ULYSSE NARDIN: نحو تقوية حضورها في المنطقة

  • 2020-10-20
  • 10:53

ULYSSE NARDIN: نحو تقوية حضورها في المنطقة

  • برت دكاش

ليست المرة الأولى التي تطرح فيها دار Ulysse Nardin ساعة تمثّل ثورة في صناعة الساعات التقليدية، وساعة Blast التي قدمتها الدار السويسرية هذا العام هي "ساعة لها فلسفتها الخاصة"، يقول الرئيس التنفيذي للدار باتريك برونيو، ويضيف في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال" إن"عملية تطوير الساعة، منذ تصوّرها إلى حين طرحها، استلزمت 18 شهراً، وهي ساعة تمتاز بخطوطها القوية والذكورية وتعدّ أحدث تجسيد لساعة Executive Tourbillon الممتلئة من معرفة الدار وإلمامها الواسع بالابتكارات الكلاسيكية"، ويعرب برونيو" عن الفخر بهذا التعقيد، وهندسة تفاصيل الساعة مثل الوصلات، وإطلالتها المنتفخة والقوية والفاخرة".

ويكمل شارحاً: "كل جزء من أجزاء هذا الإصدار الجديد صنع في مشاغل الدار، من إطارها الدائري ذات الرؤوس الثلاثية التسنين إلى رمز X المزدوج الذي يجمع بين الحركات ويثبتها، وصولاً إلى القفل الذاتي الطي"، ويلفت إلى أن Blast لا شكّ هي جوهرة تاج مجموعتنا للعام 2020".

 

"مختبر على المعصم"

 

ويشير إلى ساعة Freak "التي قالت فيها النيويورك تايمز إنها واحدة من 10 ساعات غيّرت وجه صناعة الساعات في الأعوام العشرين الماضية، إنها واحدة من أقوى مجموعاتنا وسفيرة عظيمة للعلامة، فهي قطعة تلفت الانتباه، ومنتج جريء نسميه بالـ "مختبر على المعصم"، وتمتاز بعدم احتوائها على تاج تشغيل وعقارب، وهي تحتضن حركة- باغيت، تشير إلى الوقت بواسطة قطار ناقل للحركة مصنوع من السيليكون".

 

 

الشرق الأوسط سوق استثنائية

 

ولما كانت ساعة Torpilleur Bleu مع سوار من الجلد الساعة الأكثر مبيعاً في الشرق الأوسط من إنتاج الدار، يجيب برونيو رداً على سؤال حول ما تمثله سوق المنطقة للعلامة، قائلاً: "نعتبر سوق الشرق الأوسط سوقاً استثنائية تملك إمكانات عظيمة، ونعمل على زيادة الوعي بالعلامة فيها"، موضحاً أنه "تاريخياً، تتمتع العلامة بحضور قوي جداً في كل من روسيا والولايات المتحدة، حضور لم تبلغه بعد في هذا الجزء من العالم، لذلك فإن تقوية حضورنا في المنطقة هو مهمتنا للعامين المقبلين".

 

الدار وكوفيد-19

 

يمكن الاستشفاف من كلام برونيو عدم تأثر خطط الدار في تقوية حضورها في المنطقة، غير إنه لا ينكر تأثر صناعة الساعات بأزمة كوفيد-19، مشيراً إلى رصده المستمر لتطور الوضع. ويقول: "عملنا كثيراً في أولى مراحل انتشار الوباء مع فرق عمل مصنعنا وشبكة التوريد لضمان الحدّ من تأثير الوباء قدر الإمكان على أدائنا، إلا أنه وعلى الرغم من أن أي علامة فاخرة تتمتع بمناعة ضد التحديات في الأوقات الصعبة، إلا أن الوباء فرض على صناعة الساعات كما الموضة الفاخرة أسلوب عمل مختلفاً، ولاسيما في مجال طرح المنتجات".

