عودة الإمارات إلى لبنان: صيف سياحي واعد وخطوات مشابهة خليجية مرتقبة

  • 2025-05-06
  • 11:00

عودة الإمارات إلى لبنان: صيف سياحي واعد وخطوات مشابهة خليجية مرتقبة

  • خطار زيدان

يُعد قرار السماح لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة بالسفر إلى لبنان ابتداءً من 7 أيار/مايو الحالي، بعد حظر استمر منذ العام 2021، خطوة إيجابية تحمل انعكاسات متعددة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وتعكس الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.

وقد جاء هذا القرار بعد حراك دبلوماسي منسق وخطوات تمهيدية هدفت إلى إعادة ترميم العلاقات بين البلدين وتأكيد النوايا الإيجابية، تكلل بزيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون مؤخراً إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي ولقائه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين الإماراتيين.

وكانت دولة الإمارات قد أعلنت عن فتح سفارتها في بيروت في العام 2023، ما شكّل إشارة قوية إلى عودة الانخراط الدبلوماسي الفعلي مع الدولة اللبنانية، وإبداء اهتمام واضح بإعادة بناء جسور الثقة. كما تم في وقت سابق تعيين قائم بالأعمال في السفارة الإماراتية في لبنان، كخطوة تمهيدية أساسية لاستئناف العلاقات الطبيعية، وتسهيل المتابعة المباشرة للملفات الثنائية، من بينها التنسيق الأمني، القنصلي، والسياحي.

وقد أظهرت الحكومة اللبنانية في الأشهر الماضية نبرة إيجابية تجاه دول الخليج، وأكدت على أهمية العلاقات مع الإمارات ودورها الاستثماري والداعم للبنان، خصوصاً أن الإمارات العربية المتحدة تحتضن أكبر جالية من اللبنانيين الذي يساهمون في تعزيز مسيرة التنمية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وقد أثبتوا كفاءتهم وحرصهم على خدمة المجتمع الإماراتي، ضمن إطار من الاحترام المتبادل والانتماء الصادق.

 

الانعكاسات الاقتصادية والأصداء الإيجابية

 

يتوقع أن ينعكس هذا القرار على زيادة عدد السياح الإماراتيين إلى لبنان، وأن يكون صيف 2025 واعداً، ما ينمي إيرادات القطاع السياحي الذي يُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد اللبناني. كما سينعكس القرار على تعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري، كون الإمارات تُعد من أبرز المستثمرين العرب في لبنان. كما إن رفع الحظر قد يشجع على استئناف المشاريع الاستثمارية وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وقد رحّبت وزيرة السياحة في لبنان لورا الخازن لحود بالقرار الصادر عن وزارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، بناء لتوجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإلغاء قرار منع سفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، والسماح لهم بالزيارة اعتباراً من 7 أيار/مايو 2025، وقالت: "يأتي هذا القرار بعد سنوات من حظر السفر ودعماً للإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية ومختلف الأجهزة الأمنية والمرافق الحيوية لتقديم أفضل الخدمات السياحية وضمان أمن الوافدين وراحتهم".

واعتبرت لحود أن هذا القرار "يؤكد عودة الثقة بلبنان ويفتح الباب لتطوير الروابط التاريخية التي تجمع البلدين"، وأملت "أن تحذو سائر دول مجلس التعاون الخليجي حذو دولة الإمارات في أقرب وقت ممكن، ليعود لبنان مقصد أشقائه العرب، ومركز النشاط السياحي والثقافي في المنطقة".

كما رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في قرار رفع الحظر وأكدت على أهميته، مشيرة على أنه "صدر على أثر زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مّا يعزز العلاقات الأخوية ويدفعها قدماً لما فيه خير الشعبين والبلدين". كما تطلعت  الوزارة الى استمرار تعزيز وتطوير العلاقات اللبنانية مع كافة الدول العربية، لما يجمع بينها وبين لبنان من روابط تاريخية وانتماء ومصير مشترك.

بدوره، رحب الرئيس الفخري لمجلس العمل اللبناني سفيان صالح بهذا القرار وقال إن الإمارات حرصت دائماً على احتضان الجالية اللبنانية وفي مختلف الظروف، حيث أصبح عددها يفوق ما هو عليه في معظم دول الخليج. وتوقع "أن يزور لبنان في الصيف المقبل عدداً كبيراً من الأخوة الإماراتيين الذين سيلقون ترحيباً واسعاً على المستويين الشعبي والرسمي لأسباب تتجاوز الجانب السياحي وتشمل الروابط التاريخية والعاطفية بين الشعبين".

 

خطوات خليجية إيجابية مرتقبة

 

ولا شك أن عودة العلاقات السياحية والاستثمارية مع الإمارات قد تعزز من ثقة المستثمرين والدول الأخرى في الاستقرار الاقتصادي والأمني في لبنان، ما يفتح المجال لمزيد من التعاون الدولي. ومن المرجّح أن يتبع قرار السماح للإماراتيين بالسفر إلى لبنان قرارات مشابهة من دول خليجية أخرى، وأبرزها المملكة العربية السعودية، حيث يُتوقع أن يتم الإعلان عن انفراجات قريبة في العلاقات السعودية اللبنانية، وأن يتم رفع الحظر عن زيارة السعوديين إلى لبنان وعن الصادرات اللبنانية، في ظل التقارب السياسي المتزايد بين السعودية ولبنان، واستئناف التواصل الأمني والدبلوماسي والانفتاح السعودي على لبنان في الملفات الإنسانية والإشارات الواضحة من مسؤولين لبنانيين بأن العلاقات في طور التعافي.