أبو ظبي: القمة العالمية لطاقة المستقبل تناقش تسريع التنمية المستدامة

  • 2020-01-13
  • 13:19

أبو ظبي: القمة العالمية لطاقة المستقبل تناقش تسريع التنمية المستدامة

رئيس اندونيسيا يدعو إلى زيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة

انطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث يجتمع عدد من قادة الدول والوزراء وصناع القرار وخبراء القطاعات ورواد الابتكار وقادة الاستدامة في المستقبل لمناقشة سبل تسريع وتيرة التنمية المستدامة. 

وقال رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو في الافتتاح إن بلاده باتت تعتبر أول دولة منتجة للنيكل في العالم، ما يعزز موقعها كلاعب رئيسي في مجال تطوير قطاع الطاقة دولياً. وأضاف: "نتطلع إلى شراكات دولية في جميع المجالات المتعلقة بمجال إنتاج النيكل". وقال ويدودو إن إندونيسيا لديها مشروع قومي لبناء عاصمة ذكية تراعي جميع متطلبات الحفاظ على البيئة وترتكز على التطور التكنولوجي. ودعا إلى زيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة في بلاده، قائلاً إن العاصمة الجديدة ستتبنى أسلوب حياة صديقاً للبيئة ومنخفض الكربون. 

قرن التحديات البيئية

وقال ويدودو إن هذا القرن "سيُعرف بأنه قرن التحديات البيئية”، مشيراً إلى أن مساهمة بلاده في مكافحة ظواهر التطرف المناخي تتمثل في تشجيعها إنتاج زيت النخيل، بحيث باتت المنتج الأول له عالمياً. وشجرة زيت النخيل هي الأكثر استدامة فيما يتعلق باستخدامات الوقود الأخضر. وأكد ويدودو أن الإصلاح الهيكلي هو الهدف الرئيسي لحكومته بهدف جذب المزيد من الاستثمارات وتحسين النمو الاقتصادي، وقال: "نحتاج لإعادة هيكلة نظام الطاقة لتحقيق استدامة البيئة والحفاظ عليها".

خطة مستدامة

وكشفت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" في كلمة افتتاحية ألقاها اليوم الاثنين سلطان الجابر، وزير الدولة الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك ومجموعة شركاتها، عن خطتها الشاملة للاستدامة 2030، وتتمثل  في الإنتاج المسؤول للطاقة والمحافظة على البيئة. وقال الجابر: "تعكس أهداف أدنوك في مجال الاستدامة التزامنا بمبدأ الإنتاج المسؤول للطاقة الذي ترسخ في نهج أعمالنا منذ تأسيس الشركة في عام 1971”. وتابع: "نركز على تعزيز دور أدنوك كمحرك رئيسي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولة الإمارات من خلال برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة، مستفيدين في ذلك من الفِكر الابتكاري والريادي، واستشراف المستقبل مع استمرار التركيز على أمن وصحة وسلامة كوادرنا البشرية وأصولنا وعملياتنا التشغيلية”. 

تلبية الطلب العالمي

وتعزز الخطة أداء الشركة القوي الملتزم بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، فيما تسعى لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن الاستهلاك والإنتاج المسؤول، والعمل المناخي، وحماية التنوع البيولوجي، وزيادة الفرص الاقتصادية.

وكشف الجابر أن الشركة تخطط لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، مؤكداً أن أدنوك باتت تعد من الشركات الخمس الأقل إطلاقاً للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، كما أنها من أقل شركات النفط والغاز في كثافة إطلاق غاز الميثان. وأضاف الجابر أن أدنوك تلتزم أيضاً بالحد من نسبة استهلاك المياه العذبة في عملياتها، حيث تستخدم حالياً مياه البحر بنسبة أكثر من 99 في المئة لأغراض التبريد، لتعمل بعد ذلك على تصريفها في البحر بعد إخضاعها لسلسة من عمليات المعالجة لضمان الامتثال والتقيد التام بأفضل معايير وشروط تصريف المياه المعالجة في البحر.

