دناتا: قطاع الطيران قد يعود إلى سابق عهده خلال سنتين

  • 2020-10-20
  • 14:14

دناتا: قطاع الطيران قد يعود إلى سابق عهده خلال سنتين

  • زينة أبو زكي

مع تفشي جائحة كورونا وتداعياتها على المجالات الاقتصادية كافة بما فيها قطاع الطيران والقطاعات المرتبطة به، كيف تمكنت شركة دناتا للخدمات الجوية من مواجهة تحديات الجائحة؟ مواضيع عدة تعنى بقطاع الطيران وكيفية إدارة عمليات الشحن والخدمات ذات الصلة طرحها "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال" ويجيب عليها  نائب الرئيس الأعلى لعمليات المطارات العالمية في دناتا ستيوارت أنغس في هذا الحوار:

 

 

كيف تقيمون أداء وعمليات دناتا خلال أزمة تفشي فيروس كورونا؟

 

مما لا شك فيه أن التحديات كانت كبيرة، ولكن تنوع مروحة نشاطنا ساعدنا خصوصاً أن سوق الشحن بقيت قوية، كما إن قسم التنظيف أدى جهوداً مضاعفة، ولكن بالنسبة إلى بقية الأعمال كان الوضع صعباً. وفي ما يتعلق بقطاع الشحن تحديداً، فقد شهد نشاطاً كبيراً خلال الأشهر الستة الماضية، إذ قمنا بشحن 70 الف طن من المواد والمستلزمات الطبية الطارئة، ونتطلع اليوم إلى استمرارعمليات الشحن مع ظهور لقاح كورونا الذي ننتظره بفارغ الصبر حيث تجري التجارب على قدم وساق في أكثر من 30 دولة، ونحن نقوم بكامل جهدنا لنكون جاهزين لنقل اللقاح متى وجد.

كذلك، لا بدّ من الإشادة في ظل الظروف الصعبة بقدرات ومرونة الموارد البشرية للاستجابة السريعة لمتطلبات المرحلة، وأثني على أداء الطاقم البشري في ظل هذه الظروف الصعبة، ففيما كانت غالبية الناس محجورة في منازلها، كانت طواقمنا تعمل في ظل ظروف أقل ما يقال فيها إنها استثنائية، مع تغيير كبير بمسار العمليات المعتادة. فلقد كان علينا تغيير اجراءاتنا كافة لتتلاءم مع عمليات الشحن ولاسيما بالنسبة إلى عمليات الشحن في مقاعد الركاب والتي كانت يجب أن تسير بمرونة وآمان وحماية الطواقم والمحافظة على المسافات الآمنة، كانت هناك تحديات جديدة ولكنني ممتن جداً لأداء الموظفين.

 

ما هي أبرز التحديات التي واجهتها الشركة خلال التوقف التام للطيران وإقفال المطارات؟ وكيف تمت معالجة هذه التحديات؟     

 

التحديات التي كنا نواجهها كانت كبيرة منها طبعاً التحديات المالية مع الانخفاض الحاد في الرحلات. لكن لحسن الحظ معظم البلدان التي ندير عملياتنا منها أتاحت نظام الإجازات، علماً أن بعض الدول ستوقف نظام الإجازات نهاية الشهر الحالي، ما سيدفعنا، للأسف، إلى اتخاذ قرارات صعبة. وفي بعض البلدان اضطررنا وبصعوبة إلى اتخاذ قرارات التخلي عن العمالة الفائضة، ولكن عندما تنخفض الأعمال من دون أي أفق لعودة الأعمال إلى طبيعتها حتى السنة المقبلة، فلا بدّ من اتخاذ بعض القرارات الموجعة للمحافظة على بعض الأدوار والوظائف الأساسية، مع الإشارة إلى اننا اتخذنا خطوات عدة في بعض الدول منها المملكة المتحدة، استراليا، البرازيل وسنغافورة للحدّ من عمليات الصرف حيث قبل الموظفون بعمل لساعات أقل في محاولة للمحافظة على أكبر قدر منهم، كما تم تحويل نحو 1000 موظف للعمل بالوكالات الحكومية.

 

توظف دناتا أكثر من 46 ألف موظف وتخدم 300 شركة طيران في 12 دولة، ما هي الاستراتيجية التي اعتمدتموها للاستمرار بسير العمل والمحافظة قدر الإمكان على الوظائف؟

 

خلقت الأزمة المستجدة أنماط عمل جديدة، فبالإضافة إلى تنظيف الطائرات، دخلنا في مجال تعقيم ليس الطائرات فحسب، بل أيضاً الحقائب والشحنات وتنظيف المكاتب، التي تعود ببعض المداخيل وبالتالي تساعد في المحافظة على الوظائف.

