رئيس "هواوي" في المنطقة: "تسييس" التكنولوجيا يخنق حرية الأعمال

  • 2020-11-26
  • 10:21

رئيس "هواوي" في المنطقة: "تسييس" التكنولوجيا يخنق حرية الأعمال

تواجه هواوي تحديات متزايدة نتيجة تقدمها في عالم التكنولوجيا

  • إياد ديراني

يخوض مارد قطاع الاتصالات الصيني والمورّد الأكبر عالمياً لمنتجات وحلول شبكات الاتصالات هواوي مرحلة تحديات عصيبة فرضتها الضغوطات الهائلة التي تمارسها الإدارة الأميركية، خصوصاً بعد أن شقّت الشركة طريقها إلى موقع الريادة العالمية وفرضت تواجدها في العديد من ميادين التكنولوجيا وفي مقدمها تقنية الجيل الخامس لشبكات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

"أولا-الاقتصاد والأعمال" التقت رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط شارلز يانغ وسألته عن هذه القضايا، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها ومجريات تسيير أعمالها وما يميّزها على المستوى العالمي عموماَ وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاَ. 

يستهل يانغ اللقاء بتقديم بعض الحقائق والأرقام عن عمل هواوي في مجال شبكات الاتصالات وخصوصاً نشر الجيل الجديد من شبكات الجيل الخامس على مستوى العالم وفي منطقة الشرق الأوسط. ويقول: «على المستوى العالمي تعاونت هواوي مع شركات الاتصالات على مدار الأعوام الثلاثين الماضية وعملت على إنشاء أكثر من 1500 شبكة اتصالات في  العالم، ووفّرت خدمات الشبكات إلى أكثر من ثلاثة مليارات شخص في أكثر من 170 بلداً ومنطقة. وفي حلول حزيران/يونيو 2020، قدّمت هواوي أكثر من 28.300 مساهمة إلى "مشروع شراكة الجيل الثالث"، حيث تمت الموافقة على 6.695 مساهمة ما يجعل من الشركة أكبر مساهم في القطاع التكنولوجي منذ العام 2015، كما سجلت هواوي أكبر عدد من براءات اختراع الجيل الخامس والمسجّلة في بلدان مختلفة، كما استثمرت الشركة أكثر من 5.5 مليارات دولار في أبحاث الجيل الخامس في الفترة ما بين العامين 2009 و2020 وأنشأت تسعة مراكز لمعايير الجيل الخامس والعديد من مراكز الأبحاث حول العالم، ولديها أكثر من 500 خبير يعملون مع أكثر من 100 منظمة للمعايير والمقاييس.

 

ضغوط الولايات المتحدة

 

ويضيف متحدثاً عن موقف الولايات المتحدة من هواوي، وخصوصاً نشر شبكات الجيل الخامس والضغوط التي تتعرض لها دول أوروبية لحثّها على عدم التعامل مع هواوي وردة فعل دول المنطقة: لطالما قلنا بأنه لا ينبغي أن يتم التعامل مع القضايا التجارية والتكنولوجية إنطلاقاً من المواقف السياسية لأن ذلك سيضرّ بحرية الأنشطة والأعمال التجارية، وسيؤدي الى خلل في سلسلة التوريد العالمية وتعقيد المشكلات بدلاً من العمل على حلّها وفق منطق علمي وبناء على حقائق ودلائل تتم مناقشتها بشكل منفتح يحترم كافة الآراء ووجهات النظر. وعلى الرغم من ذلك، ما زلنا نحظى بدعم العديد من الدول الأوروبية نظراً الى ثقتهم بـ هواوي وتقنياتها الحديثة والأهم من ذلك الشفافية التي تتمتع بها أعمالنا. وبذلت هواوي جهوداً كبيرة لطمأنة المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، حيث افتتحت مختبراً للأمن السيبراني في بروكسل ومركزاً آخر في مدينة بون في ألمانيا، وساهمنا في تمويل مركز بريطاني للإختبارات وهو مركز هواوي لتقييم الأمن السيبراني الذي تم افتتاحه في العام 2010. وتدرك شركات الاتصالات مثل فودافون ودويتشه تليكوم حجم الإسهامات الكبيرة التي توفرها هواوي للأسواق الأوروبية.

