منصة التقنية المالية ليندو تتطلع إلى سد الثغرة في تمويل الشركات الصغيرة

  • 2020-09-15
  • 09:00

منصة التقنية المالية ليندو تتطلع إلى سد الثغرة في تمويل الشركات الصغيرة

مقابلة خاصة مع الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في منصة التقنية المالية ليندو

  • رانيا غانم

شكل تعاظم إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وبلوغ حجمها نحو 112 مليار دولار في العام 2018، الدافع لكل من أسامة الراعي ومحمد جوابرة لتأسيس شركة ليندو في نهاية العام الماضي بهدف تلبية احتياجات السوق.

وتوفر ليندو حلاً جديداً للتمويل القصير الأمد، حيث تسمح للشركات الصغيرة بتحويل جزء من فواتيرها إلى سيولة نقدية تعزز من تدفقاتها النقدية ومن تحقيق نمو وذلك من خلال اقراض الأموال بأسلوب بسيط يقلل من الوقت والجهد الذي يستغرقه الحصول على التمويل الفوري. وقد تمكنت المنصة في أقل من عام من اكتساب ثقة المستثمرين والشركات الصغيرة وتحقيق نمو تخطى الثلاثة في المئة شهرياً.

 

تعاون مطلق من فنتك السعودية

 

تقدمت ليندو للحصول على ترخيص من مؤسسة النقد السعودي (ساما) في تموز/يوليو 2019، بعد أن عملت بترخيص تجريبي من قبل فنتك ساندبوكس تحت إشراف المؤسسة. ويقول الراعي: "كانت تجربة التعامل مع ساندبوكس جيدة جداً وحصلنا على الكثير من الدعم من فنتك السعودية إذ ساعدتنا في التفاوض مع مؤسسة النقد التي كانت متطلباتها صارمة جداً، وساعدتنا أيضاً في تطوير وتحسين الدراسة الائتمانية، وكذلك في توظيف كفاءات من طلاب الجامعات". وأطلقت أعمال المنصة المطابقة لأحكام الشريعة، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، محققة نمو عال جداً، وفق الراعي.

 

إقرأ: 

الشهري من بيتابس: شركات الفنتك حوّلت نقمة "كوفيد 19" إلى فرصة

 

ثلاثة آلاف مستثمر على المنصة

 

ويشير الراعي إلى أنه نظراً إلى اتكلفة العالية المرتبطة بالقروض المصرفية القصيرة الأمد وتعقيدات إجراءاتها وشروطها، فإن العديد من البنوك لا تقبل سوى الطلبات التي تبدأ بمبالغ مليونية، ولسد هذه الثغرة، حرصت ليندو على مساعدة الشركات من خلال استقبال الفواتير كافة حتى ذات المبالغ القليلة. ويضيف الراعي أن رؤية ليندو تتلخص في تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من التركيز بشكل كامل على نموها. وتؤمن ليندو عوائد ممتازة للمستثمرين، في وقت أسواق الأسهم والعقارات متضررة من تداعيات الجائحة وليس لديهم الكثير من الخيارات. وأطلقت المنصة أخيراً حملة الاستثمار بدون رسوم لفترة وجيزة بحيث يحصل المستثمرون على كامل العائدات دون أن تتقاضى ليندو أي رسوم. وعلى الرغم من تلك الظروف الاستثنائية تمكنت ليندو من تحقيق نمو يتراوح بين 30 إلى 40 في المئة شهرياً في التمويل، ومولت ملايين الريالات وحصّلت القروض ضمن المهل المحددة ووزعت الأرباح للمستثمرين. وبات لدى المنصة أكثر من ثلاثة آلاف مستثمر.

 

رب ضرة نافعة

 

ولم تكن الشركة الناشئة بقدراتها المحدودة تتلقف أنفاسها وتدخل السوق حتى بدأت جائحة كورونا بالانتشار. وهذا دفع الشركة إلى التوقف عن الإقراض لمدة ثلاثة أسابيع لدرس تأثير الجائحة على الشركات الصغيرة وادائها المالي وقدرتها على السداد وفق المهل المحددة ومخاطر تمويلها. ويفيد الراعي أنه لحسن حظهم جميع الشركات الصغيرة التي مولوها واستحقت ديونها في أيار سددت أقساطها كاملة دون تعثر أو تأخر، موضحاً أن تداعيات الجائحة دفعتهم إلى تعديل إجراءات الدراسة الائتمانية بطريقة تأخذ الوضع الحالي في الاعتبار.

