إريكسون: 80 مليون اشتراك بالجيل الخامس العام 2025

  • 2020-11-19
  • 14:42

إريكسون: 80 مليون اشتراك بالجيل الخامس العام 2025

  • إياد ديراني

على الرغم من الأهمية الاستثنائية التي يتمتع بها الجيل الخامس من شبكات الاتصالات النقالة على المستوى التقني، إلا أنه في النهاية وسيلة لتطوير الأعمال وتحسين الخدمات الحكومية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا هو بيت القصيد في هذا الجيل وفي غيره من أجيال شبكات الاتصالات النقالة.

إريكسون التي حجزت موقعها العالمي مُبكراً على خريطة كبار مصنّعي شبكات الجيل الخامس، تواصل تقديم حلولها على هذا الصعيد وهي واثقة من أن تطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال سيؤدي إلى إحداث ثورة تكنولوجية عابرة للقطاعات الاقتصادية، وصولاً إلى مجالات تشمل حتى الزراعة.

"أولا-الاقتصاد والأعمال" التقى نائب الرئيس ورئيس إريكسون لمنطقة بلاد الشام ورئيس وحدة العملاء العالمية لمجموعة Ooredoo كيفن ميرفي، وسأله عن دور الشركة في منطقة بلاد الشام، والإمكانات التي تقدمها شبكات الجيل الخامس واستخداماتها التجارية ومستقبل قطاع الاتصالات في مرحلة ما بعد كوفيد – 19.

يقول ميرفي إن انطلاق عمليات النشر التجارية لشبكات الجيل الخامس في المنطقة بدأ في العام 2019، وتجاوز عدد الاشتراكات بتقنية الجيل الخامس حاجز الـ 500 ألف اشتراك ولاسيّما في دول الخليج، وذلك بحسب الإصدار الأخير من تقرير إريكسون للاتصالات المتنقلة، ومن المتوقع أن يصل عدد الاشتراكات بتقنية الجيل الخامس إلى 80 مليون اشتراك في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حلول العام 2025، وهو ما يمثل نحو 10 في المئة من إجمالي اشتراكات الهاتف المحمول في المنطقة، وأنه في الوقت الذي تُسارع فيه بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا إلى تبنّي خدمات الجيل الخامس التجارية، حققت إريكسون إنجازات مهمة مع كبار مزودي خدمات الاتصال في المنطقة لتحويل عصر الجيل الخامس إلى واقع ملموس. 

 

اريكسون في بلاد الشام 

 

ويضيف ميرفي: "وقّعنا 114 عقداً حتى الآن في مجال تقنية الجيل الخامس مع مشغلي خدمات اتصال متميزين، من بينها 66 عقداً مُنجزاً وباتت الشبكات المتعلقة بها جاهزة للإستخدام. وكانت إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا أعلنت عن توقيع عشر اتفاقات تجارية لشبكات الجيل الخامس مع مشغلين كبار في المنطقة من بينهم اتصالات الإماراتية، وOoredoo قطر، وشركة الاتصالات السعودية، وزين البحرين، وبتلكو البحرين، وعمانتل في سلطنة عُمان، وموبايلي السعودية، وفودافون عُمان، وتيلما مدغشقر وMTN جنوب أفريقيا. وبكل تأكيد سنشهد خلال السنوات المقبلة تزايد وتيرة نشر شبكات الجيل الخامس في جميع أنحاء المنطقة. وبينما يشهد معدل نمو عدد الاشتراكات بتقنية الجيل الخامس تباطؤاً في بعض الأسواق نتيجة استمرار تفشي جائحة كوفيد – 19، إلا أن الاشتراكات في الأسواق الأخرى حول العالم تشهد تسارعاً، مما دفعنا إلى رفع توقعاتنا في ما يتعلق بإشتراكات الجيل الخامس حول العالم في حلول نهاية العام 2020".

وحول تبنّي الحلول التكنولوجية في بلاد الشام، يقول ميرفي: "في الحقيقة نرى إمكانات حقيقية للنمو في منطقة بلاد الشام عندما يتعلق الأمر بتبني التكنولوجيا، ومن خلال إطلاق الحلول التي تتيح توسيع نطاق تغطية النطاق العريض المتنقل لمليارات الأشخاص، تساعد إريكسون بشكل فعّال في الإرتقاء بجودة حياة الناس والمجتمعات وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة لهم عبر قطاعات مختلفة مثل قطاع الخدمات المالية فضلاً عن تمكين الأفراد من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحكومية وغيرها". ويضيف: "وفقاً لأحدث تقارير إريكسون حول الاتصالات المتنقلة، واستناداً إلى نمو حركة بيانات الهاتف المحمول، من المتوقع أن يصل متوسط استهلاك البيانات لكل هاتف ذكي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 23 جيغابايت شهرياً العام 2025 ومن المتوقع أن يستفيد 77 في المئة من اشتراكات الهاتف المحمول من خدمات تقنية النطاق العريض المتنقل، وهذا يعني أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة واحدة من أعلى معدلات النمو العالمية، ما سيؤدي تالياً إلى زيادة إجمالي حركة بيانات الهاتف المحمول بنحو تسع مرات تقريباً ما بين العامين 2019 و2025".

