"أي بي أم" تطلق مبادرة لمساعدة المتضررين من انفجار بيروت

  • 2021-01-05
  • 12:08

"أي بي أم" تطلق مبادرة لمساعدة المتضررين من انفجار بيروت

هول في حوار مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال": المنصة ستساعد المنظمات الإنسانية على استلام المساعدات وتوزيعها بطرق فعالة

  • رانيا غانم

وسط الأزمة الاجتماعية التي ألحقها انفجار بيروت في الرابع من آب/أغسطس الماضي والخسائر الفادحة التي طالت سكان المدينة في الممتلكات والمباني، كثرت التبرعات والمساعدات من قبل المنظمات غير الحكومية والدول المانحة. وبهدف الوقوف إلى جانب اللبنانيين في أزمتهم الأخيرة وتنظيم عملية التبرعات بطريقة شفافة وفعالة، أطلقت شركة تكنولوجيا المعلومات "أي بي أم" مبادرة Call for Code Spot Challenge Beirut لمواجهة الأزمة الاجتماعية الحاصلة.

وتأتي هذه المبادرة في إطار مسؤولية شركة أي بي أم الاجتماعية وجزء من مبادرة التحدي العالمي Call for Code التي أطلقتها الشركة منذ ثلاث سنوات، بالشراكة مع "David Clark Cause" ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتهدف تلك المبادرة إلى تعزيز بيئة الابتكار وتوظيف التكنولوجيا في خدمة أهداف عدة مثل قضايا التغير المناخي والكوارث الطبيعية وأخيراً التصدي لجائحة "كوفيد 19"، وقد اجتمع أكثر من 300 ألف مطور من حول العالم لإيجاد حلول تقنية مبتكرة وفعالة للتصدي لتلك التحديات.

دعوة لمساعدة بيروت المنكوبة

"بعد الانفجار تواصل عدد كبير من الزملاء والأصدقاء معنا، سائلين عن إمكانية خلق حلول تكنولوجية تساعد الناس المتضررين من الانفجار، ولاسيما أن الشركة والعاملين فيها يملكون القدرات والمهارات التقنية والعلاقات والبنى التحتية التي تخولهم إحداث فرق في هذا الإطار والتحضير لحدث يستمر لأيام عدة لمساعدة اللبنانيين"، تقول نائب رئيس قسم المبيعات الفنية ورئيس قسم التكنولوجيا لشركة "أي بي أم" في الشرق الأوسط وأفريقيا سابين هول في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال". لكن بناء حل مستدام يحتاج، وفق هول، إلى وقت لضرورة فهم أساس المشكلة والعوائق والتحديات الماثلة، لذا "قررنا الاستفادة من مؤسسة "أي بي أم" لإيجاد حل للمشكلة في لبنان"، وطلبت الشركة من عدد من المطورين للمشاركة سوية في فهم المشكلة القائمة وتطوير حلّ فعال ومستدام لها. 
إقرأ:
يد الخليج تمتد بعد الاغاثة لإعادة إعمار "هيروشيما" لبنان

 

الشفافية والحوكمة وقاعدة البيانات

ومن أجل بلوغ هذا الهدف، أجرت "أي بي أم" محادثات طويلة مع المنظمات العالمية غير الربحية والجامعات والجمعيات الخيرية التي تعمل ميدانياً من أجل فهم التحديات الماثلة والمساعدات المتوافرة لتفادي تكرار العمل، وتؤكد هول أنه تمّ العمل على ضرورة توافر ثلاثة محاور في العمل، أولاً الشفافية وإيجاد معلومات حول التبرعات ونوعية المساعدات المقدمة من قبل المنظمات العالمية والمحلية وكيفية توزيعها من قبل تلك الجمعيات. المحور الثاني الذي تمّ العمل عليه هو تجميع المعلومات والبيانات من جهات مختلفة ولاسيما أن جهداً كبيراً قد تمّ في هذا الإطار من قبل المنظمات غير الربحية والمتابعة معهم من جهة ثانية لمعرفة المتطلبات والحاجات ونوعية المساعدات المطلوبة. أما المحور الثالث الذي يتم العمل عليه هو الحوكمة وتطوير حلول تقنية من شأنها أن تخفف من دورة العمل والوقت المطلوب بنسبة كبيرة، فالعملية التي تحتاج إلى ساعات يمكن إنجازها في غضون عشر دقائق، وبالتالي تقديم مساعدة لعدد أكبر من الأشخاص خلال فترة وجيزة. وتضيف: "إن هدفنا في نهاية المطاف بناء منصة من شأنها مساعدة المنظمات العالمية والجمعيات غير الربحية على تقديم الدعم للعائلات المحتاجة بطريقة فعالة"، لافتة النظر إلى أنه تم العمل على هكذا منصات في بلدان عدة مثل مصر وغيرها.

