Watches and Wonders: ساعات محدودة واستثنائية لمواجهة الأزمة

  • 2021-04-14
  • 11:44

Watches and Wonders: ساعات محدودة واستثنائية لمواجهة الأزمة

  • برت دكاش

أُسدلت الستارة مساء أمس على معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva (الصالون العالمي للساعات الرفيعة SIHH سابقاً) بنسخته الافتراضية الثانية.

بين النسخة الأولى التي جاءت سريعة ومتسرّعة فرضها آنذاك الإغلاق الشامل عالمياً لمواجهة تمدّد وباء كورونا، وإلغاء المعرض، وبين النسخة الثانية منه، المدروسة والمنظّمة بعناية بعدما اتخذ القرار بالاستعاضة عن المعرض الواقعي بآخر افتراضي في نهاية صيف العام الماضي بسبب استمرار الجائحة، عاماً كاملاً. عام كان كافياً لاستعداد كل من المنظمين والعارضين له على حدّ سواء للإعلان عن أحدث تصاميم دور الساعات الراقية بعد عام متقلب وأداء ضعيف لصناعة بلغ حجم صادراتها العام الماضي 17 مليار فرنك سويسري من 21.7 مليار العام 2019.

التنظيم

على مستوى التنظيم، تمكّنت مؤسسة الساعات الرفيعة FHH من تأمين منصة متكاملة لعرض أحدث تصاميم أكثر من 35 داراً راقية، بعضها انضم أخيراً إلى المعرض بعد الانسحاب من معرض عالم بازل (الذي أصبح HourUniverse) مثل Rolex وTudor التابعة لها، وChopard، وPatek Philippe، وChanel، والدور التابعة لمجموعة LVMH مثل Bvlgari وHublot وغيرها. كذلك أمّنت للدور لقاءات إعلامية تفاعلية بواسطة تقنية الفيديو قدّمت خلالها مجموعاتها الجديدة من الساعات للعام 2021 مباشرة من مصانع الدور في سويسرا، وذلك ضمن برنامج اشتمل كذلك على جلسات حوار مفتوح وكلمات بثت مباشرة لرؤساء عدد من الدور التنفيذية.

"إصدارات محدودة" أو "إنتاج محدود"؟

على مستوى الدور المشاركة، فقد تمكنت من بث روح إيجابية في المعرض ولو من خلف الشاشات، وذلك من خلال ما قدمته من تصاميم مبتكرة، على مستويي الشكل والحركة. وإذا بدا واضحاً، ولو بشكل غير معلن، تركيز الدور على الابتكار لمواجهة الأزمة والصعوبات التي واجهتها صناعة الساعات عموماً العام 2020، فما ظهر جلياً، هو اقتصار غالبية الإصدارات المطروحة على كميات محدودة، في وقت اختار بعض العلامات اعتماد عبارة "إنتاج محدود" عوضاً عن "إصدار محدود"، كإجراء آخر للتكيّف مع الواقع الجديد الذي فرضه الوباء. لكن رؤساء هذه الدور ومسؤولين فيها، نفوا ذلك، واعتبروا أن الابتكار لطالما كان قيمة أساسية من قيم علاماتهم، والكمية المحدودة إنما هدفها الحفاظ على عنصر "الندرة"، أو "لعدم القدرة على إنتاج كميات كبيرة"، كما قال الرئيس التنفيذي لدار Montblanc نيكولا باريتزكي في حوار خاص مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال".

ساعات استثنائية

كسر بعض الابتكارات هذا العام شبه الجمود المخيم على القطاع منذ عام تقريباً، على مستويي الإصدارات الجديدة والتصاميم الاستثنائية. وعكس بعض هذه التصاميم استمرار اهتمام كبار هواة جمع الساعات باقتناء مثل هذه الساعات الاستثنائية والباهظة. ولعلّ ساعة Reverso Hybris Mechanica Quadryptique من Jaeger-LeCoultre أوضح دليل على ذلك. فهذه الساعة صاحبة الـ11 تعقيداً والمتوفرة بكمية محدودة مؤلفة من 10 ساعات فقط بسعر نحو 1.36 مليون دولار، "بيعت بمعظمها"، وفق ما كشفته الرئيسة التنفيذية للدار كاترين رينييه في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" قبل يوم على انتهاء المعرض، وأكّدت بالموازاة النجاح الكبير الذي تحققه ساعة Reverso Tribute Small Seconds In Green الجديدة في الشرق الأوسط"، رافضة الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت نسخ من ساعة Quadryptique بيعت إلى عملاء في المنطقة.  

إلى ذلك، وبمناسبة مشاركة دار Louis Moinet لأول مرة في معرض جنيف قادمة من عالم بازل، طرحت الدار السويسرية مجموعة فريدة مؤلفة من 8 قطع فقط The 8 Marvel’s of the World جسدت فيها عجائب الدنيا الثماني، بسعر 2.5 مليون فرنك، إلى جانب مجموعة  The Moon Race المؤلفة من أربعة إصدارات مختلفة، كل إصدار منها مؤلف من قطعة واحدة بسعر 1.8 مليون فرنك.

اقرأ أيضاً:
ماذا ينتظرها بعد عام على انتشار كوفيد-19

وكسرت دار Bvlgari بدورها رقماً قياسياً جديداً من خلال تقديمها أرق تقويم تتابعي في العالم ضمن ساعة Octo Finissimo Perpetual، بينما قدّمت دار Hublot أول ساعة مصنوعة بالكامل مع سوارها  من الكريستال الصفيري Big Bang Integral Tourbillon Full Saphhire بسعر 400 ألف فرنك سويسري. وطرحت دار Piaget نسخة جديدة بميناء أخضر من ساعة Altiplano Ultimate Concept بكمية محدودة مكونة من 10 قطع فقط. تبلغ سماكة الساعة 2 ملم، وسماكة زجاجها 0.2 ملم فقط.