ويضيف: "أما في الشرق الأوسط، فنحن ممتنون لنهج الإنفتاح والتعاون المشترك الذي ترعاه حكومات دول المنطقة والذي بسببه لم نواجه أية مشاكل جدية من هذا القبيل، ونحن سعداء بثقة عملائنا ونحظى بدعم الحكومات وشركات الاتصالات في المنطقة، وأنا راضٍ وسعيد بطبيعة العلاقات التي تربطنا بدول الشرق الأوسط والمبنية على الانفتاح والشفافية وبناء جسور التعاون والعمل المشترك، وقد ساهمت ثقة عملائنا في تعزيز المزيد من العلاقات التي عملنا من جانبنا على توطيدها من خلال التركيز على حماية الأمن السيبراني على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، كما حصل العديد من منتجاتنا من الجيل الخامس على شهادات معتمدة في الأمان من أطراف خارجية عالمية المستوى، فأصبحت هواوي بذلك أول شركة تحصل منتجاتها من الجيل الخامس على شهادة CC EAL4+".

 

تطورات الشرق الأوسط

 

أما عن منطقة الشرق الأوسط، فيقول يانغ إن الشركة ترتبط بشراكات طويلة الأمد مع أهم مزودي شبكات الاتصالات والجيل الخامس تحديداً، وهي تدير أعمالها من خلال مجموعة أعمال هواوي كارير لشبكات الاتصالات ومجموعة أعمال هواوي كونسيومر لأجهزة المستهلك ومجموعة أعمال هواوي إنتربرايز لقطاع المشاريع والمؤسسات. ويضيف: "نحن نعمل يداً بيد مع مختلف الجهات المعنية في المنطقة لتوفير أفضل الخدمات للعملاء في المنازل وقطاع الأعمال ولتقديم التقنيات المناسبة ومواكبة احتياجات الفترة الحالية المتعلقة بجائحة كورونا لإستمرار مختلف النشاطات الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز مسارات التنمية والإنتعاش الاقتصادي ضمن مختلف القطاعات والصناعات. ويسعدنا أن نرى دول مجلس التعاون الخليجي في مقدم الدول على المستوى العالمي التي تبنّت شبكات الجيل الخامس وأطلقتها تجارياً. ووفق دراسة أجرتها شركة Opensignal تبيّن أن المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، هي واحدة من الدول الرائدة على المستوى العالمي في تحسين تجربة الهاتف النقال من خلال الاعتماد على شبكات الجيل الخامس، كذلك تمّ تصنيف الكويت كواحدة من بين أفضل عشر دول في العالم من حيث تحسين تجربة الاتصالات، ولا ننسى بالتأكيد تجربة الإمارات الرائدة في مجال تعزيز البنية التحتية للاتصالات والإرتقاء بالابتكار والاستفادة من دور التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في تحقيق الأهداف التنموية. 

 

فلسفة العمل

 

وعن أسباب تفضيل شركات الاتصالات المملوكة بمعظمها من حكومات المنطقة لشركة هواوي، يقول يانغ: «بفضل استثماراتنا في البحث والتطوير على المدى الطويل، تمكّنا من تحقيق مكانة رائدة في مختلف المجالات التقنية وفي مقدمها أبرز التقنيات المتقدمة والمتمثلة بشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتعامل مع البيانات الضخمة، وقد جعلتنا التحديات أكثر إصراراً وتصميماً على التطوّر في مجال الابتكار والتركيز على تلبية متطلبات عملائنا وتحقيق قيمة كبرى لأعمالهم، ونحن نسعى بكامل ثقلنا للتواصل المستمر مع عملائنا والبحث عن الابتكارات التي تلبي متطلباتهم وتواكب احتياجاتهم ومن ثم تصميم الحلول المناسبة لهم. اليوم، «هواوي» هي المزود الوحيد لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة والتي تتضمن المحطات الرئيسية والشبكات والحوسبة السحابية والأجهزة، وبفضل الأبحاث التي نلتزم بها كأولوية قصوى لنجاح أعمالنا ونستمر بالاستثمار بها على المدى الطويل، تمكّنت هواوي حتى اليوم من مواصلة توفير خدماتها لشركات الاتصالات والمساهمة في تعزيز كفاءة الأعمال وخفض التكاليف من خلال حلول الجيل الخامس». 

