دول الخليج تتخذ إجراءات احترازية لمواجهة أوميكرون وتقرّب موعد الجرعة الثالثة

  • 2021-12-23
  • 12:28

دول الخليج تتخذ إجراءات احترازية لمواجهة أوميكرون وتقرّب موعد الجرعة الثالثة

قلق عالمي والتلقيح الشامل والعادل يوقف ظهور متحورات جديدة

  • برت دكاش

قبل أن يختتم مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس اللقاء الصحافي الأسبوعي المباشر عبر فيسبوك أمس حول تطورات متحور أوميكرون من فيروس كورونا، قال إنه "وبمناسبة الأعياد، نعطيكم موعداً ما بعد الأسبوع المقبل، إلا في حال طرأ أي جديد، إذ إن التطورات بشأن الفيروس تحصل بشكل سريع".

كلام غيبرييسوس جاء تعقيباً على رئيسة الفريق التقني في المنظمة ماريا فون كريخوف التي دعت الحكومات إلى الإسراع في اتخاذ الإجراءات لمواجهة الطفرة الجديدة من الفيروس، وذلك رداً على سؤال عن انتظار انكلترا، وهي الأكثر تضرراً من أوميكرون، إلى ما بعد انقضاء أسبوع الأعياد لاتخاذ المقتضى لمواجهة الموجة الجديدة التي تضرب العالم، علماً أن علماء حذّروا الحكومة البريطانية من أن المستشفيات ستتعرّض لضغط كبير قريباً، ما لم تُتخذ إجراءات أكثر صرامة للحدّ من انتشاره. كذلك، سبق أن صنّفت منظمة الصحة العالمية أوميكرون- المنتشر حالياً في نحو 90 بلداً- في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر "مثيراً للقلق"، وذلك بعد يومين فقط من إبلاغها من قبل جنوب أفريقيا باكتشاف المتحور الجديد من فيروس كورونا في 24 منه.

قلق أممي

قلق المنظمة لا يأتي من عدم. فعلى الرغم من "حالة الفوضى التي يعيشها العالم بسبب الوباء، وليس بسبب نقص في جهود العلماء إنما لكون الفيروس جديداً"، كما ذكرت كريخوف، برزت نتائج دراسات جديدة نشرها موقع رويترز، من بين هذه الدراسات، بيانات جمعت في وقت سابق في المملكة المتحدة، تبيّن أن العدوى بمتحور أوميكرون لا تبدو أقل حدة من العدوى بمتحور دلتا، وذلك بعد مقارنة الباحثين بين أشخاص تأكدت إصابتهم أو على الأرجح هم مصابون بأوميكرون مع أشخاص مصابين بمتحورات أخرى. ورأى هؤلاء الباحثون أن "لا دليل على أن أوميكرون أقل حدة من دلتا، مستندين إلى نسبة الأشخاص الذين جاءت نتيجة فحوصهم إيجابية ولديهم عوارض، أو بنسبة الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفى بعد الإصابة بالعدوى". آراء العلماء هذه التقت مع ما سبق وقالته منظمة الصحة العالمية إن "أوميكرون أسرع انتشاراً من سلالة دلتا، إذ يستغرق تضاعف الحالات ثلاثة أيام فقط".

اقرأ أيضاً:

رئيسة فايزر في الخليج: اعتماد اول لقاح يستند إلى تقنية mRNA فرصة علمية مهمة

 

دول الخليج تقرّب موعد الجرعة الثالثة

إزاء وتيرة الزيادة السريعة في عدد الإصابات والتي أثارت قلقاً عالمياً، فرضت معظم البلدان الخليجية والعربية والأوروبية إجراءات وقيود جديدة لمواجهة، على ما يبدو، معركة جديدة مع الفيروس.

خليجياً، اتخذ معظم دول الخليج إجراءات احترازية أخيراً للحؤول دون تفشي كورونا في ظل ارتفاع مخاطر سلالة أوميكرون بعد اكتشاف إصابات به فيها.

في الكويت، قرر مجلس الوزراء تطبيق الحجـر المنزلي لمدة 10 أيام لكل وافد من الخارج، إلا أن إنهاء الحجر قبل المدة المحددة مشروط بنتيجة فحص PCR بعد 72 سـاعة على الأقل من وقت الوصول تؤكد عدم الإصابة بالفيروس، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

واعتبرت الحكومة الكويتية كل من تجاوزت مدة حصوله على الجرعة الثانية من لقاح كوفيد-19 غير محصّن بالكامل، وبالتالي عليه تلقي الجرعة الثالثة المعززة من اللقاحات المعتمدة في البلاد.