وطرحت دار IWC Schaffhausen أول ساعة تحتضن نظام مقاومة الصدمات، تملك الدار براءة اختراعه وهي ساعة Big Pilot Shock Absorver XPL بكمية محدودة مكونة من 30 قطعة تعتزم إنتاج 10 ساعات منها سنوياً لمدة ثلاثة أعوام. وقد احتاج تطوير هذا النظام ثمانية أعوام، وتعتزم الدار تطوير تصاميم جديدة من هذه الساعة وكذلك استخدام هذا النظام في تصاميم ضمن مجموعاتها الأخرى.

الاتجاهات

بالموازاة، عكس بعض تصاميم الدور لهذا العام الاتجاهات الرائجة في صناعة الساعات. فقد برز الصفير كإحدى المواد المستخدمة على نطاق أوسع في الصناعة، وذلك في التصميم الخارجي للساعة كما في الحركة. وتألّق عدد من الإصدارات بموانئه الخضراء مثل ساعة -Nautilus Ref.57111A-1. وبدا جلياً استخدام الأحجار الملونة في عدد من التصاميم النسائية مثل ساعة J12 الأيقونية من Chanel، وساعة Limelight Gala Rainbow من Piaget وساعة Predator S Rainbow من Rebellion، علماً أن الأخيرة قد تصلح للجنسين مثلما ذكرت العلامة، وهذا الاتجاه نحو إلغاء الهوية الجندرية للساعة Genderless برز كذلك هذا العام وذُكر من قبل عدد لا بأس به من المسؤولين داخل الدور. كذلك، شهد هذا العام توسع إطار التعاون مع فنانين عالميين إذ انضمت دور إلى قافلة الدور المتعاونة، تاريخياً مع فنانين عالميين لتقديم ساعات جديدة، أو أعمال أخرى مستقبلية لم تحدّدها.

الاستدامة شعار المستقبل

تكتسب الاستدامة أهمية متزايدة في صناعة الساعات وقد ترجمت في عدد من ساعات الدور هذا العام. فقد كشفت Cartier عن إصدار من مجموعتها Tank هو ساعة SolarBeat Tank Must تحتضن حركة تتم تعبئتها بواسطة الضوء، وإصدار آخر ضمن المجموعة نفسها مع سوار مصنوعة بنسبة 40 في المئة من مادة نباتية، وتحديداً من التفاح.  

وقدمت Panerai ساعة Submersible eLAB-ID التي صممت علبتها، وميناؤها بنمط سندويش وجسور الحركة من الـ "إيكو تيتانيوم"، وهو مركب من التيتانيوم المُعاد تدويره. واستخدمت فيها مادة سوبرلومينوفا المعاد تدويرها بنسبة 100 في المئة على مينائها وعقاربها، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه المادة في صناعة الساعات إلى جانب استخدام السيليكون المعاد تدويره بنسبة 100 في المئة في نابض حركتها.

لا غنى عن المتاجر

تبقى الإشارة إلى الرغبة التي أبداها القيمون على الدور في عودة المعرض إلى عالم الواقع للتفاعل عن قرب مع المعنيين والمهتمين بالقطاع، وفي هذا السياق كشف مدير عام Bvlgari Watches أنطوان بان في حوار مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال" عن البحث جدياً في تنظيم الدورة الثانية من معرض "أيام جنيف للساعات" في أيلول/ سبتمبر المقبل في حال تمت السيطرة على الوباء كما هو متوقع.

وفي الموازاة، وفي ضوء ازدهار حركة التجارة الإلكترونية والبيع أونلاين، أكّد عدد من رؤساء العلامات الذين استطلع "أولاً- الاقتصاد والأعمال" آراءهم الاستمرار في الاستثمار في افتتاح متاجر جديدة على مستويي العالم والشرق الأوسط مثل السعودية وقطر، واعتبروا أن البيع أونلاين ساعد العام الماضي في تحسين المبيعات في ظل إغلاق المتاجر، لكنه جزء، تماماً كما أصبح المتجر، من تجربة تسوّق وتوزيع وبيع شاملة، وشدّدوا على أن لا غنى عن المتجر إذ تبقى الرغبة دائماً في لمس الساعة وتجربتها قبل شرائها.

متى التعافي 

أما السؤال الذي يطرح نفسه في ظل الإنتاج المحدود والإصدارات المحدودة، فهو حول ما إذا كانت ستعود صادرات الساعات، وتحديداً السويسرية التي تعد المرجع عن الصناعة إلى مستويات العام 2019 حيث بلغت قيمتها 21.7 مليار فرنك مقابل 17 ملياراً العام 2020 ومتى؟

الجواب رهن الشهور المقبلة، إذ أعلن عدد من العلامات عن منتجات إضافية لهذا العام ستطرحها تباعاً، وكذلك رهن بتحسن أداء الأسواق خصوصاً في أوروبا التي اعتبر الاتحاد السويسري لصادرات الساعات في تقرير سابق أنها لا تزال العائق أمام تعافي الصادرات، وذلك بعد عودة الصين إلى مستوياتها السابقة وكذلك سوق الولايات المتحدة التي قارب أداؤها في شباط/ فبراير الماضي أداء الفترة نفسها من العام 2020.