ويضيف يانغ: لا تلتزم هواوي بتوفير شبكات شاملة فحسب، وإنما تحرص على تحقيق قيمة كبرى للعملاء من خلال التركيز على ابتكار أحدث التقنيات وتقديم إسهامات مهمة للهيئات الحكومية والشركات للحدّ من تكاليف التكنولوجيا وتعزيز كفاءتها ودورها الحيوي بما يتناسب مع طبيعة الخطط والاستراتيجيات والرؤى الوطنية في كل بلد. على سبيل المثال، تزايد الاعتماد على خدمات الشبكات أثناء فترة تفشي جائحة كورونا، وكان لا بد من العمل في مجال الشبكات من منظور جديد، إذ توفر شبكات الجيل الخامس تجربة مستخدم مميزة وسرعة في نقل البيانات وتلبية متكاملة لمتطلبات هذه المرحلة للمساهمة في استمرار توفير الخدمات المناسبة للمستخدمين مثل التعليم عن بعد وعقد المؤتمرات عن بعد والخدمات الترفيهية أثناء فترة تفشي الجائحة. ومنذ العام 2019، توفر هواوي لعملائها شبكات الجيل الخامس لاستبدال حلول المايكرويف، حيث تتميز حلول الجيل الخامس الجديدة بسرعتها وملاءمتها لمتطلبات المستخدمين، كما تسهم في تخفيض التكاليف بنسبة تصل إلى 20 في المئة مقارنة بالحلول التقليدية. وأثناء فترة تفشي الجائحة، وفرت خطوط الجيل الخامس خدمات كبيرة للمجتمعات بفضل كفاءتها العالية. ففي دولة الكويت - على سبيل المثال - إعتمدت بعض البنوك على خطوط الجيل الخامس المؤجرة لنشر أجهزة الصرّاف الآلي التي يمكن نقلها. 

ويختم يانغ قائلاً: "من أهم ما يميز أعمالنا «برنامج شراكة النظام الإيكولوجي» الذي أطلقناه في الشرق الأوسط العام 2018 واستثماراتنا في مجال تطوير الحلول والتطبيقات لتوفير خدمات الجيل الخامس في دول المنطقة، كما نوفر لشركائنا مختبرات الجيل الخامس المفتوحة من هواوي لتجربة أحدث ابتكارات الجيل الخامس بهدف تطوير خدمات وحلول جديدة. ولم تقتصر إسهامات البرنامج على جذب أكثر من شريك عالمي من مختلف القطاعات إلى الشرق الأوسط فحسب، بل وفرت المزيد من حالات الاستخدام على الصعيد المحلي بالتعاون مع أكثر من 90 شريكاً إقليمياً. وتواصل هواوي العمل على تطوير ابتكارات تخدم المزيد من حالات استخدام الجيل الخامس الملائمة والمجدية مثل شبكات الجيل الخامس المخصصة لمقرات العمل وأنظمة كاميرات المراقبة اللاسلكية والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة (الدرونز) وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز وغيرها، كل ذلك يتم بالاستفادة من إقتران تقنية الجيل الخامس بتقنيات ثورية أخرى كالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. من جانب آخر، تركز هواوي على محور مهم يعتبر أولوية لدول منطقة الشرق الأوسط وهو رعاية المواهب التقنية، ونحرص على وضع كافة امكاناتنا وخبراتنا في خدمة هدف تنمية مهارات الشباب التقنية وصقل مواهبهم والإرتقاء بخبراتهم".