بالإضافة إلى تطبيق الشروط الصحية المعتمدة مثل لبس الكمامات وتجنّب الأماكن المغلقة والازدحام والتشديد على أخذ الجرعة الثالثة من اللقاح بعد 6 أشهر على تلقي الجرعة الثانية، مع توجه محتمل لفرض الجرعة الثالثة شرطاً للسفر، والتأكيد على شركات الطيران تطبيق فحص الـ PCR السلبي والتشديد على إجراء الفحص بعد الوصول.

وفي السعودية، قرّبت وزارة الصحة موعد الحصول على الجرعة الثالثة المعززة من اللقاحات المضادة لكورونا، وذلك من 6 أشهر إلى ثلاثة 3 أشهر.

وفي سلطنة عُمان، فرضت هيئة الطيران المدني إجراءات جديدة على الوافدين عبر مطاراتها، إذ عليهم إجراء فحص PCR قبل الوصول إلى المطارات، والحصول على بطاقة تسجيل مسافر الإلكترونية قبل موعد الإقلاع بـ 48 ساعة. وشملت الشروط، إلى إرفاق المسافرين شهادة التحصين ضد فيروس كورونا المعتمدة في سلطنة عُمان، استمارة فحص PCR سلبي قبل الوصول إلى المطار.

وقررت السلطات الصحية في السلطنة تقليل الفترة الزمنية لتلقي الجرعة الثالثة المعززة من عام إلى ثلاثة أشهر من تاريخ تلقي الجرعة الثانية. ودعت الجميع إلى أخذ الجرعة المعززة والتقيد التام بالإجراءات الوقائية ولاسيما ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وتجنّب الأماكن المزدحمة.

أما في الإمارات، عدّلت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بعض إجراءات التصدي لجائحة كوفيد-19 على مستوى الحكومة الاتحادية، وذلك بالتنسيق مع جهات الاختصاص بالدولة، وتماشياً مع توجهات حكومة الإمارات بشأن اعتماد تطبيق نظام المرور الأخضر لدخول جميع الموظفين والمراجعين في إمارات الدولة كافة، بحيث يقتصر الدخول على الحاصلين على جرعتين من أي لقاح مضاد لكوفيد- 19 معتمد في الدولة، والجرعات الداعمة والمعززة له، مع التزامهم بإجراء فحص PCR كل 14 يوماً؛ وذلك لضمان استمرارية ظهور صفتهم في تطبيق الحصن باللون الأخضر، وذلك ابتداء من 3 كانون الثاني/ يناير 2022.

وفي ما يخص فئة الموظفين أو المراجعين المستثناة من التطعيم، فيسمح لها بدخول الجهات الاتحادية، شرط أن تظهر صفتها في تطبيق الحصن باللون الأخضر، والتزامها بإجراء فحص PCR كل 7 أيام لضمان استمرارية ظهور صفتهم في تطبيق الحصن باللون الأخضر.

وبالنسبة إلى من هم دون سن الـ 16 عاماً والذين تظهر صفتهم في تطبيق الحصن باللون الأخضر، يسمح لهم بدخول الجهات الاتحادية من دون إجراء أي فحوصات مخبريةـ بينما الموظفون أو المراجعون غير المطعمين، فيمنع دخولهم للجهات الاتحادية، وكذلك الأشخاص الذين تظهر صفتهم باللون الرمادي في تطبيق الحصن؛ نظراً لانتهاء الفترة المحددة لإجراء فحص الـ PCR الخاص بهم.

وشدّدت الجهات الاتحادية على مراعاة قواعد الصحة والسلامة العامة، واتخاذ الإجراءات الاحترازية واللازمة التي عُممت سابقاً لحوكمة إجراءات التصدي لجائحة كوفيد -19، وآلية تسجيل المصابين والمخالطين ومتلقي اللقاح ضمن نظام إدارة معلومات الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية "بياناتي".

