سيمون كاسون: السياحة الداخلية ستقود المرحلة المقبلة

  • 2020-06-30
  • 11:02

سيمون كاسون: السياحة الداخلية ستقود المرحلة المقبلة

"أولاً – الاقتصاد والأعمال" يحاور رئيس العمليات الفندقية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في مجموعة فنادق فورسيزونز

  • زينة أبو زكي

تركت جائحة كورونا  آثارها على القطاعات الاقتصادية كافة، قطاع السياحة والسفر ومن ضمنه قطاع الفنادق الذي كان من أكثر القطاعات تضرراً نظراً إلى ارتباطه بالسفر الذي شلّت حركته بالكامل، وبالتواصل الاجتماعي الذي منعته جائحة كورونا نتيجة فرض الحظر الصحي في جميع دول العالم.

"أولاً – الاقتصاد والأعمال" حاور رئيس العمليات الفندقية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في مجموعة فنادق فورسيزونز سيمون كاسون، وهنا نص الحوار:

 

كيف أثرت جائحة فيروس كورونا على قطاع السياحة والضيافة في المنطقة؟

 

 

أثرت جائحة "كوفيد-19 "على جميع القطاعات ومن ضمنها قطاعا السفر والضيافة، وعلى الرغم من تعاملنا حالياً مع أزمة عالمية استثنائية، إلا أننا واثقون بأن هذه القطاعات ستنتعش وهناك طريق طويل أمامنا لتحقيق ذلك. لقد عملت فرقنا جنباً إلى جنب على إدارة فترة الإغلاق والاستعداد لإعادة فتح منتجعاتنا ومرافقنا وانتعاش القطاع، ولكن من المهم أن نتطلع إلى المدى الطويل ولاسيما في ظل استمرار قيود السفر في معظم أنحاء المنطقة، إذ حتى بعد رفعها فإن تفضيلات ومستويات الراحة لدى المسافرين ستتغير بشكل كبير. ونحن في فورسيزونز، نمتلك نموذج أعمال قوياً ومجموعة واسعة من الضيوف المخلصين، ما يعني أننا نتمتع بمكانة قوية للتكيّف مع مستقبل السفر، وأتوقع أن نشهد انتعاشاً قوياً عند البدء بإعادة فتح منتجعاتنا وفنادقنا بشكلٍ آمن خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

 

ما هي الاستراتيجية التي اعتمدتها فورسيزونز للتكيّف مع أزمة تفشي فيروس "كوفيد-19"؟

 

هدفنا هو تزويد الضيوف والمقيمين والموظفين بالثقة والتأكيد على أن صحتهم وسلامتهم هي في مقدّم أولويتنا. ونظراً إلى أهمية ذلك، قمنا بتطوير وتنفيذ "لييد وذ كير" Lead With Care، وهو برنامج لتعزيز الصحة والسلامة العالمي، كما اتخذنا التدابير الاحترازية اللازمة والضرورية التي باتت معروفة واعتدنا عليها جميعاً مثل مطهرات اليدين والكمامات وأعمال التنظيف والسلامة ، ويركز البرنامج على توفير الرعاية والثقة والراحة في مرحلة ما بعد "كوفيد-19".

وتشمل "مجموعة لييد وذ كير" تقديم الكمامات ومعقمات اليد، والمناديل المعقمة، مع إمكانية زيادة الكمامات عند الطلب في جميع الغرف، كما ويتم مراعاة التباعد الاجتماعي في الخدمات المقدّمة كافة، إذ يتم تطبيقه في جميع مرافق الفندق. وفي ظل مشهد قطاع الضيافة الجديد، يبقى تطبيق "فورسيزونز تشات" جزءاً مهماً في تعزيز تجربة ضيوفنا، ويعدّ التطبيق منصة لتبادل رسائل متعددة القنوات الحائزة على جوائز والتي لا تستخدم روبوتات الدردشة (Chatbots) بل يديرها أشخاص حقيقيون، الأمر الذي يساهم في التحكم بالتواصل المباشر بين الضيوف والموظفين وتقليل التعامل وجهاً لوجه وفي الوقت نفسه المحافظة على خدمة فورسيزونز المعروفة. 

 

برأيكم، كم ستستغرق عودة القطاع إلى مرحلة ما قبل فيروس كورونا؟

 

على الرغم من صعوبة تنبؤ مستقبل القطاع في مثل هذه المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، إلا أنه من المرجح أن تقود السياحة المحلية والسفر الداخلي إلى تعافي هذا القطاع، وتحظى السياحة الداخلية عادةً بشعبية كبيرة في المنطقة، ومن المتوقع أن تصبح الخيار الأكثر شيوعاً للسفر على المدى القصير والمتوسط، وسيزداد تدريجياً عدد الأشخاص الذين يسافرون خارج المنطقة في ظل قيام بعض الدول حول العالم بفتح حدودها واستئناف حركة السفر الدولية.

