دراسة أوروبية: تعادل لقاحي أسترازينيكا وفايزر في خطر تجلط الدم

  • 2021-08-02
  • 06:00

دراسة أوروبية: تعادل لقاحي أسترازينيكا وفايزر في خطر تجلط الدم

بينت دراسة أخيرة قادها باحثون من معهد IDIAP Jordi Gol في برشلونه وبتمويل من الاتحاد الأوروبي تساوي لقاحي فايزر/ بايونتك وأسترازينيكا في خطر الإصابة بتجلط الدم. وقالت الدراسة إن من تلقوا لقاح أسترزينيكا المضاد لكوفيد-19 طوروا تجلطات دموية بمعدل "مماثل" للتجلطات لدى الذين حصلوا على لقاح فايزر/ بايونتك.

وقارن الفريق المكون من باحثين من إسبانيا، والمملكة المتحدة وهولندا بين بيانات 1.3 مليون ملقح ضد كوفيد-19 في كتالونيا، بحثاً عن برهان لتجلط دموي تطور بعد تلقيهم اللقاح. وقالوا إن "هذه الدراسة التي شملت 1.372.213 شخصاً ملقحاً ضد SARS-CoV-2، لاحظت فعالية مماثلة للقاحين". ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين التقطوا كوفيد-19 طوروا تجلطات دموية بمستوى أعلى بكثير من الذين حصلوا على لقاح فايزر/ بايونتك أو أسترازينيكا.

نتائج مماثلة

تأتي نتائج المرحلة الأولية للدراسة بعد فترة مثيرة للتحدي بالنسبة إلى لقاح أسترازينيكا. ففي نيسان/ أبريل الماضي قالت وكالة الأدوية الأوروبية EMA إن "هنالك رابطاً محتملاً" بين اللقاح و"حالات نادرة من تجلطات الدم مع عدد صفائح دموية متدنٍ". الأمر الذي أدى إلى فرض عدد من الدول قيود على استخدام اللقاح.

ووجد فريق الباحثين أن معدلات التجلطات الدموية الوريدية venous thromboembolism (VTE)، وهي خليط بين تجلط الأوردة والانسداد الرئوي vein thrombosis and pulmonary embolism الذي يمكن أن يكون قاتلاً في بعض اأحيان، كانت تقريباً 1.3 مرة أعلى لدى الأشخاص الذي حصلوا على لقاح فايزر أو أسرازينيكا مقارنة بالذين لم يحصلوا على اللقاح. ووجدت أن معدل VTE كان أعلى 8 مرات لدى الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى الفيروس، وأعلى من المتوقع بعد الجرعة الأولى من فايزر/ بايونتك وأسترازينيكا، إنما أدنى من المتوقع بعد الجرعة الثانية من فايزر/ بايونتك بحسب الباحثين.

كذلك، وجد الباحثون أن معدلات حوادث تخثر الدم الشرياني لدى الحاصلين على اللقاحين كانت مماثلة أو أدنى من المتوقع حصوله لدى مجموعة مماثلة لم تحصل على اللقاح. وكانت معدلات الصفائح الدموية أعلى من المتوقع لدى الذين تلقوا الجرعتين الأولى والثانية من فايزر/ بايونتك، ومماثلة للمستويات المتوقعة لدى الحاصلين على لقاح أستازينيكا.

وفي دراسة منفصلة نشرت في لانست أخيراً، وجد باحثو أسترازينيكا أن معدلات اضطراب تجلط الدم النادر لدى الأشخاص الذي تلقوا جرعتي لقاحها كانت مماثلة لدى الأشخاص السليمين الذين لم يحصلوا على اللقاح.

اقرأ أيضا:
هل بات فرض الجرعة الثالثة من اللقاح وشيكاً؟

إيرادات اللقاح

نتائج دراسة مهعد IDIAP Jordi Gol  تزامنت مع إعلان شركة أسترازينيكا عن نتائجها المالية للربع الثاني من العام الحالي، والتي بينت نمو مبيعات لقاحها المضاد لكوفيد-19 بمعدل ثلاثة أضعاف إلى 894 مليون دولار. وتستند المبيعات إلى الكميات المسلّمة من قبل الشركة والمقدّرة بـ 319 مليون جرعة، بسعر تقريبي نحو 3.7 دولار للجرعة الواحدة. وذلك باستثناء الجرعات المسّلمة من قبل شريكها الصناعي الهندي Serum Institute.

كذلك تزامنت إعلان شركة فايزر عن نتائجها المالية للفترة نفسها والتي حققت إيرادات بقيمة 19.0 مليار دولار، بزيادة نسبتها 92 في المئة مقارنة بالربع الأول من العام الحالي. وساهمت فيها لقاحات كوفيد-19 بما قيمته 7.8 مليارات دولار.

وكانت شركة أسترازينيكا ذكرت منذ منحتها السلطات الصحية المحلية ومنظمة الصحة العالمية الترخيص لاستخدام لقاحها المضاد لكوفيد-19 أن هدفها تحصين العالم أجمع ضد كوفيد-19، وتعهدت بعدم تحقيق الأرباح منه خلال الجائحة. وهو ما ذكّر به الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريو بقوله لمحطة بلومبيرغ التلفزيونية أخيراً إن "تركيز الشركة هو على إنتاج لقاحات للدول المتدنية إلى المتوسطة الدخل".

على عكس منافسيها لاسيما شركتا فايزر وموديرنا اللتان تجنيان أرباحاً طائلة من لقاحيهما المستند إلى تكنولوجيا mRNA والمزمع اعتمادها في لقاحات أخرى لأمراض السرطان ونقص المناعة HIV وغيرها.

اقرأ أيضا: لقاح كوفيد-19 يصنع 9 مليارديرات جدد

أسترازينيكا ترفض وفايزر تتوقع

وإذ تأمل شركة أسترازينيكا بحل قضيتها القانونية بشأن تسليم اللقاح مع دول الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر القليلة المقبلة، ذكرت أنها وشريكها الهندي وردا مليار جرعة إلى 170 دولة حتى الآن.

وفي حين توقعت فايزر في نتائجها المالية تحقيق إيرادات بقيمة 33.5 مليار دولار من لقاح كوفيد-19 هذا العام، وهو رقم مرشح للزيادة تبعاً للكميات المنتجة، رفضت أسترازينيكا إعطاء توقعات بهذا الشأن.

وبانتظار حصول شركة أستازينيكا على الترخيص للقاحها المضاد لكوفيد-19 في الولايات المتحدة المتوقع في الشهور القليلة المقبلة بحسب الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريو، فإنها تعول، في سياق منفصل، على استحواذها لشركة أليكسيون الأميركية والذي أنجز في تموز/ يوليو الماضي لتعزيز موقعها في إنتاج الأدوية من خلال دخولها في صناعة الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض النادرة.