إجراءات صارمة في أوروبا

أوروبياً، يعيد قادة أوروبيون فرض إجراءات لمواجهة فيروس كورونا في ظل مواصلة متحور أوميكرون المسيطر حالياً في عدد من البلدان الأوروبية انتشاره في القارة. وقد فرض عدد من الدول، بما في ذلك ألمانيا والبرتغال، إجراءات إضافية صارمة بعد عيد الميلاد، وذكر فرع منظمة الصحة العالمية في أوروبا أن الطفرة الجديدة ستدفع بالأنظمة الصحية نحو حافة الانهيار.

وأغلقت فرنسا التي تشهد طفرة في حالات كوفيد-19 منذ حزيران/ يونيو بحسب منظمة الصحة العالمية، حدودها أمام المسافرين من بريطانيا للعمل أو السياحة يوم الجمعة الماضي. وكانت كل من إيطاليا واليونان والبرتغال سبقت فرنسا في اعتماد إجراءات جديدة إذ اشترطت على الزوار القادمين من الاتحاد الأوروبي تقديم نتيجة اختبار سلبية لفيروس كورونا عند الوصول، حتى المطعمين منهم، علماً أن البرتغال أعلنت إقفال جميع الحانات والنوادي الليلية ابتداءً من 26 كانون الأول/ ديسمبر والعمل من المنزل قد يصبح إلزامياً اعتباراً من ذلك التاريخ لغاية 9 كانون الثاني/ يناير 2022، بالإضافة إلى تحديد التجمعات الخاصة بـ10 أشخاص كحد أقصى.

وأعلنت ألمانيا أنه اعتباراً من 28 كانون الأول/ ديسمبر ستعود الإجراءات التي تحد التجمعات الخاصة بـ 10 أشخاص فقط وإقفال النوادي الليلية، وستلعب مباريات كرة القدم في تلك الفترة خلف أبواب موصدة.

وفي حين استبعد رئيس الحكومة البريطانية أي إجراءات قبل عيد الميلاد في إنكلترا، وضعت كل من اسكتلندا، وويلز وشمال إيرلندا قيوداً على التخالط الاجتماعي.

وفي السويد، ستقدم المقاهي، والمطاعم والحانات الخدمة للضيوف الجالسين فقط، واحتمال أن يطلب من الموظفين العمل من المنزل.

أما في هولندا، فاتخذت إجراءات أكثر تشدداً، إذ أعلن عن إغلاق صارم منذ الاثنين الماضي، علماً أن قادة أوروبيين آخرين يريدون تأجيل مثل هذه الإجراءات الصارمة إلى ما بعد فترة الاحتفالات بالأعياد إذا أمكن ذلك.

لقاحات هادفة

في معرض ردّ كبيرة العلماء سمية سواميناتان على سؤال عن تنسيق المصنّعين في تطوير اللقاحات مع منظمة الصحة العالمية، قالت سواميناتان إن "المصانع ملتزمة بإرشادات منظمة الصحة العالمية"، مشيرة إلى أن هناك، إلى فايزر/ بايونتك اللتين أعلنتا عن تطوير لقاح خاص بمتحور أوميكرون، مصانع أخرى تطور لقاحات ضد متحوري دلتا وألفا.

وتتوقع الشركتان توفّر اللقاح الخاص بمتحور أوميكرون بحلول آذار/ مارس 2022، من دون أن يؤثر ذلك على إنتاجهما من اللقاح الأصلي المقدّر بـ 4 مليارات جرعة في العام المقبل.

يذكر أن متحور أوميكرون يحتوي على عدد كبير من الطفرات، و"بعضها مثير للقلق"، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتشير الأدلة الأولية إلى زيادة خطر "الإصابة الثانية" بهذا المتحور، مقارنة بالسلالات الأخرى.

وكانت شركة نوفافاكس أعلنت أخيراً حصولها على توصية الاستخدام الطارئ للقاحها المضاد لكوفيد-19 نوفاكسوفيد Novaxovid المعروف أيضاً بـ  NVX-CoV2373 لحماية الأشخاص من الفيروس لمن بلغوا 18 عاماً وما فوق، من وكالة الدواء الأوروبية. ويعدّ نوفاكسوفيد اللقاح الخامس المعتمد في أوروبا، ومن المتوقع أن يدعم حملات التلقيح في دول الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تواجه فيه موجة جديدة من الجائحة.

وبحسب الشركة، فإن النظام الأساسي بجرعتين من NVX-CoV2373 أظهر استجابات مناعية تفاعلية ضد أوميكرون ومتغيرات أخرى.