ويضيف: "يمثل الوباء تحدياً رهيباً لكل الأعمال، لأن البيع إلى الزبائن النهائيين تجمد في عدد من الدول، علماً بأنه منذ انطلاق الدار العام 1846، وعلى امتداد أكثر من 200 عام شهدت خلالها حربين عالميتين، لم نصل إلى مرحلة إغلاق أبوابنا، لكننا نجحنا في مواجهة هذا الوضع الذي لم يشهد العالم ولا صناعتنا مثيلاً له، فقد تعرضت صناعة الساعات إلى ضربة نتيجة ظهور فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية والتي سيستمر تأثيرها على الأرجح خلال الأعوام المقبلة، مما أجبرنا على تكييف أسلوب عملنا الحالي على المدى الطويل، ونواصل في الوقت نفسه العمل والمنافسة، مسلّحين بقيم علامتنا التي سنحافظ عليها".

 

اقرأ أيضاً:
معوض: سوق الألماس قد تتعافى وتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة

 

 

ما يتوقعه العملاء الآن هو الأصالة والابتكار

ويكمل في سياق متصل قائلاً إن "ما يتوقعه المستهلكون الآن، أكثر من أي وقت مضى، هو الأصالة والابتكار. وكعلامة، نملك الكثير من الاثنين. هنالك اهتمام بتطوير خبرتنا في صناعة الساعات وإعطاء تصور تاريخي لما نصنع، كذلك نستطيع أن نخلق بسهولة الحماسة لدى العملاء من خلال جديدنا القوي الذي نطوره، والابتكارات التقنية والإنجازات المذهلة التي نقدمها، ويشدّد على أن "الزبائن يريدون أشياء أكثر عمقاً، ونحن في Ulysse Nardin على تماس تام مع التوقعات الحالية، ونبني للنجاح على المدى البعيد، فالمنتجات العظيمة أزلية!"

"أيام جنيف للساعات"

لكن من أبرز تأثيرات وباء كوفيد-19 على صناعة الساعات إلغاء أبرز المعارض الدولية المتخصصة في صناعة الساعات والتي تستخدمها الدور سنوياً لطرح تصاميمها الجديدة. وكان الإلغاء هذا العام محفزاً لعدد من الدور لإطلاق مبادرة "أيام جنيف للساعات" التي تأجلت بدورها من نهاية نيسان/ أبريل إلى أواخر آب/ أغسطس الماضي بسبب الوباء. ماذا يخبر برونيو عن الحدث الاستثنائي في ظرف استثنائي ومساهمة الدار فيه؟ يجيب: "لطالما حبذت شخصياً أن تستخدم مدينة جنيف كمنصة عرض لأفضل ما تقدمه صناعة الساعات"، ويضيف مؤكداً دعمه "قرار إلغاء معرض جنيف Watches & Wonders Geneva الذي تشارك فيه الدار نظراً الى الظروف المثيرة للتحدي، لكننا نؤمن في المقابل بأهمية خلق لحظة تفاؤل للشغوفين بصناعة الساعات السويسرية بموازاة التكيف مع الظروف الجديدة نتيجة الجائحة. فلا تزال لدى صناعة الساعات قصص مهمة تخبرها ومنتجات لا تقارن ومبتكرة لمشاركتها، والحدث الذي نظمناه وشاركت فيه علامات أخرى لا يجب ان ينظر إليه فقط كردة فعل على إلغاء الأحداث الأخيرة، إنما كوسيلة لخدمة الطلب القوي من موزعينا الذين نقدرهم ومن شركائنا الإعلاميين. من المهم جداً الحفاظ على الزخم، وصحيح أن لا شيء مضمون لناحية الفيروس، إلا أننا كنا على يقين من أن عدم مركزية الحدث وتوزعه على مواقع مختلفة سمح لنا جميعاً باحترام القواعد الصحية الموضوعة من قبل الحكومات، ولا أزال أؤمن أن معارض الساعات، كمنصة تواصل، عظيمة ومهمة لعلامات الساعات ومحبيها وللصحافة ووكلاء التجزئة.

 

 

اقرأ أيضا: بيرفيس:
هذا القاسم المشترك بين عالمي صناعة الساعات الرفيعة والأزياء الراقية

 

اهتمام بالبيئة

 

وعما أضافه انضمام الدار منذ أعوام ليست بالبعيدة إلى مجموعة الرفاهية Kering يؤكد برونيو أنه بداية "احترام هوية أي علامة، وإرثها وخبرتها، وكوننا جزءاً من المجموعة، فإن ذلك يحفز فينا الإبداع، كما يساهم في تعلمنا واستلهامنا من كل العلامات المملوكة من قبل المجموعة ضمن قطاعات مختلفة، بما في ذلك قطاع الموضة".

