"الخطوط الكويتية": استقالات بالإدارة التنفيذية ... الاستقرار على المحك؟

دخلت "الخطوط الجوية الكويتية" مرحلة من عدم الاستقرار على مستوى الإدارة التنفيذية، مع تقدم الرئيس التنفيذي معن رزوقي باستقالة مسببة يوم أمس الثلاثاء، تلاها استقالات أخرى على مستوى الإدارة التنفيذية. وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان مرحلة التخبط الإداري الذي عاشته الشركة قبل سنوات قليلة، خصوصاً وأنه لم يمض على تولي مجلس الإدارة الحالي بقيادة عبد المحسن الفقعان مهامه إلا أسابيع قليلة، بعد صدور قرار وزير المالية فهد الجار الله إعادة تشكيل المجلس بداية الشهر الحالي. 

 إقرأ:

الإمارات: إغلاق طرح سندات سيادية بقيمة 1.5 مليار دولار

الرئيس التنفيذي المستقيل يقول إن المجلس انطلق من حكم مسبق بعدم جدوى الاستراتيجية 

جاءت الاستقالة المسببة للرئيس التنفيذي المستقيل معن رزوقي لتشير إلى تدخلات من قبل رئيس مجلس الإدارة عبد المحسن الفقعان، ونتج عنها نائب الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات عيسى الحداد ونائب رئيس العمليات حبيب الحربي وآخرين ينتمون إلى دائرة العمليات، وكان من اللافت للنظر إشارة رزوقي إلى أن رئيس مجلس الإدارة وبعض أعضاء المجلس انطلقوا من حكم مسبق بعدم جدوى استراتيجية الشركة وخططها التنفيذية من دون النظر في النتائج والأرقام المحققة في السنوات الثلاث الأخيرة أو مناقشتها.

وأضاف أن الرئيس وبعض الأعضاء طلبوا من عدد من مسؤولي الإدارات الحيوية المنوط بها تشغيل الأسطول ونقل المسافرين، تقديم استقالاتهم، رغم قيام تلك الإدارات بعملها على أكمل وجه خلال موسم الصيف، بالإضافة إلى التوفير الكبير في كلفة التشغيل نتيجة لتطبيق إجراءات تدعم التوجه العام للشركة في تخفيض المصروفات وتعظيم الدخل وفق أسس ومعايير محددة.

مجلس الإدارة الجديد برئاسة عبدالمحسن الفقعان في أول اجتماع له في 6 سبتمبر 

تأتي هذه التطورات، في وقت تواكب صدور قرار تعيين مجلس إدارة الشركة من قبل وزير المالية فهد الجارالله مع ملاحظات من مجموعة من نواب مجلس الأمة حول الأسماء الواردة في تشكيلة المجلس ومدى توفر الخبرات لديها. وفي ظل هذه الملاحظات، من المتوقع ألا تمر هذه التطورات مرور الكرام مع عودة جلسات مجلس الأمة للانعقاد في الأسابيع المقبلة.   

وبعيداً عن ما قد تفرزه التطورات على المستوى الحراك النيابي تجاه ما يحصل في الشركة، فإن ما يجري يطرح تساؤلات جوهرية حول كيفية تعامل مجلس الإدارة الجديد مع التوجهات التشغيلية التي حصلت سابقاً ولاسيما لجهة خطط تحديث الاسطول، إعادة النظر وافتتاح وجهات جديدة، والعامل الأهم السير قدماً في الخطط السابقة التي هدفت إلى تقليص خسائر الشركة مع استهداف العودة إلى نقطة التعادل في العام 2025. 

في المقابل، دعت أوساط اقتصادية مطلعة اتصل بهم موقع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إلى ضرورة تفعيل معايير ومبادئ الحوكمة في الشركات الحكومية، والحرص على عدم تدخل مجلس إدارة أي شركة في مهام الرئاسة التنفيذية، إلا في ضوء الصلاحيات المناطة به لجهة تقييم الخطط والنتائج المستهدفة في ضوئها.   

معن رزوقي الرئيس التنفيذي المستقيل 

يذكر أن مجلس الأمة الكويتي وافق في العام 2020 على تحويل "الخطوط الجوية الكويتية" إلى شركة، مع بقائها تابعة للحكومة الكويتية تحت الإشراف المباشر لوزارة المالية، في خطوة كان من شأنها أن تستكمل بدخول الشركة في مرحلة الخصخصة، وطرح جزء من أسهمها للقطاع الخاص، إلا أن ذلك بقي مجمداً في ظل وجود معارضة نيابية لأي خطوة من هذا النوع، لأسباب عدة من بينها حفظ حقوق المواطنين العاملين في الشركة.