 

إمكانات هائلة

 

وعن الإمكانات التي أتاحتها شبكات الجيل الخامس لبلدان المنطقة خلال أزمة كوفيد 19، يقول: "أثرت الجائحة بشكل مباشر أو غير مباشر على معظم السكان والمجتمعات حول العالم، وأدت إجراءات التباعد الاجتماعي وبقاء ملايين الناس في منازلهم إلى فرض ضغوط كبيرة على البنية التحتية والأنظمة التي تدعم خدمات الرعاية الصحية والتعليم والأعمال في مختلف القطاعات. وتُعدّ قدرات الاتصال اليوم ركيزة أساسية لضمان استمرارية الأعمال والخدمات، وقد تمكنت شبكات الاتصال من التكيف مع التحديات التي فرضتها الجائحة". ويضيف: "نظراً الى تطور شبكات وخدمات الاتصال في الجيلين الثالث والرابع وصولاً إلى شبكات الجيل الخامس، يوفر القطاع لمشغلي ومقدمي خدمات الاتصالات فرصاً جديدة للإيرادات من قطاعات مختلفة. وتُعد حالات استخدام تقنيتي الجيل الخامس وإنترنت الأشياء عوامل تمكين مهمة للغاية لدعم حلول الواقع المعزّز والواقع الافتراضي والشبكات الخاصة والأتمتة والروبوتات والأجهزة المتصلة بتقنية إنترنت الأشياء. وستُحدِث شبكات الجيل الخامس ثورة في خمسة قطاعات رئيسية تشمل الإعلام والتصنيع والرعاية الصحية والاتصالات وقطاع البنية التحتية والنقل.

وبفضل تقنية الجيل الخامس، سيستمتع كل مستخدم للهاتف المحمول بتجارب عالية الجودة ضمن خدمات النطاق العريض من حيث إمكانات التحميل والتنزيل، وستسهم تقنية الجيل الخامس أيضاً في تعزيز الترابط والاتصال بين المستشعرات المُدمجة في الطرق والسكك الحديد والمطارات والمركبات، كما ستعمل هذه التقنية أيضاً على توفير تجارب جديدة وفريدة من نوعها للعملاء لتمكينهم من الإستمتاع بالفعاليات والأحداث الرياضية العالمية، وستشهد عمليات الأتمتة والتحكم الآلي زيادة في سرعتها ونطاقها، كما إنها ستعزز كفاءة أجهزة الإنذار المنزلية وستسرّع نمو قطاع السيارات الذاتية القيادة أيضاً.

وتشمل الفوائد التي تقدمها تقنية الجيل الخامس أيضاً تحسين عمل الأجهزة المتصلة بتقنية إنترنت الأشياء بما في ذلك عدادات الكهرباء والغاز والمياه وكذلك الثلاجات والغسالات، ويمكن لمستخدمي الهواتف الذكية أيضاً توقع المزيد من التحسينات لتطبيقات الواقعين الافتراضي والمعزّز.

 

أبرز استخدامات الـ 5G 

 

ويختم ميرفي، فيتناول أبرز حالات استخدام الجيل الخامس، ويقول: "ستُسهم ميزات الجيل الخامس كالسرعات الفائقة ومستويات الأمان العالية وزمن الوصول المنخفض بتعزيز مشاريع المدن الذكية وتحقيق التحوّل الرقمي في القطاع الزراعي ضمن بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، وستسهم الثورة الزراعية الرابعة 4.0 (Agriculture 4.0) بشكل خاص في إحداث تحول إيجابي على مستوى الطلب وعلى مستوى سلسلة القيمة والعرض في معادلة ندرة الغذاء، وذلك بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتلبية الاحتياجات الحقيقية للمستهلكين. في الامارات مثلاً، يُستخدم نظام التحكم الإشرافي وتحصيل البيانات SCADA لدعم القطاع الزراعي من خلال جمع البيانات المحدثة في الوقت الفعلي من محطات الطقس مع بيانات من مستشعرات رطوبة التربة والملوحة. أما ايكيا وديفيد تشانغ وحكومة دبي فيستثمرون نحو 40 مليون دولار في مجال الزراعة العمودية، وتعمل دول عربية أخرى أيضاً على تركيز جهودها لتوسيع الزراعة العمودية. ونظراً الى كون منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أكبر مركز في العالم لاستخراج المعادن (ألماس وفوسفات وذهب) والنفط والغاز الطبيعي، فمن المنطقي أن تعمد هذه القطاعات إلى تسخير إمكانات تقنية الجيل الخامس لتوفير الاتصال بين أجهزة إنترنت الأشياء التي تعتمد عليها في عملياتها". ويضيف: "مثال آخر هو مشروع التشجير الخاص بنا الذي يعتمد على التقنيات المتصلة مثل أجهزة الاستشعار التي تعمل بالطاقة الشمسية وتقنيات التصوير في الوقت الفعلي، لجمع البيانات المهمة وتقديمها إلى المجتمعات المحلية، وقد تمّ إطلاق مشروع «أشجار المنغروف المتصلة» في العام 2017، وهو يوفر منصة للتحقق من ظروف المياه والتربة والرطوبة ومراقبة الموقع عن بُعد، كما نفّذت إريكسون بنجاح مشروعاً زراعياً ذكياً في تركيا. وتوفر تقنية إنترنت الأشياء في مجال الزراعة مستوى أعلى من الإنتاجية للشركات العاملة في القطاع، فضلاً عن مساهمتها في خفض تكاليف التشغيل".