 

 هول: هدفنا بناء منصة من شأنها مساعدة المنظمات العالمية

والجمعيات غير الربحية على تقديم الدعم للعائلات المحتاجة بطريقة فعالة

 

إيصال المساعدات للأكثر حاجة

وقد تعاونت "أي بي أم" مع المنظمات الإنسانية من أجل توفير قاعدة البيانات المطلوبة للإنطلاق بتلك المبادرة. وتؤكد هول أهمية التعاون مع تلك المنظمات، لأنها كشركة لا تدير العمليات الميدانية إنما دورها يقتصر فقط على تقديم المنصة التي تساعد المنظمات غير الربحية على تحقيق الهدف المنشود. وقد تواصلت "أي بي أم" مع المنظمات العالمية والمحلية وأجرت الكثير من المحادثات معها من أجل بناء منصة ملائمة قادرة على تقديم حلّ يساعد المنظمات على إيصال المساعدة المطلوبة للشخص المطلوب. وتقول: "لقد كانت المحادثات إيجابية وقد استفدنا من خبراتهم ورؤيتهم، وهذا سيمكننا من بناء منصة فعالة للتبرع"، مضيفة أن التعاون مع فريق من الخبراء والمستشارين والمطورين سيسمح بفهم المتطلبات والحاجات وتقديم حل يفي بالغرض المطلوب. وتلفت هول النظر إلى أن "أي بي أم" تبحث عن شريك من المنظمات الإنسانية في لبنان يهتم بإدارة المنصة بطريقة ناجحة بحيث يكون محط ثقة لهم للتبرع وبالتالي إيصال المساعدة للشخص المطلوب. وتتابع: "نحن سنقدم المنصة المناسبة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية ستقوم بإدارة المنصة"، مشيرة إلى أن "أي بي أم" بلغت مراحل متقدمة في البحث عن شريك من المنظمات الإنسانية، وسيتم الإعلان عنه قريباً.

إقرأ أيضاً:
ساعات لبنانية حاسمة بين انقاذ ممكن وبلاء داهم

"الوصل كونيكت"

عندما بدأت "أي بي أم" بالعمل لتطوير منصة تكون حلاً للتبرع ولمساعدة اللبنانيين، قررت العمل بالأصول المتوافرة لديها وبرمز موجود على أن يتم تطويره وتحسينه وفقاً لمتطلبات السوق الجديدة. لذا، تمّ العمل على "الوصل كونيكت" وطلب من المطورين العمل على تحسين هذه المنصة، وتشير هول إلى أن العمل عليها بلغ مرحلة متقدمة حيث سيتم وصل المنصة بالرمز الجديد لبيروت. والجدير بالذكر أن "الوصل كونيكت" هي مبادرة من مؤسسة "أي بي أم" وهي منظمة غير ربحية تعمل منذ أكثر من عشر سنوات، وسيتطوع العاملون في شركة "أي بي أم" لفترة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة للعمل على تلك المبادرة. وتقول هول: "سنعمل حالياً على ربط فريق من الخبراء بالرمز الجديد للعمل مع شركائنا من المنظمات الإنسانية لتحديد المطلوب ولقياس مدى فعالية البرنامج بهدف استخدامه لتسيير العمل".

وعن توقعاتهم عن نجاح تلك الحملة، فتشير هول إلى أنه من الصعوبة بمكان تحديد نسبة الناس التي ستستفيد من تلك المبادرة، إذ إن هذا يعتمد على الشركاء وقدرتهم على استقطاب المنظمات غير الربحية للتسجيل، مؤكدة أن نجاح المبادرة يعود بنسبة كبيرة إلى الشركاء الذين سيديرون المنصة. وبرأي هول إن "أي بي أم" تبني منصة وحل مستدام من شأنه أن يساعد المنظمات الإنسانية على استلام المساعدات وتوزيعها بطرق فعالة وذلك باستخدام الحوسبة وقاعدة بيانات كبيرة، وتضيف: "يأتي في طليعة القيم التي تعمل عليها "أي بي أم" التطوع لتقديم المساعدة الإنسانية، وهذا هو المكان الأمثل الذي يمكن أن نقدم المساعدة فيه لأن لدينا الموارد والمهارات التقنية التي تخولنا العمل من أجل عالم أفضل".

تخلص هول إلى القول بأن "أي بي أم" قطعت شوطاً كبيراً في هذه المبادرة وهي في طور الانتهاء من الرمز وتضيف: "نتوقع في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة أن نكون قد وصلنا إلى نتائج جيدة وبدأنا العمليات، لكن الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد قد تكون سبباً للتأخير".