فيروس كورونا "يخترق" قطاع التكنولوجيا العالمي

  • 2020-02-09
  • 08:14

فيروس كورونا "يخترق" قطاع التكنولوجيا العالمي

التأثيرات تصل إلى المنطقة.. فأين الدول العربية منها؟

  • إياد ديراني

فيما يواصل فيروس كورونا الانتشار في إقليم هوبي الصيني حاصدا 565 ضحية و28 ألف مصاب، بدأ قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمي يتلقى الضربات الموجعة، خصوصا أن الصين هي مصنع العالم التكنولوجي قبل أن تكون من أكبر أسواق مبيعات شركات التكنولوجيا والاتصالات العالمية. التهديد الأخطر الذي تتعامل معه صناعة تكنولوجيا المعلومات التي يبلغ حجمها بحسب IDC نحو 5.2 ترليون دولار، هو الاضطرابات في "سلاسل توريد" Supply Chain المعدات والأجهزة. الشركات الصينية كما الأجنبية التي تعمل في مجال التكنولوجيا أقفلت كبرى مصانعها في عدد كبير من المدن الصينية، ولم يستند الإقفال إلى قرار ذاتي من الشركات، لأن الحكومة الصينية طلبت من شركات القطاع الخاص تعليق عملياتها بشكل مؤقت، بعد أن علّقت الإنتاج في عدد من المصانع الحكومية، خصوصا التي تعمل فيها أعداد كبيرة من الموظفين خوفا من تفشي الوباء بينهم.

ولن تكون البلدان العربية بمنأى عن هذه المخاطر التي تتهدد سلاسل التوريد سواء في مجال شبكات الاتصالات أو في المنتجات التكنولوجية التي تبدأ عند الهاتف الذكي ولا تنتهي عند "الخوادم" Servers. نهار الثلاثاء في الرابع من شباط/ فبراير علّقت "فوكسكون"Foxconn  التايوانية عمليات مصانعها في مدينة تشنغتشو القريبة نسبيا من مدينة ووهان مركز تفشي وباء كورونا. ويُطلق السكان المحليون إسم "مدينة iPone"، على منطقة عمل الشركة التي يعمل فيها نحو 350 ألف شخص وتُنتج نسبة كبرى من الهواتف الذكية لعدد من أشهر العلامات التجارية العالمية أبرزها iPhone. وتصنع فوكسكون نصف الهواتف التي تبيعها iPhone عالميا، ما يعادل نحو 500 ألف جهاز يوميا في أوقات الذروة.    

توقف المصانع

شركة الألعاب الرقمية "نينتندو" Nintendo اليابانية أعربت عن قلقها من اضطراب عمليات إنتاج أجهزتها الرقمية التي تُصنع في الصين، وقال متحدث بإسمها أن الشركة "لاحظت تأثرا في عملية الإنتاج". وبحسب شركة الأبحاث HIS Markit فإن خمسة مصانع صينية متخصصة في مجال شاشات الـ LCD والـ OLED قد تشهد تباطؤا في عملية الإنتاج بسبب الإجراءات المتخذة لمنع انتشار الوباء بين الموظفين.

فضلا عن ذلك تشكل المصانع الصينية أيضا مصدرا رئيسيا لمعدات شبكات الاتصالات حول العالم، وتتكل أسواق البلدان العربية على هذه المصانع سواء في ترقية شبكاتها أو صيانتها. وبحسب مصدر مطلع، من المُحتمل تزايد انعكاسات أزمة توريد معدات شبكات الاتصالات التي تصنعها الشركات الصينية والأوروبية في الصين إذا طال أمد انتشار الوباء. ومن بين التجهيزات التي ستتأثر بالأزمة المعدات الجديدة المرتبطة بالجيل الخامس من شبكات الاتصالات النقالة. ومع أن التأثيرات الحالية لا زالت محدودة، من المتوقع أن ترتفع حدتها مع ارتفاع حدة الأزمة. والتأثيرات لن تقتصر على معدات شبكات الاتصالات من الجيل الخامس، إذ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا زالت تحتاج إلى قطاع الغيار والمعدات الخاصة بشبكات الاتصالات من الأجيال التي تبدأ عند الجيل الثاني وتصل إلى الجيل الرابع. 

إغلاق المكاتب والمتاجر

كذلك بدأت مجموعة من الشركات العالمية بالحد من سفر موظفيها. فقد أعلنت صانعة أجهزة الكومبيوتر المحمولة "لينوفو" Lenovo الصينية التي تتخذ من بكين مقرا لها، عن بدء تنفيذ خطة يتم بموجبها الحد من الاجتماعات "وجها لوجه" بين الموظفين والعملاء. وطلبت الشركة من عدد كبير من موظفيها البدء بالعمل من المنزل حتى اتضاح مسار تطور انتشار الوباء. أما "اتش بي" HP فقد بدأت بتنفيذ إجراءات الحد من السفر لموظفيها الذي يزورون الصين، فيما علقت "فايسبوك" و"تويتر" من زيارات موظفيها كليا إلى الصين.

"أبل" كانت الأولى بين الشركات العالمية التي تقرر إغلاق مكاتبها ومتاجرها في الصين والحد من سفر موظفيها، فيما أعلنت أنها بدأت بوضع خطط لإدارة الأزمة المتعلقة بتوقف إنتاج الأجهزة الخاصة بها في المصانع الصينية. وقال رئيسها التنفيذي تيم كوك في مؤتمر صحافي أن تمديد السلطات الصينية لعطلة رأس السنة القمرية إلى العاشر من فبراير سيُسبب تأخير افتتاح مورديها لمصانعهم. وقالت الشركة أن لديها بدائل عن المصانع في منطقة ووهان، وهي تدرس خططا لعدم تأثر مبيعاتها من الهواتف الذكية.  

ضربتان لمعرض MWC 

رابطة "جي أس أم آي" GSMA التي تنظم في برشلونة "منتدى النقال العالمي" يوم 24 فبراير الحالي، أعلنت عن إنسحاب شركة LG الكورية وZTE الصينية، فيما أشارت إلى أنها وضعت خططا لنشر فرق طبية في المعرض لمراقبة الزوار وتعزيز عمليات التعقيم. ويزور هذا المعرض سنويا نحو 100 ألف شخص من 200 بلدا، في ظل حضور كبير للشركات الصينية. 

أما "غوغل" فبدأت بإغلاق متاجرها وإيقاف الزيارات إلى الصين. وأصدرت بيانا قالت فيه أنها أغلقت جميع مكاتبها في جميع أنحاء الصين وهونغ كونغ إضافة إلى تايوان بسبب التهديدات الصحية. وطلبت غوغل كما "أمازون" من كل موظفيها العائدين إلى بلدانهم ومن بينها الولايات المتحدة، العمل من منازلهم لمدة لا تقل عن 14 يوما قبل العودة إلى المكتب للتأكد من أنهم لم يحملوا معهم الفيروس وخوفا من نشر الفيروس بين زملائهم. كما أغلقت "تيسلا" مصنعها الجديد في شنغهاي إثر تلقيها طلبا بالاقفال المؤقت من الحكومة الصينية. وشملت عمليات إيقاف الأعمال وإغلاق المكاتب مجموعة كبيرة أخرى من شركات التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وAirbnb وAuber وغيرها.