التزام بيئي

وأكد الجابر “التزام أدنوك المستمر بدعم وحماية التنوع البيولوجي في النظم البيئية البرية والبحرية في أبوظبي وجميع المناطق التي تعمل فيها، وضمان حماية البيئة المحلية في المجالات كافة”. وضمن هذا الالتزام، تخطط أدنوك بحسب كلمة الجابر “لزرع 10 ملايين شتلة من أشجار القرم في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي بنهاية عام 2022. وتتمتع أشجار القرم بقدرة كبيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتخزينها في التربة المغمورة”.

ومن خلال برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة، قال الجابر إن أدنوك “عززت مساهمتها في دفع عجلة النمو والتطور في دولة الإمارات. ونجح البرنامج في إعادة توجيه أكثر من 12 مليار دولار إلى الاقتصاد المحلي، والمساهمة في خلق أكثر من 1500 فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص منذ بدء تطبيقه”. أضاف: “تدعم خطة أدنوك في مجال الاستدامة التزامها في مجال الصحة والسلامة والبيئة، وأن تقدم معياراً عالمياً في مجال المحافظة على سلامة الكوادر البشرية وضمان أمن وسلامة الأصول والعمليات التشغيلية”.

محاور القمة

ويشمل التركيز الواسع في برنامج القمة على توليد الطاقة النظيفة وتخزينها وتوزيعها برنامجًا محدّدًا للطاقة الشمسية يستقطب بعض أكبر الموردين والمشترين لتقنيات الطاقة المتجدّدة في العالم. وتتيح المحاور الأخرى تغطية كاملة للاقتصاد المستدام تشمل استدامة المياه وتقديم حلول للتحدّيات الكبيرة المرتبطة بنُدرة المياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومعرض ومنتدى "إيكوويست" الذي يقام بالشراكة مع مركز أبوظبي لإدارة النفايات – تدوير، ويغطي الإدارة المستدامة للنفايات وتدويرها، إضافة إلى محور المدن الذكية، الذي ينظر في الطرق التي يمكن بها لأحدث الابتكارات الرقمية وتقنيات إنترنت الأشياء أن تساعد في تحسين مستوى الحياة وترتقي بسعادة السكان في المجتمعات الحضرية. 

ويقام على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل "ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس"، الذي يستضيف دورتَه الثالثة هذا العام وزارة التغير المناخي والبيئة. ويتيح الملتقى سوقًا للشركات الناشئة للالتقاء بالمعنيين من أصحاب المصلحة من مستثمرين وممولين، عارضًا 42 من أهمّ الابتكارات في العالم جرى اختيارها من بين 1,402 مشاركة عالمية من 128 دولة، تتعلق بمستقبل الطاقة والغذاء والزراعة والاستدامة في الفضاء. كذلك تنعقد تحت مظلة القمة العالمية لطاقة المستقبل، قمة مستقبل الاستدامة، التي تمهد الطريق لإجراء نقاشات تفاعلية رفيعة المستوى تحفّز الفكر بشأن أجندة الاستدامة العالمية. وتُعقد دورة 2020 من القمة تحت شعار "إعادة التفكير عالميًا في الاستهلاك والإنتاج والاستثمار"، وتضم أكثر من 1,000 موفد و90 متحدثًا، على رأسهم نجم الموسيقى وأحد رواد العمل الخيري أكون، ورئيس جمهورية رواندا بول كاغامه، ورئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد، ومجموعة من المبدعين العالميين.

وتستمر فعاليات القمة حتى الخميس 16 كانون الثاني/يناير الجاري، ومن المنتظر أن يحضرها أكثر من 30 ألف مشارك من 170 دولة، فضلاً عن 800 جهة عارضة متخصّصة. وتقدم في دورة السنة برامج للمعارض والمنتديات تقوم على خمسة محاور رئيسة تشمل الطاقة والطاقة الشمسية والمياه والنفايات والمدن الذكية، ومن المنتظر أن تشكّل القمة في ظلّ هذه البرامج ملتقىً استثنائيًا لكبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال.