لعنة وادي السيليكون: "فيرست ريبابليك بنك" في قبضة الهيئات التنظيمية بكاليفورنيا

لا يزال "كابوس" انهيار بنك وادي السيليكون (SVB) يخيّم على الساحة المالية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ أعلنت إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا اليوم الاثنين أن المنظمين سيطروا على "فيرست ريبابليك بنك" First Republic Bank ثالث بنك ينهار خلال شهرين.

اقرأ ايضاً:

هذا ما فعلته البنوك الأميركية بعد انهيار بنك وادي السيليكون

 ووصل البنك إلى هذه الحال بعد مراحل من التعثر. فالبنك الذي كان قد احتل المرتبة الرابعة عشر في قائمة اكبر البنوك الأميركية في نهاية العام الماضي، انخفضت ودائعه بنسبة 40.8 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، لتصل إلى 104.5 مليارات دولار، عقب مواجهته لموجة سحوبات من الودائع بعد أزمة بنك سيليكون فالي. وحتى 9 آذار/مارس الماضي بلغ حجم ودائع "فيرست ريبابليك بنك" نحو 173.5 مليار دولار، ولكن بعد الإعلان عن أزمة بنك وادي السيليكون في 10 آذار/مارس، شهد First Republic Bank تهافتاً غير مسبوق على سحب الودائع، استمر حتى 16 آذار/مارس عندما حصل البنك على قروض من الاحتياطي الفيدرالي والبنك الفيدرالي لقروض الإسكان، بالإضافة إلى خط ائتمان من "جي بي مورغان"، فيما تلقى دعماً بقيمة 30 مليار دولار أميركي، من مجموعة من 11 بنكاً خاصاً في الولايات المتحدة، بما في ذلك سيتي غروب وويلز فارغو وبنك أوف أميركا وجيه بي مورغان تشيز، حيث استفاد البنك من الخطوات الطارئة التي اتخذها المنظمون الأميركيون التي كانت تهدف إلى إنقاذ القطاع المصرفي من الانهيار.

قد يهمك:

دروس من كريدي سويس: أكبر خسارة عربية في استثمار مصرفي خارجي

لكن كل هذه الإجراءات، لم تسعف First Republic Bank الذي كان في حاجة ربما إلى أكثر الإجراءات الداعمة التي تلقاها، فتراجعت أسهمه بنسبة 97 في المئة، فيما قامت وكالة "فيتش" للتصنيف بخفض التصنيف الائتماني للبنك نظراً لامتلاكه نسبة عالية من الودائع غير المؤمن عليها وقرضها أموالاً أكثر مما كانت لديها في الودائع، وعلى هذا الأساس دخل البنك دائرة الانهيار.

وبالعودة إلى إجراءات إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا فقد عيّنت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع جهة استلام لـ "فيرست ريبابليك بنك"، مشيرة إلى انها قبلت عرضاً من بنك "جي بي مورغان" وغيره لضمان جميع الودائع، بما في ذلك الودائع غير المؤمنة، و"جميع أصول" البنك.

ومنذ الانهيار المفاجئ لبنك وادي السيليكون في آذار/مارس، تركز الاهتمام على "فيرست ريبابليك بنك" باعتباره الحلقة الأضعف في النظام المصرفي الأميركي راهناً.

يمكنك المتابعة:

جي بي مورغان يحذر من "لحظة مينسكي".. ما هي؟

يذكر أن "فيرست ريبابليك بنك" كان أيضاً مقرضاً متخصصاً من نوع ما في كاليفورنيا، حيث ركز البنك على خدمة الأميركيين الأغنياء، وإغرائهم برهون عقارية منخفضة السعر مقابل وضع نقودهم كودائع في البنك.

لكن هذا النموذج تفكك في أعقاب انهيار بنك وادي السيليكون، حيث سحب عملاء First Republic من الودائع أكثر من 100 مليار دولار بحسب ما كشف البنك في تقرير أرباحه في 24 نيسان/أبريل الحالي.

وتأسس First Republic البنك في العام 1985 ولديه مكاتب في 11 ولاية تشمل كاليفورنيا وفلوريدا وماساتشوستس ونيويورك، يقدم البنك والشركات التابعة له الخدمات المصرفية الشخصية والتجارية، والإقراض العقاري، وخدمات إدارة الثروات الخاصة.

وفي العام 2007، استحوذت شركة ميريل لينش على شركة فيرست ريبابليك مقابل 1.8 مليار دولار، والتي استحوذ عليها بنك أوف أميركا لاحقاً.

وفي 2010، باع بنك اوف أميركا هذه المؤسسة البنكية لمجموعة من المستثمرين من القطاع الخاص، في العام نفسه، أصبح البنك مطروحاً للتداول العام مرة أخرى.