ساعات لبنانية حاسمة بين انقاذ ممكن وبلاء داهم

  • 2020-10-13
  • 15:42

ساعات لبنانية حاسمة بين انقاذ ممكن وبلاء داهم

  • علي زين الدين

​  

تسود حال الترقب الشديد في الأوساط كافة في لبنان، مقرونة برصد حثيث لأي تحرك أو تصريح من مراكز القرار، وربما يكون الأسبوع الحالي الأعلى حساسية في سنة "الشؤم" التي تكللت بفاجعة انفجار بيروت في 4 آب/ أغسطس الماضي، وشهدت حزمات من الانهيارات الشاملة، مخلفة تداعيات وتحللاً في أداء الدولة ومؤسساتها، لدرجة إطلاق الانذار الفرنسي بإمكانية "زوال" لبنان.

ويفسر هذا الحذر محدودية تفاعل الأسواق المالية في بيروت مع المستجدات التي طرأت على الملف الحكومي. فلا انسياق خلف "وهم" تيسير الأمور وفق ما ينشد الرئيس سعد الحريري الذي رشح نفسه لمهمة التكليف بعد تمنع قاربت فترته السنة، ولا "إغفال" لإمكانية وجود "إيحاءات" خارجية وازنة حفّزت المبادرة وإعادة تحريك المياه السياسية الراكدة.

 

قد يهمك:
زمن القوارب يعود من جديد إلى لبنان تحت أعين البنك الدولي

 

وفي ما خلا ارتداد سعر الدولار في التعاملات الموازية من عتبة 9000 إلى مستويات قاربت 8250 ليرة مطلع هذا الاسبوع، أمكن رصد حذر شديد في تقييم المواقف ومآلاتها في اوساط الخبراء والمستثمرين، وهو ما عكسه أداء الأسهم في بورصة بيروت من جهة، واستقرار أسعار سندات الدين الدولية "اليوروبوندز" على محدودية التداول وضيق هوامش التسعير قريباً من أدنى مستوياتها على الإطلاق.

ولا يشكل تواصل الطلب على أسهم شركة سوليدير دليلاً كافياً لتبدل طارىء في حركة البورصة، إلا بقدر ضئيل، إذ إن استبدال مدخرات محبوسة بالدولار بأسهم حافظة لقيمة أعلى من تصريفها بالليرة على سعر منصة البنك المركزي، يبقى هو المحفز الأقوى لهذا الطلب الذي قاد السعر إلى عتبة 16 دولاراً، والذي عزّز صمود القيمة الرأسمالية المجمعة للبورصة قريباً من مستوى 6.5 مليارات دولار، وأنقذها من انهيار دراماتيكي غير مسبوق تبعاً للتراجعات الحادة في أسعار أسهم البنوك وإلى جانبها الأسهم القليلة المتداولة.

 

 

للمزيد حول أوضاع اللبنانيين:
في ظل الأزمتين السياسية والاقتصادية.. صحة اللبنانيين إلى "جهنّم"!

 

 

ويمثل تردد الأسواق رسالة مرمزة الى أهل الحل والربط . فالتحسن المتوخى يمكن أن يتدحرج ايجابياً بشكل سريع وشامل في حال وضع التحركات المستجدة على مسار تكليف وتأليف مدعم بتوافق داخلي عريض يكفل إنعاش المبادرة الفرنسية المتعثرة. وليس سراً أن أي تقدم سيكشف معه مدى التماهي الإقليمي والدولي لتصويب تموضع لبنان على "المنحنى" الانقاذي بعد ان بلغ حافة التحول من أزمات الانهيارات إلى حصاد نتائجها المدمرة مالياً ونقدياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً، وهي وقود أكثر من وافية لدفع الاستقرار الداخلي الهش إلى الخطوط الحمراء وما بعدها..

وفي التقديرات والقراءات، ما من فصل في تزامن الملف الحكومي مع انطلاق ملف ترسيم الحدود مع " اسرائيل ". ففي الملفين تداخل بائن لمراكز القوى الاقليمية والدولية، وعبر مسارهما ستنجلي طبيعة المتغيرات التي ستتحكم بأوضاع لبنان وتتضح بالتالي معالم سلوك أحد خيارين لا ثالث لهما، فإما بلوغ مرحلة الهبوط الحرّ والصاعق للنقد وللفقر وما يستتبعهما من أوجاع للناس وللاقتصاد معززة برفع غير طوعي للدعم الموجه للسلع الاستراتيجية والأساسية والغذائية، وإما تحديد مركز القعر وبدء مرحلة الصعود التي ستشهد تلقائياً فتح أبواب صندوق النقد الدولي وتسريع عقد مؤتمرات إغاثية وإنقاذية انفاذاً لوعود التزمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

 

 

عن مرفأ بيروت بعد الانفجار:
مرفأ بيروت: الروتين الإداري على حاله برغم الانفجار!

 

 

أيام حاسمة، بل هي ساعات بين محطات ستكشف حكماً مستور "المشهد" الجديد عبر مواقف وتسريبات أصحاب القرار. فإن طابق " فول " الحريري "المكيول" الشهير للرئيس نبيه بري بصفتيه السياسية والتشريعية، يؤمل أن ينطلق القطار الحكومي بعربات مجددة وبتقنيات فرنسية ودولية متحكمة وستتغير معه خريطة الطريق بكل معالمها، وبما يشمل مفاوضات الترسيم، وإن كانت طبخة "البحص" هواية مستحكمة بأمزجة سياسيي البلد، فلن يبقى سوى الدعاء ليس لرد البلاء المحتم إنما اللطف في أذيته بالناس وما بقي من قوتهم ..