وعن الاستراتيجية المتّبعة للمحافظة على دوام الأعمال يقول أنغس، لا شك أن هناك بعض المتغيرات ولكن هناك أيضاً أشياء لم تتغير. ففي الأزمات من السهل جداً أن نبالغ بردات الفعل،  فنحن لم نغير رؤيتنا في أن نكون مزود خدمة موثوقاً والمحافظة على علامة دناتا وعلى جودة الخدمة التي نقدمها إلى عملائنا وموظفينا. فمن السهل جداً خلال الأزمة عدم التركيز على هذه الأشياء ولكننا أبقينا على تواصلنا مع عملائنا والاستمرار بالاستثمار في المجالات التي نحتاجها، فهذه هي رسالتنا، أن هذه هي العناصر الأساسية التي لم تتغير. فنحن على الرغم من تخفيض قوانا العاملة إلا أننا نعيد ابتكار عملياتنا في مجالات الأعمال المستجدة، كما إننا نعمل على التوسع في بعض الخدمات التي أصبحت حاجة ملحة مع كوفيد – 19 مثل خدمة "مرحبا" التي أصبحت ضرورة لمن يبحث عن الخروج من المطار بأسرع وقت ممكن ومن دون التماس مع عدد كبير من الناس.

 

شكل الابتكار والرقمنة وسيلة انقاذ أساسية في ظل انتشار الجائحة، كيف استفادت دناتا من هذين العاملين؟

 

بالنسبة إلى الابتكار، وجدنا أن هذه الأزمة شكلت فرصة حقيقية للعمل على الابتكار، ونحن نتعاون مع شركات التكنولوجيا، فعلى سبيل المثال لتوفير ممر للتعقيم حيث تمر الحقائب عبرها بعد الخروج من الطائرة لإجراء عملية تعقيم جاف، كما إننا نتعاون في سويسرا مع الخطوط الجوية السويسرية لتعقيم مقصورة الطائرة بالأشعة ما فوق البنفسجية من خلال رجل آلي من دون أي تدخل بشري، ونستخدم في الولايات المتحدة الأميركية "درون" طائرة من دون طيار للقيام بالعمل في بعض عمليات الشحن، ولقد لمسنا أن الحاجة فعلاً هي أم الاختراع وأن الأزمة جعلتنا نتخذ قرارات وتنفيذها بسرعة لم نكن لنفعلها في الأيام العادية.

 

ما هي أبرز الدروس والعبر التي خرجتم بها من الازمة؟ وما هي رؤيتكم لمستقبل قطاع النقل الجوي؟

 

المسألة الأولى هي كيفية التواصل والتعامل مع الموظفين، حيث كان التواصل بأفضل حال على الرغم من المسافة والانقطاع، ولو حدثت هذه الأزمة قبل سنوات لما سعفتنا التكنولوجيا كما فعلت الآن، كما علمتنا هذه الأزمة مدى قدرات الإنسان وإمكانياته والسرعة في توفير الحلول والابتكار، حيث إنه قبل الأزمة كنا نبحث في كيفية تغيير الإدارة، وعندما حدثت الأزمة وجدنا انفسنا نغيرها وبسرعة، وأنا أكيد أننا سنخرج من هذه الأزمة أقوى، فربما هناك شركات لن تصمد ولكن من سيصمد سيخرج أقوى.

وعن مستقبل القطاع، لا أحد يمكنه التنبؤ بما سيحدث وما هي التداعيات الكاملة على قطاع الطيران، ولكن برأيي أن القطاع سيعود إلى ما كان عليه حتى لو استغرق الأمر سنتين أو ثلاث لأن السفر والعطلات باتت حاجة ملحة ولاسيما في هذه الأيام الصعبة. إنها رغبة الانسان في السفر ورؤية العائلة والأصدقاء، فالرغبة في السفر هي التي ستعافي هذه الصناعة ولكن السؤال الأهم هو: كم ستستغرق عملية التعافي من الوقت وإيجاد اللقاح واتخاذ مساره نحو دول العالم، فربما يأخذ سنتين ولكن أيضاً هناك شق مرتبط باستجابة الحكومات ومدى سرعة ذلك، ولكن أشعر بإيجابية تجاه هذه الصناعة التي واجهت العديد من الأزمات، وعلى الرغم من أن هذه الأزمة هي الأصعب إلا أن هذه الصناعة لطالما كانت مرنة وهي عنصر أساسي في النمو الاقتصادي ومن الضروري أن تنهض مجدداً.