "القابضة ADQ" وتضمن الحدث مناقشات شاملة حول تطورات اقتصاد أبوظبي ضمن السياق العالمي المتغير.

وشملت المواضيع الرئيسية، صعود مفهوم "اقتصاد الصقر" على المستوى الإقليمي، واعتبارات الاقتصاد الكلي، ودور أبوظبي باعتبارها "عاصمة رأس المال".

كما شهد الحدث مشاركة نخبة من القادة، من بينهم الرؤساء التنفيذيون لصناديق الثروة السيادية مثل "القابضة" (ADQ) و"مبادلة" ووزراء الاقتصاد والمناخ، وقدمت المناقشات منظوراً دولياً حول استراتيجيات تعزيز التعاون النقدي الإقليمي لدعم "اقتصاد الصقر"، وتسليط الضوء على النتائج الإيجابية التي يمكن أن تتحقق من خلال هذا التعاون.

وتمت مناقشة العنوان الرئيسي لـ"أسبوع أبوظبي المالي" هذا العام، وهو "الاستثمار في العصر التحولات" وذلك في جلسة مخصصة، شارك فيها قادة بارزون من أبوظبي ودولة الإمارات ومن حول العالم، وتطرقت الجلسة بعمق إلى العواقب الاقتصادية وفرص الاستثمار في "عصر التحولات".

 

شراكات متعددة

 

كذلك شهد "منتدى أبوظبي الاقتصادي" قيام الشركة القابضة خلال جلسة خاصة بالكشف عن معطيات مهمة حول تطور أدائها خلال السنوات الخمس الماضية، وشهدت الجلسة استعراض رؤية الشركة ونشاطها ونهجها الاستثماري الذي أدى إلى تحقيقها نجاحات لافتة منذ تأسيسها.

وتم الإعلان عن شراكات مهمة تضمنت نشر تقرير مشترك بين "مصدر" و"بي دبليو سي" حول "تسريع الاستثمار في الطاقة المتجددة في غرب إفريقيا" وحصول شركة "إتورو"، الشريك الاستراتيجي لمنتدى أبوظبي الاقتصادي، على تصريح الخدمات المالية من "سوق أبوظبي العالمي".

وبالإضافة إلى ذلك، كشفت شركة "فايبرنت كابيتال بارتنرز" المتخصصة في مجال إدارة الاستثمار الائتماني البديل عن افتتاح مكتبها "في سوق أبوظبي العالمي"، كما كشف "سوق أبوظبي العالمي" عن حدث مهم يؤكد على شراكته الاستراتيجية مع البنك الدولي، حيث تعهد بتجديد التعاون مع مكتب البنك الدولي لمدة 5 سنوات إضافية في مجالات الأبحاث وتبادل المعرفة ووضع السياسات.

 

تعزيز مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي

 

وفي هذا السياق، قال عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ورئيس مجلس إدارة "سوق أبوظبي العالمي" أحمد جاسم الزعابي إن "أسبوع أبوظبي المالي" يعد بمنزلة شهادة على الالتزام بتعزيز مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي.

وأضاف آل نهيان أن حفل الافتتاح كان بمنزلة بداية رائعة لأسبوع يَعِد بتقديم الكثير من المناقشات المتعمقة والشراكات الهادفة، مشيراً إلى أن  "منتدى أبوظبي الاقتصادي" يجسد التفاني في تعزيز النمو الاقتصادي والابتكار، بما يتماشى مع التغيرات التي يشهدها النظام العالمي ومفهوم "اقتصاد الصقر" الصاعد في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

الخطط والسياسات الاقتصادية لدولة الإمارات

 

بدوره، سلط وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري الضوء على خططه للسياسات الاقتصادية لدولة الإمارات وآرائه حول المكونات الرئيسية للنمو المستقبلي والمتنام لمفهوم "اقتصاد الصقر".

 

تغير المناخ

 

من جهتها، أضاءت وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم المهيري على أهمية الحدث باعتباره منصة رائدة للتواصل وحل المشكلات داخل مجتمع المال والأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتطرقت المهيري إلى التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ، مشيدة بموقف دولة الإمارات الإستباقي والذي يعتمد استراتيجية داعمة للمناخ ومشجعة للنمو، مشددةً على الدور المحوري لتمويل المناخ في تحقيق أهداف اتفاق باريس، معربة عن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بمكافحة تغير المناخ وجعل تمويل المناخ أكثر سهولة وتوافراً وبكلفة أفضل.

 

إنشاء مجتمع آمن واقتصاد الصقر

 

أما رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ"بنك جي بي مورغان تشيس وشركاه" جيمي ديمون  فأشاد بتخطيط النمو الاقتصادي في أبوظبي، بينما أعلن عن توسع كبير في عمليات البنك في إمارة أبوظبي.

وقال إن إصرار أبوظبي على المضي قدماً في برامجها الإصلاحية، سواء كانت اقتصادية أو مالية أو اجتماعية، أمر مثير للإعجاب، مشيراً إلى أن هذه ليست تغييرات سهلة ولكن هناك تقدم واضح على جميع الجهات نحو الهدف المتمثل في إنشاء مجتمع آمن واقتصاد الصقر الديناميكي.

وأضاف: "لقد واصلنا هذا العام توسيع فريق عملنا وقدمنا طلباً لتحويل الترخيص الخاص بنا إلى ترخيص من الفئة الأولى يجعل مكتبنا في سوق أبوظبي العالمي مؤسسة مصرفية متكاملة، ما يؤشر إلى نيتنا والتزامنا بالاستفادة القصوى من الفرص المتوفرة لنا".

وما زالت تتوالى فعاليات "أسبوع أبوظبي المالي"، حيث من المقرر عقد فعالياته المقبلة: "أسيت أبوظبي" و"فينتك أبوظبي" و"قمة التمويل المستدام" R.A.C.E أيام 28 و29 و30 تشرين الثاني/نوفمبر على التوالي. وتَعِد هذه الفعاليات المقبلة بتعزيز مكانة أبوظبي باعتبارها "عاصمة رأس المال" ومركزاً عالمياً للابتكار المالي والمستدام.