وفي آخر تحديث لبيانات فايزر/ بايونتك، برهنت دراسات مخبرية أولية أن ثلاث جرعات من لقاح فايزر/ بايونتك المضاد لكوفيد-19 يبطل مفعول متحور أوميكرون، في حين تظهر الجرعتان إبطال المفعول بنسبة أقل لا بأس بها. وتظهر البيانات أن جرعة ثالثة من بايونتك تزيد إبطال مفعول الأجسام المضادة لأوميكرون 25 مرة مقارنة بجرعتين، وذلك بعد معاينة الجرعة المعززة مقارنة بجرعتين.

وأضافت البيانات أنه، نظراً الى عدم تأثر 80 في المئة من بروتين الفيروس المعروف بخلايا CD8+T، بتغيرات متحور أوميكرون، قد لا تزال جرعتان توفران الحماية ضد المرض الشديد.

تطوير الأدوية لا يجاري تطوير اللقاحات

في المقابل، وعلى الرغم من تأخر اكتشاف أدوية معالجة لفيروس كورونا نتيجة التركيز على تطوير اللقاحات، منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أمس شركة فايزر موافقتها للاستخدام الطارئ لمضاد الفيروسات الفموي لفيروس كورونا.

يأتي ذلك بعد استلام أبوظبي أخيراً أول شحنة عالمية من الدواء المضاد للفيروسات إيفوشيلد Evosheld من أسترازينيكا، وذلك بعد حصوله على الموافقة للاستخدام الطارئ من وزارة الصحة والوقاية الإماراتية. وصمم هذا الدواء للحماية من العدوى الشديدة والموت لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي، مع العلم أن الدواء حصل على موافقة الاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة في الربع الأول من كانون الأول/ ديسمبر الحالي.

وكانت أبوظبي من أولى الدول التي تستلم المضاد للفيروسات الفموي الأول لعلاج كوفيد-19 ملونوبيرافير Molnupiravir الذي تنتجه شركة ميرك Merck، وبريطانيا أول دولة أوروبية تجيز استخدامه. وقد أعلنت الشركة أخيراً عن تراجع فعاليته إلى 30 في المئة بعد أشهر على إعلانها إظهار نتائج المرحلة الثالثة من الاختبارات فعالية الدواء بنسبة 50 في المئة ضد المرض الشديد ودخول المستشفى. وكان من المتوقع إجراء "أولاً-الاقتصاد والأعمال" حديث خاص مع المديرة الإقليمية لشركة أم أس دي MSD (الاسم التجاري لشركة ميرك في المشرق العربي)، إلا أن الموعد تأجّل إلى مطلع العام المقبل.  

وفي حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، قال مدير عام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في غيلياد ساينسز Gilead Sciences فردريكو سيلفا إن دواء الشركة ريمديسيفير (الكلوروكين) الذي يعطى بواسطة الحقن "تلقاه نحو 7 ملايين شخص"، متوقعاً "استمرار فعاليته ضد المتغيرات والمتحورات المثيرة للقلق كونه يستهدف جزءاً معيناً من الفيروس لمنعه من التكاثر، خصوصاً وأن هذا الجزء من الفيروس لم يتغيّر بشكل كبير في المتحورات الفيروسية الجديدة"، وذكر أن الشركة تستثمر الملايين في الأبحاث والتطوير وهي في صدد تطوير أدوية فموية جديدة للفيروس مناسبة للأشخاص الذين لم يدخلوا المستشفى".

تطبيق شامل وعادل لأدوات مكافحة الجائحة

تبقى الإشارة إلى كلمة أمين عام منظمة الصحة العالمية تادروس غيبرييسوس في ختام اللقاء أمس إذ قال:" الآن، وبعد عامين على ظهور الفيروس، بات لدينا فهم أكبر له وبتنا نملك الأدوات المناسبة للقضاء عليه، لذلك يجب أن نقضي على الجائحة في العام 2022". وطالب "بتطبيق هذه الأدوات سواء كانت اللقاحات، أو الأمور الصحية الأخرى بطريقة شاملة وعادلة، لأنه ما لم يصل اللقاح إلى الجميع سيظل الفيروس يجد أرضية خصبة للتطور".

وأمل غيبرييسوس أن يتحقق هدف الوصول إلى تلقيح 70 في المئة من سكان العالم خلال العام المقبل.