وركزت ليندو خلال الفترة الماضية على الشركات الصغيرة التي كانت تحقق نمو عال خلال فترة الجائحة مثل الشركات اللوجستية والتجارة الإلكترونية وشركات الاستشارات والتسويق، وتحديداً تلك التي كانت تواجه مشكلة تأخير في تحصيل مستحقاتها، ويضيف: "تلك كانت فرصة ممتازة لنا لكي تحصل الشركات على تمويل على مستحقاتها".

 

إقرأ: 

تروشلر من FlexxPay: الدفع المسبق للرواتب ينعش الاقتصاد

 

عوائد جاذبة للمستثمرين

 

وعن العوائد التي تقدمها ليندو للمستثمرين، فيشير الراعي إلى أنها تتراوح بين تسعة وعشرة في المئة سنوياً، لافتاً النظر إلى أنهم يحصلون على نتائج سريعة باعتبار أن مدة التمويل قصيرة المدى ولا تتخطى الستة أشهر. وتقدم ليندو للمستثمرين دراسة ائتمانية شاملة للشركات المقترضة ولأصحاب الفواتير تأخذ معايير عدة في الاعتبار مثل الملاءة المالية لكل منها والتاريخ الائتماني وقوة الفاتورة وغيرها.

 

ميزتنا... السرعة والخصوصية والعوائد المرتفعة

 

تشهد السوق السعودية تسارعاً في تبني حلول التقنيات المالية، وفي هذا الإطار يشير الراعي إلى وجود ثمانية منصات تمويل جماعي أطلق منها أربع فقط، لافتاً النظر إلى أن جميعهم يتعاونون مع بعضهم بهدف محاربة السوق السوداء التي تستغل الشركات الصغيرة وتأخذ منها عوائد مرتفعة جداً تصل إلى 70 في المئة أحياناً من أصل الدين، لا سيما في ظل محدودية الخيارات أمام الشركات الصغيرة، باعتبار أن البنوك قبل إطلاق رؤية 2030 لم تركز على تمويل الشركات الصغيرة.

ويؤكد الراعي أن الميزة التفاضلية لليندو تكمن في سرعتها في إجراء الدراسة الائتمانية واتخاذ القرار في غضون ثلاثة أيام، مضيفاً أنه في حال تم رفض الطلب يطلب من العميل تحسين أوضاعه لكي تتطابق مع المعايير المطلوبة للدين. وتتمتع ليندو بميزة ثانية هي الخصوصية، إذا لا تعرض معلومات وبيانات وسجلات الشركات الصغيرة أمام أحد، وفي الوقت ذاته تقدم معلومات وافرة للمستثمر ليأخذ القرار الصائب. وميزة ليندو الثالثة هي تقديمها عوائد ممتازة للمستثمرين، قلة من الاستثمارات تؤمنه، وفق الراعي.

 

 إقرأ أيضاً: 

كيف تعمل البحرين للتحول إلى مركز إقليمي للتكنولوجيا المالية؟

 

قريباً جولة تمويلية جديدة

 

أغلقت ليندو جولتها التمويلية الأولى من فئة Pre-Seed، استخدمت عوائدها لزيادة فريق العمل التقني والمبرمجين الذي يبلغ 35 موظفاً. وتنتظر حصولها على الترخيص النهائي من مؤسسة النقد السعودي لإطلاق جولة تمويلية أخرى، والهدف منها تطوير فريق الدراسة الائتمانية والتسويق كي تتمكن من خدمة شركات أكثر، وكذلك بهدف زيادة الوعي حول الخدمات التي تقدمها ليندو. ويؤكد الراعي أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على السوق السعودية لأنها كبيرة جداً.

لم تكن رحلة المؤسسين خالية من التحديات، إذ يؤكد الراعي أن توظيف فريق عمل لديه المهارات التقنية كان معضلة، لا سيما أن تلك العملية كانت تتم عن بعد خلال فترة الإغلاق والحجر الصحي. ويضيف: "أما الآن وقد عدنا إلى مكاتبنا فقد عادت جميع الأنشطة التي نقوم بها ووضعنا خطة تدريب تستمر لمدة عامين لكل موظف، بحيث يكون لكل موظف مرشد متخصص يرافقه في مسيرة عمله، بهدف تطوير قدراته ومهاراته.

ويخلص الراعي إلى نصيحة رواد الأعمال بانتهاز الفرص الماثلة في السعودية لبناء وإطلاق أفكار جديدة في التقنية المالية تخدم القطاعات الواعدة، مركزاً على أهمية دراسة السوق واختيار الشريك المناسب قبل الانطلاق بمشروعهم.