ما مصير شركات التنقيب عن النفط البحري؟

  • 2020-09-01
  • 09:19

ما مصير شركات التنقيب عن النفط البحري؟

  • حنين سلّوم

بعد موجة الإفلاس التي طالت شركات النفط الصخري، بدأت ظاهرة جديدة بالبروز وتتمثل في إفلاس بعض شركات التنقيب عن النفط البحري، فهل بات قطاع التنقيب عن النفط البحري في دائرة الخطر؟

 

شركة النفط البحري الأضخم عالمياً تتقدم بطلب إفلاس!

 

أخيراً، تقدّمت شركة Valaris البريطانية بطلب إفلاس (الفصل 11) لإعادة هيكلة ديونها التي بلغت نحو 7 مليارات دولار أميركي لتكون الضحية الجديدة لتداعيات تفشّي وباء كورونا وتراجع أسعار النفط، وكانت الشركة قد تخلّفت عن تسديد السندات المستحقّة للدائنين في الربع الأول من سنة 2020 بينما كانت تحاول التوصل إلى اتفاق مع دائنيها، وقد خلصت اتصالات الشركة مع الدائنين إلى أن المسار الأنسب لها هو التقدم بطلب إفلاس (فصل 11).

ودخلت Valaris في اتفاقية ملزمة لدعم إعادة الهيكلة مع نحو نصف مالكيها، وتسمح هذه الاتفاقية للشركة بتحويل تسهيلاتها الائتمانية والأوراق المالية غير المضمونة إلى حقوق ملكية، كما حصلت على تمويل بقيمة 500 مليون دولار على شكل  debtor-in-possession financing. من خلال إعادة هيكلة ديونها، سوف تتخلّص الشركة من نحو 6.5 مليارات دولار من الدين كما ستقوم بإلغاء الأسهم الحالية في الشركة.

 

قطاع التنقيب عن النفط البحري: التعافي في 2022؟

 

ليست Valaris شركة التنقيب عن النفط البحري الوحيدة التي تتقدّم بطلب إفلاس بل كانت منافساتها Noble Corporation وDiamond Offshore Drilling قد تقدّمتا بطلب إفلاس لعدم استطاعتهما تحمّل أعباء الديون إثر تراجع أسعار النفط. على ما يبدو لن تكون هذه الشركات الأخيرة في التقدم بطلب إفلاس، فقد أعلنت شركات عدة من بينها مثلاً شركة Pacific Drilling SA احتمال تقديم طلب إفلاس للمرّة الثانية في أقل من ثلاث سنوات.

بعد تراجع قطاع التنقيب عن النفط منذ 2014 وبدء تحسّن أدائه خلال سنة 2019، كانت الشركات تأمل في أن تكون سنة 2020 أفضل إلّا أن هذه الآمال قد تبدّدت بعد ان انتشر وباء كورونا منذ بداية 2020 واندلعت حرب الحصة السوقية فتراجعت أسعار النفط وعاد القطاع إلى الانكماش. ومع دخولنا إلى النصف الثاني من العام وعدم انحصار الوباء حتّى الساعة، تمّ تأجيل العديد من المشاريع التي كانت مقرّرة للعام الحالي إلى 2021 في أقرب تقدير.

ينقسم قطاع التنقيب عن النفط إلى ثلاثة أجزاء وذلك وفق طبيعة التنقيب عن النفط فهناك Drillship، Semi-submersible، وJackup.

Drillship أو سفينة الحفر، هي عبارة عن مركبة بحرية تم تصميمها مصحوبة بجهاز حفر. Semi-submersible هي المصاطب النفطية نصف المغمورة والمثبتة، بينما Jackup هي وَحدة حفر ذاتية الرفع.

ووفقاً لتقرير IHS Markit، من المتوقع أن يتحسّن الطلب على Drillships في 2021 و2022 ليسجّل متوسط الطلب العالمي على سفن الحفر 66 و73 على التوالي مرتفعاً من 59 خلال العام الحالي. وقالت الشركة الاستشارية إن معظم الطلب على سفن الحفر سيتركز في أميركا الجنوبية وغرب أفريقيا، وأضاف التقرير أن الطلب على الحفر في خليج المكسيك الأميركي قد يشهد خلال العام المقبل انخفاضاً من 17 إلى 14 وحدة حيث ينتظر بعض المشغلين فترة أطول قليلاً حتى تستقر ظروف السوق.

أمّا بالنسبة إلى semi-submersible، فمن غير المتوقّع أن ينتعش الطلب على المدى القصير لأن السوق لم تكن قد بدأت في التعافي من الانهيار السابق عندما انتشر الوباء.

وختاماً بالنسبة إلى Jackup، من المتوقّع أن يكون الطلب ثابتاً نسبياً ما بين العامين 2020 و2022 مع انخفاض طفيف وفقاً لـ IHS Markit التي كانت قد توقّعت انتعاشاً قوياً في الطلب على Jackup في وقت سابق من هذا العام قبل انتشار الوباء وانهيار أسعار النفط.