"جائزة محمود كحيل" مستمرة برغم كورونا والأزمات

  • 2021-04-13
  • 13:21

"جائزة محمود كحيل" مستمرة برغم كورونا والأزمات

الصوّاف يواجه الأزمات بدعم الثقافة الناقدة

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

في بلد توقّف فيه الكثير من أوجه الحياة المعتادة، أطلّت "مبادرة رادا ومعتز الصوّاف" مجدداً هذا العام لتطُمئنَنا أنّها مستمرّة في دعم المجال الثقافي العربي عبر إبراز أفضل المواهب العربية في مجال الرسم الكاريكاتوري، ومنح الجوائز المالية للفنّانين العرب المتفوّقين في ميادينه وفنونه المختلفة، وتمّ منح الجوائز هذا العام كما في الأعوام السابقة لنخبة من الرسّامين والرسّامات من مختلف البلدان العربية.

"مبادرة رادا ومعتز الصوّاف" لتشجيع ودعم فن "الكاريكاتور" التعبيري تحمل عنوان "جائزة محمود كحيل"، رسام الكاريكاتور اللبناني الذي اكتسب شهرة واسعة في فن الكاريكاتور السياسي والاجتماعي حتى وفاته في العام 2003، إلا أنّها جزء من مؤسسة أوسع أرسى الصوّاف أركانها منذ عقود بهدف ترقية فن الكاريكاتور والرسم التعبيري من مجرّد ملحق بالصحافة السياسية والاجتماعية إلى مستوى الفن التشكيلي، والارتقاء بالتالي بممارسي هذا الفن والاعتراف بإسهامهم الكبير في تشكيل الوعي العربي والثقافة العربية.

وتكاملت منظومة الصوّاف مع السنين من احترافه هو لفن الرسم الكاريكاتوري وتركه لعلامات فارقة في تطوّره إلى إصدار الكتب السنويّة بأفضل نتاج للرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي، وتنظيم المعارض للتعريف بالفنانين وإنتاجهم، وترافق هذا التطوّر المستمر بتحوّل الصوّاف نفسه إلى أكبر جامع لأعمال الكاريكاتور والرسم التعبيري في العالم.



بروفسور لينا غيبه مديرة مبادرة معتز ورادا الصواف في الجامعة الاميركية في بيروت

 

وتمّ تتويح هذه المسيرة في العام 2014 عبر إطلاق الصوّاف وقرينته الديناميكية رادا لـ"جائزة محمود كحيل السنوية" لأفضل أعمال الكاريكاتور في العالم العربي بالتعاون مع "الجامعة الأميركية في بيروت"، واستأثر أول احتفال كبير بالإعلان عن الفائزين وتوزيع الجوائز في العام 2019 باهتمام واسع في لبنان والمنطقة، إلا ان الحفل المثير الذي تحوّل إلى حديث الإعلام والأوساط الثقافية والاجتماعية لم يتم تنظيمه مجدداً في العام 2020 أو في هذا العام نتيجةً لجائحة كورونا ونظام الإغلاق والتباعد الاجتماعي الذي فرضه الوباء. لذلك، تم تنظيم حفل توزيع "جائزة محمود كحيل" افتراضياً هذا العام، وإعداد فيديو أكدت فيه رادا الصوّاف أن المبادرة مستمرة في كل الظروف لأن "الفن هو صلة الوصل التي تجمع وتقرّب المسافات".

وشارك في المنافسة على الجوائز 150 فناناً من 14 بلداً عربياً، وأُعلنت أسماء الفائزين والتي تضمّنت كلاً من موفق قات الذي فاز بـ10 آلاف دولار عن فئة الكاريكاتور السياسي بعد أن كان متنافساً مع كل من برنار حاج ورشاد سماعي، مي كريم التي فازت بـ10 آلاف دولار عن فئة الروايات التصويرية بعد أن كانت متنافسة مع كل من نعمة حنين وحازم كمال، ميغو محمد من مصر الذي فاز بـ5 آلاف دولار عن فئة الشرائط المصوّرة بعد أن كان متنافساً مع كل من غادي غصن وإيليا طويل، عثمان جبرين من فلسطين الذي فاز بـ5 آلاف دولار عن فئة الرسوم التصويرية والتعبيرية بعد أن كان متنافساً مع كل من زينت بن حوالا وعثمان سمّي، ديانا برصلي من سوريا التي فازت بـ5 آلاف دولار عن رسوم كتب الأطفال بعد أن كانت متنافسة مع عمر لافي وديالا زاده، فيما حظي المعهد اللبناني للفنون "ألبا" بجائزة أفضل راعي لرسوم الأطفال التصويرية.

ونظراً الى ظروف التباعد والقيود على التجمّعات، أطلقت رادا ومعتز الصواف هذا العام "المعرض الافتراضي" لـ"جائزة محمود كحيل" حيث يمكن للجمهور دخول قاعة العرض والتمتع بمئات الأعمال في فن الكاريكاتور التي قدّمت للمنافسة هذا العام من 150 فناناً مشاركاً.

يبقى القول إن رادا ومعتز الصواف يقدّمان في الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والعديد من بلدان المنطقة نموذجاً للثبات على الهدف والاستمرارية والثقة بالمستقبل، وخصوصاً الفنانين الشباب الذين يغالبون الإحباط بطاقة الإبداع والنظرة الساخرة والفلسفية لسقطات المجتمعات العربية ومعاناة أجيالها.

وربما يرى معتز الصواف نفسه (وهو الرسام الكاريكاتوري ذو الأسلوب النقدي الخاص) واحداً منهم، فيمد لهم يد العون خصوصاً وأنه رجل الأعمال وصاحب المساهمات الكثيرة في دعم الجامعات المرموقة وإطلاق مؤسسات العون الاجتماعي، وغيرها من المبادرات.

معتز الصواف أحد رجال الأعمال القلائل الذين قرروا التحالف مع الثقافة، حيث وجد في هذا الميدان الصعب قضية تستحق منه بذل الجهد والمال والعناد والصبر مهما عاكسته الظروف الصعبة التي يعيشها العديد من الدول العربية.