ويكمل: "بالإضافة إلى ذلك، وانطلاقاً من كوننا صانع ساعات البحار، تهمنا كثيراً قضايا المحميات، وإنه من الطبيعي أن نتمتع بالمسؤولية البيئية وأن نكون أصدقاء للبيئة. فعلى سبيل المثال، يساهم تحالفنا مع الغطاس المستقل والمصور الفوتوغرافي المتخصص بالتصوير في أعماق المياه فريد بويل في زيادة الوعي من خلال استكشافات المحيط، كذلك التزمت مجموعة Kering بخفض أثارها البيئية بنسبة 40 في المئة حتى العام 2025، ولدينا مقاربة مدمجة كلياً في إستراتيجية المجموعة، ولجنة التطوير المستدام لديها ترافقنا بشكل يومي، وشكلنا فريقاً يهتم بالاستدامة في مقرنا الرئيسي في سويسرا، وقد تبنينا قواعد وسلوك بيئية وإجراءات سيتم تطبيقها خلال ما تبقى من العام 2020 وفي العام 2021، مثل خلق مختبر للأبحاث هو "مختبر الابتكار المستدام" Sustainable Innovation Laboratory (SIL) هدفه الرئيسي تطوير مواد مستدامة لساعاتنا، إلى جانب استخدام الذهب الذي مصدره التجارة العادلة Fairtrade gold في صناعة علب الساعات، والجلود الخالية من أي معدن في أساور الساعات، واعتماد شهادة مجلس المجوهراتResponsible Jewelry Council (RJC). إلى ذلك، لدينا لائحة من المشاريع منها خفض الفضلات، ومعالجتها جميعها، بدءاً من التغليف وصولاً إلى المستهلك النهائي".

 

الأونلاين أساسي لشركات الرفاهية

 

وماذا عن البيع أونلاين؟ يؤكد برونيو أن "إطلاق متاجر أونلاين في المستقبل القريب أضحى أمراً أساسياً لشركات الرفاهية في مجال الساعات والمجوهرات والأكسسوارات التي أقل من 5 في المئة منها فقط منخرط في البيع أونلاين. وقبل أن تعود الأعمال إلى وضعها الطبيعي، من المؤكد أن Ulysse Nardin ستنخرط في التجارة الإكترونية، إذ إن معظم عمليات البيع في صناعة الرفاهية كما الساعات تتم حالياً أونلاين، ووجود الأزمة واستمرارها قد تدفع المزيد من الناس للشراء من خلال شركائنا من وكلاء التجزئة الأونلاين ولاسيما في ظل تغير سلوك المستهلكين السريع المترافق مع الأزمة".

 

شراء للتاريخ وتقاسم القيم...

 

يختم برونيو قائلاً إن "الرفاهية أضحت تعني الاختبار، لذلك، شراء ساعة هو بمثابة شراء لتاريخ العلامة وتقاسم قيمها، والمسألة كذلك مسألة مشاعر وتكوين تجربة حول المنتج نفسه، وأعتقد أن جمال علامة مثل Ulysse Nardin في أدائها الجيد بعيداً عن وضع الصناعة عموماً، لكون زبائننا من الخبراء والضليعين في صناعة الساعات الذين يقدرون النوعية والابتكار ويدركون أن الاستثمار في ساعة Ulysse Nardin استثمار آمن، ولكوننا نصنع ساعات لمحبي الساعات وملتزمين بتقديم ابتكارات فريدة من الناحية التقنية والفنية". ويوضح حول خطط الدار المستقبلية بالقول إنه لا يعتزم "طرح مجموعات جديدة، إنما تجديد بعض الموديلات. فهنالك بعض الموديلات الثابتة بينما أخرى تتطلب إنعاشاً، بما يعزز نقاط قوة الدار".

 

 اقرأ أيضا: BOUCHEON:
رحلة "تأمل" بين الإبداع والأعمال