لبنان: حراك لإصلاح رافعات مرفأ بيروت

  • 2020-11-18
  • 14:10

لبنان: حراك لإصلاح رافعات مرفأ بيروت

زخور: على مصرف لبنان تأمين Fresh Money لاستيراد قطع الغيار

  • كريستي قهوجي

وجّهت نقابة الوكلاء البحريين في لبنان كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة طالبته فيه بتسهيل تحويل مبلغ 3 ملايين دولار مستحقّة لعدد من مورّدي الخدمات في خارج لبنان بهدف توفير الصيانة لمحطة الحاويات في مرفأ بيروت بعد تعرّضها للضرر جرّاء انفجار 4 آب/أغسطس الماضي.

وأشارت النقابة في كتابها إلى أنه بعد مرور 100 يوم على انفجار المرفأ، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها رئيس وأعضاء إدارة واستثمار مرفأ بيروت ومشغل محطة الحاويات شركة "BCTC"، فإن المرفأ يعاني من جرّاء تضرر الرافعات الجسرية ورافعات الباحات والآليات المختلفة، لافتة النظر إلى أن عملية الإصلاح ما دونه مشكلة التحويلات المالية الى الخارج.

إقرأ: 
ساعات لبنانية حاسمة بين انقاذ ممكن وبلاء داهم

وأوضحت أن نصف الرافعات معطلة والنصف الآخر يعمل بطاقة إنتاجية منخفضة، ويعترض العمل مشاكل فنية متكررة ينعكس سلباً على الأداء العام وخدمة بطيئة متدنية الإنتاجية في تشغيل السفن مقارنة بما كانت عليه قبل الانفجار بسبب "الكابيتال كونترول".

وأضافت أن واقع محطة الحاويات الحالي ينذر بمشكلة تقنية كبرى إذا لم يتم تأمين تحويل ما يقارب 3 ملايين دولار تقريباً مستحقة لموردي خدمات خارجية عدة على الشكل الآتي: إستقدام الفريق التقني المطلوب من قبل صانع الرافعات الصيني "ZPMC"، سداد عقد التأمين البحري، اشتراك امتيازات برامج الكمبيوتر لزوم التشغيل واستقدام قطع غيار.

إقرأ أيضاً: 
انفجار بيروت: تريّث المعيدين في إعلان حجم خسائرهم

وطالبت النقابة حاكم مصرف لبنان المساعدة لتيسير التحويلات المطلوبة لصالح محطة الحاويات في مرفأ بيروت لتمكين المحطة من تحقيق الشروط التقنية التشغيلية واستيفاء موجبات التأمين البحري الدولي تجاه السفن ومخاطر تشغيل المنشآت المرفئية وصولاً الى البضائع والأرواح.

 

إيلي زخور: مصرف لبنان امتنع عن تأمين الأموال وتحويلها إلى الخارج

 

ضرورة تأمين Fresh Money

 

وتعليقاً على المطالبات، يشير رئيس الغرفة الدولية للملاحة في بيروت إيلي زخور في حديث إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" إلى أن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت خلال شهر آب/أغسطس الماضي ألحق أضراراً طفيفة في محطة الحاويات وفي الرافعات الجسرية الموجودة فيها، لافتاً النظر إلى أنه تمّ إصلاح 7 رافعات من أصل 15 رافعة معطّلة بانتظار تأمين قطع غيار يتم استيرادها من الخارج لاستكمال عملية إصلاح الرافعات الـ8 الأخرى، موضحاً أن عملية استيراد هذه القطع تحتاج إلى تأمين Fresh Money وتحويلها للمورّدين في الخارج.

 

"BCTC" أمّنت قطع غيار للرافعات بشكل مؤقّت

 

ويضيف زخور أن الشركة المشغلة لمحطة الحاويات في مرفأ بيروت "BCTC" نجحت حالياً بتأمين واستيراد قطع غيار بشكل مؤقّت، مشيراً إلى أنها ستصل إلى لبنان في نهاية الشهر الحالي للبدء بإصلاح الرافعات المعطّلة على أن يتم إصلاح 6 رافعات والإبقاء على رافعتين بسبب تضررهما بشكل كبير. ويوضح أن الشركة لم تستطع تحويل المال للمورّدين في الخارج بسبب امتناع مصرف لبنان عن القيام بهذا الموضوع مما أثّر بشكل سلبي على حركة المحطة، مشيراً إلى أن نقابة الوكلاء البحريين في لبنان وجّهت كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتأمين مبلغ 3 ملايين دولار من أجل تسهيل هذه المهمة.

لم يعد باستطاعة الوكلاء البحريين في لبنان تحويل الأموال إلى شركات الملاحة الدولية في الخارج منذ العام الماضي والتي تقدّر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات وذلك بسبب دور مصرف لبنان المعرقل لهذا الوضع. ويذكر زخور أن مبلغ 3 ملايين دولار التي تطالب بها نقابة الوكلاء البحريين هي ضرورية جداً لتأمين قطع الغيار للرافعات وهي جزء بسيط من المبلغ المطلوب لأعمال الصيانة، مشيراً إلى أن محطة الحاويات كانت تمتلك مستودعاً ضخماً لتخزين قطع الغيار لكنّه تهدّم بشكل كبير خلال الانفجار مما تسبّب بخسائر كبيرة للمحطة، وهي بالتالي بحاجة إلى تأمين Fresh Money لتأمين قطع الغيار للرافعات والآليات الأخرى التي تستخدمها بشكل دوري لتخزّنها في مستودعات جديدة.

 

محطة الحاويات غير محمية

 

تعمل محطة الحاويات بشكل آمن في الوقت الحالي بسبب عدم وجود خطر من الأمواج العاتية التي قد تضربها. وفي هذا الإطار، يحذر زخور من تعطّل العمل في المحطة بسبب عدم تغطية كاسر الموج لها بشكل يستطيع الحماية من أمواج البحر في حال كان الطقس سيئاً، مشيراً إلى أن العمل سيتوقف بشكل تلقائي والرافعات ستتعطّل مجدداً.

 

العمل بالحد الأدنى   

                           

وحول عدم تلبية مصرف لبنان مطالب النقابة بتأمين وتحويل الأموال، يشير زخور إلى أن العمل بمحطة الحاويات لن يتأثّر بذلك، موضحاً أنه سيستمر بأقل الامكانات الممكنة خصوصاً وأنه يجري تحميل وتنزيل الحاويات بشكل فردي من وإلى المحطة، مما سيؤدي إلى بطء العمل في المرفأ أكثر، مشيراً إلى أنه في حال تعرضت المحطة لأضرار جسيمة نتيجة الانفجار كان لبنان تحت وطأة المجاعة بحيث أنه لا يصل إلى المرفأ سوى البضائع الغذائية فقط خلال هذه المرحلة.