السعودية: تزايد إدراجات شركات الرعاية الصحية في تداول

يشهد السوق السعودي (تداول) تزايداً في ادراج شركات الرعاية الصحية والأدوية، ومن المتوقع أن يتم إدراج شركتي "النهدي الطبية" و"الدواء للخدمات الطبية" خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وتأتي هذه الادراجات بعد طرح ثلاث شركات خلال السنتين الماضيتين أبرزها "مجموعة الدكتور سليمان الحبيب" والتي لاقت إقبالاً كثيفاً من المستثمرين.

تشير البيانات المالية المجمّعة لشركات الرعاية الصحية المدرجة في المملكة إلى نمو الايرادات بمعدل سنوي مركب قارب 8.6 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية ليصل إلى 16.1 مليار ريال في العام 2020، فيما لم يتم الإعلان عن نتائج العام 2021 كافة حتى الآن.

ووفقاً لدراسة أعدّتها دائرة الأبحاث في "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال"، نما حجم أصول هذه الشركات بنحو 11.6 في المئة خلال الفترة نفسها ليتجاوز 31.1 مليار في نهاية العام 2020 بفضل الخطط التوسعية التي تتبعها هذه الشركات، إذ بلغ صافي الانفاق الاستثماري للشركات المدرجة نحو 5.7 مليارات ريال ما بين 2018 و2020.

ويشكّل النمو السكاني السريع الذي تشهده المملكة منذ عقود وزيادة الانفاق الصحي واستهداف السعودية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، منطلقاً اساسياً لقيام معظم شركات الرعاية الصحية ولاسيما المستشفيات على الاستفادة من الفرص الكبيرة التي يقدمها هذا القطاع للتوسع، إذ من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تزايداً في استثمارات القطاع الخاص في قطاعات الصحة الرقمية والعيادات وتوسعة المستشفيات الحالية أو إضافة أخرى جديدة. فمثلاً، وضعت مجموعة سليمان الحبيب خطة طموحة لإنشاء ما لا يقل عن أربع مستشفيات جديدة بقيمة إجمالية تصل إلى 6.5 مليارات ريال سعودي. وتعمد شركة مواساة إلى تطوير مستشفى جديد في مدينة ينبع بتكلفة 325 مليون ريال بينما تسعى إلى توسعة مستشفيات أخرى. وتسعى شركة دلة إلى إنشاء برج طبي في الرياض والذي سيشمل عيادات ومراكز طبية متخصصة ليكون امتداداً لمجمع مستشفى دلة. بدوره، يعمل المستشفى السعودي الألماني على توسعات عدة أبرزها مشروع إنشاء مشفى جديد بمكة المكرمة يشمل 300 سرير و90 عيادة خارجية، كما إن بعض هذه الشركات طورت لها شبكة تواجد خارجية ولاسيما في سوق الامارات العربية المتحدة.

خصصت المملكة نحو 138 مليار ريال لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية خلال العام الحالي وهو ما يمثل نحو 14.5 في المئة من إجمالي نفقات الدولة مرتفعة من نحو 6.6 في المئة في العام 2013، وذلك بهدف مواصلة تطوير القطاع. وقد شهد العام الماضي افتتاح 10 مستشفيات إضافية ورفع القدرة الاستيعابية بنحو 1500 سرير ليصل العدد الإجمالي إلى 514 مستشفى وأكثر من 80 ألف سرير. كذلك، بدأت السعودية بتفعيل مشـروع "طبيب لكل أسرة" والذي يربط الفرد وأسرته بطبيب موحد في الرعاية الأولية، وقد فاق عدد المستفيدين أكثر من مليون مستفيد، كما تعمل على تفعيل العيادات الافتراضية وتقنيات الرعاية المنزلية ومركز تميز الصحة الرقمية بهدف متابعة وخدمة المرضى بشكل أدق. إلى ذلك، تستهدف المملكة إطلاق المركز السعودي للمواعيد من خلال تصميم نظام إلكتروني موحد في خطوة من شأنها تقليص مدة الانتظار لحجز المواعيد وتوفير الاستشارات الصحية التخصصية خلال فترة زمنية قصيرة، في حين كانت هذه الاجراءات تستغرق شهوراً عدة.

وتعمل المملكة العربية السعودية على تنمية قطاع الرعاية الصحية على اعتباره إحدى ركائز رؤية 2030 واضعة استراتيجية موسعة تقضي بتطوير المرافق العامة والخاصة على مختلف أنواعها من مستشفيات وعيادات ومراكز الصحة النفسية وغيرها.

ولا شك ان إعادة هيكلة القطاع الذي تسعى اليه الحكومة السعودية وتعزيز دور القطاع الخاص والشراكة معه ستعطي شركات القطاع فرصاً كبيرة للنمو في السنوات المقبلة وتشكل حافزاً امام المزيد من الشركات الخاصة لادراج اسهمها.