 

ما الدور الذي ممكن أن تلعبه الحكومات في دعم مرحلة تعافي القطاع؟

 

بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومات والسلطات الصحية، نجحت المنطقة في المحافظة على عدد قليل من حالات الإصابة بالفيروس مما ساهم في تخفيف تأثيرات الأزمة، واعتُبِر القطاع السياحي كأولوية رئيسية للدول في جميع أنحاء المنطقة، إذ اتخذت الحكومات تدابير داعمة مهمة وحزماً تحفيزية اقتصادية مصممة لضمان استمرارية الأعمال. وفي دبي، على سبيل المثال، أطلقت الحكومة أربع مبادرات لدعم القطاع السياحي كجزء من الحزمة التحفيزية التي بلغت قيمتها 1.5 مليار درهم إماراتي، والتي تتضمن تخفيضات في رسوم البلدية المترتبة على الفنادق، كما كانت دول أخرى أيضاً سريعة وفعّالة في قراراتها ونهج عملها. إن هذا الدعم مرحب به للغاية، وسوف يساعد منطقتنا على التعافي والانتعاش مرة أخرى لتصبح مجدداً الوجهة المفضلة للزوار من جميع أنحاء العالم.

 

كيف ترون القطاع بعد فيروس كورونا؟ 

 

لقد شهد قطاع الضيافة العديد من الأوقات الصعبة في الماضي ونجح في التغلب عليها، وهناك العديد من الأسباب التي تدفعنا للتفاؤل بشأن مستقبل الضيافة في المنطقة. نحن ندرك أن احتياجات وتوقعات ضيوفنا قد تغيرت، وأن "الوضع الطبيعي الجديد" يمثل في الوقت نفسه تحديات وفرصاً لمختلف العلامات التجارية الفاخرة في عالم الضيافة. ونحن في فورسيزونز نحظى بمكانة قوية تسمح لنا بالخروج بمنظور جديد يجسّد معنى الرفاهية. إن نهجنا العالمي يتمحور حول أفضل ما نقوم به، والاستمرار في تقديم رعاية شخصية مميّزة وأصلية، بالإضافة إلى تعزيز إجراءات الصحة والسلامة الرائدة في القطاع وتبني الابتكار التكنولوجي.

قد تبدو تجربة فورسيزونز مختلفة في هذا الواقع الجديد الذي نشهده، ولكنها ستقدّم للضيوف الشعور نفسه في نهاية المطاف، وسيظل موظفونا يولون الاهتمام نفسه بالتفاصيل والخدمة الاستباقية والرعاية الشخصية التي تُعرف بها علامتنا التجارية ويثق بها الجميع في مختلف أنحاء العالم.

 

هل هناك أي من الوجهات ستتعافى وتنتعش أسرع من غيرها في المنطقة؟

 

في ظل تفعيل تدابير التباعد الاجتماعي والتي ستظل قائمة لبعض الوقت، سيكون العامل الرئيسي هو التباعد. لهذا السبب، من المقرر أن تصبح الوجهات الأكثر طلباً هي المنتجعات بسبب مواقعها الاستثنائية والحصرية، وانخفاض عدد الضيوف فيها وتمتعها بمناطق داخلية وخارجية فسيحة، الأمر الذي يوفر الاشتراطات المثالية للسياحة مع مراعاة ممارسات التباعد الاجتماعي.

أما على مستوى المنطقة، نتوقع أن تنتعش منتجعاتنا في وجهات مثل دبي وشرم الشيخ بشكلٍ جيد. وبالنظر إلى أبعد من ذلك بقليل، يُخطط العديد من المسافرين لقضاء إجازة بمجرد عودة حرية الحركة. وبالنسبة الى الأشخاص الذين يرغبون بالسفر بعيداً، فإن الوجهات مثل سيشيل وجزر المالديف تقدم مزيجاً من الخصوصية والمساحات الواسعة المفعمة بالسكينة، خصوصاً في المنتجعات التي تقدم وحدات خاصة مثل "فورسيزونز برايفت ريتريتس"، وأعتقد بأننا سنرى تفضيلًا أكبر للوجهات البعيدة التي تسمح للأفراد بالاستمتاع بالأنشطة الخارجية والتواصل مع الطبيعة والابتعاد عن المدن المزدحمة.

وستلعب الثقة أيضاً دوراً رئيسياً في اختيار الأفراد وجهاتهم، حيث سيبحثون عن الخيارات التي ستشعرهم بالسلامة والأمان، الأمر الذي سيستفيد منه دول المنطقة. وعلى سبيل المثال، تعتبر دولة الإمارات في صدارة قائمة الدول الأكثر سلامةً وأماناً على مستوى العالم وتشتهر بنظامها الصحي العالمي المستوى. وتكمن أهمية هذه العوامل وإلى جانب الجهود الحكومية المبذولة لمكافحة الوباء، في كونها ستساهم في جعل الإمارات الخيار الأفضل للزيارة والأكثر جاذبية.