كيف ستؤثر أزمة مرفأ بيروت على استيراد السلع؟

  • 2020-08-05
  • 21:10

كيف ستؤثر أزمة مرفأ بيروت على استيراد السلع؟

  • كريستي قهوجي

"كارثة اقتصادية كبرى" عبارة تلخص الوضع الحالي في لبنان بعد الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت يوم الثلاثاء مع ما رافقه من تداعيات جسيمة على المواطنين والممتلكات في العاصمة والمناطق، وفقد لبنان أحد أبرز مرافقه الاقتصادية والحيوية في المنطقة نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بأقسام المرفأ وبإهراءات القمح مما سيؤدي فعلياً إلى أزمة كبيرة في عمليات استيراد السلع الغذائية والمواد الأولية للصناعات الغذائية التي يحتاجها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة وجائحة كورونا، بالإضافة إلى فقدان دور المرفأ في عمليات التصدير والترانزيت التي كان يتمتع بها طيلة السنوات الماضية.

وأدت الخسائر الضخمة لفقدان المرفأ ولدوره التجاري المهم إلى انتكاسة إضافية للاقتصاد اللبناني الذي عانى الأمرّين منذ منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 وحتى اليوم، مما سيؤدي حكماً إلى تدهور اقتصادي خطير من جهة وإلى المزيد من فقدان السلع الغذائية من الأسواق التي يشهدها لبنان في الأساس من جهة ثانية.  فكيف ستؤثر هذه الكارثة على عمليات استيراد البضائع وهل سيستطيع لبنان إيجاد البدائل؟

 

إقرأ: 

ماذا يعني انفجار مرفأ بيروت؟

 

كارثة حقيقية

شكّل مرفأ بيروت منفذاً مهماً للبنان من خلال استيراده 70 في المئة من مجمل البضائع التي تدخل إلى البلاد وساهم في إنعاش الدورة الاقتصادية المحلية والعربية طيلة السنوات الماضية. وفي هذا السياق، يقول نقيب مربي وموزعي الدواجن في لبنان موسى فريجي في حديث خاص لـ "أولاً – الاقتصاد والأعمال" إن الكارثة التي حلّت في مرفأ بيروت ستشكل أزمة حقيقية في مجال استيراد المواد الغذائية والمواد الأولية الخاصة بالصناعات الغذائية خصوصاً لناحية عدم قدرة السفن التجارية على تفريغ حمولتها وحاوياتها في المرفأ، مشيراً إلى وجود سفن عالقة في عرض البحر وأخرى قادمة لن تستطيع أن تفرغ حمولتها.

 

إقرأ أيضاً:

ويشير إلى أن هذا الأمر ينطبق على الذرة والصويا والمواد الغذائية المختلفة ومدخلات الانتاج للمواد الغذائية التي يتم استيرادها للأبقار والدواجن وغيرها من المنتجات الحيوانية.

من ناحيته، يرى نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي أن الوضع لا يزال ضبابياً في الوقت الحالي خصوصاً وأن الناس تسعى الى لملمة جراحها وإصلاح ما تضرر من ممتلكاتها وأرزاقها وبالتالي من الصعب تحديد مدى تأثير تدمير المرفأ على حركة الاستيراد منذ الآن. ويقول إن تدمير الإهراءات وأقسام المرفأ يشكّل عاملاً سلبياً في هذا المجال خصوصاً وأنها تحتاج لفترة طويلة من الصيانة وإعادة الحياة إليها، مشيراً في الوقت عينه إلى أن وقوع الأضرار بشكل أقل في الساحة المخصصة للحاويات يعطي إشارة إيجابية في أن إعادة الحياة في المرفأ قد تكون في وقت أسرع من المتوقع.

 

موسى فريجي: لا يمكن تحديد الخسائر في الوقت الحالي

 

خسائر غير محددة

 

كشف هول الحادث أضراراً كبيرة في المرفأ وتسبب بخسائر ضخمة توزعت ما بين البنى التحتية والعنابر والحاويات والسفن الراسية ومباني شركات الشحن وإهراءات القمح وغيرها من المباني التي تقع في حرم المرفأ. وحول تحديد الخسائر، يقول فريجي إنه من المبكر تحديد قيمة الخسائر التي وقعت، معتبراً أنه اذا طال توقف استيراد المواد الغذائية والاعلاف والمواد الحيوانية والمواشي وعدم إيجاد حل بديل مؤقت لأزمة مرفأ بيروت فإن الخسائر ستكبر أكثر وأكثر وستشكل عقدة اقتصادية صعبة الحل.

من جهته، يشير بحصلي إلى أن تحديد الأضرار والخسائر صعب في الوقت الحالي ويمكن أن تبدأ الصورة بالوضوح في مراحل مقبلة خصوصاً وأن الأجواء ضبابية ومعقّدة.

 

 

هاني بحصلي: الوضع لا يزال ضبابياً

 

 

إقرأ ايضاً: 

هل يمكن لمرفأ طرابلس التعويض عن مرفأ بيروت؟

 

نحو مرفأ طربلس

 

في المقابل، يسعى لبنان إلى إيجاد البدائل والحلول لتسهيل حركة الاستيراد والتصدير من خلال تعزيز دور المرافئ اللبنانية الأخرى والمطار في انتظار إيجاد حل جذري لمرفأ بيروت المنكوب. وفي هذا الاطار، يرى فريجي أن كل شحنات التوريد سيتم تحويلها إلى مرفأ طرابلس بشكل مؤقت لتفريغ حمولتها واستقبال الحاويات بشكل مناسب وتأمين كل المواد الغذائية والمواد الأولية الخاصة بالصناعات الغذائية، مشيراً إلى أن مرفأ طرابلس منفذ مهم وثاني أكبر مرفأ بعد مرفأ بيروت لما له من قيمة اقتصادية وتجارية.

أما بحصلي فيقول إنه سيتم تحويل كل السفن العالقة في عرض البحر والقادمة إلى لبنان نحو مرفأي طرابلس وصيدا، مشيراً إلى أن لبنان سيبلغ مرحلة اقتصادية أصعب من تلك التي يعيشها حالياً.

ويضيف بحصلي أن الدول العربية والأجنبية بدأت بتقديم وإرسال المساعدات إلى لبنان وهذا ما سيساعد على صمود اللبنانيين في ظل هذه الأزمة المستجدة، مشيراً إلى أن الأمور ستتضح بدءاً من الأسبوع المقبل.