برسوم من فيزيتا: المنطقة تزخر بإمكانيات هائلة لنمو الخدمات الطبية الرقمية

  • 2020-09-29
  • 12:00

برسوم من فيزيتا: المنطقة تزخر بإمكانيات هائلة لنمو الخدمات الطبية الرقمية

حوار خاص مع المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة فيزيتا أمير برسوم

  • رانيا غانم

منذ انطلاقتها في مصر في العام 2012، تمكنت فيزيتا، منصة الخدمات الطبية الرقمية، من إحداث نقلة نوعية في مفهوم الرعاية الطبية عبر خلق حلقة وصل بين المرضى ومقدمي الخدمات الصحية بطريقة مبتكرة وفاعلة. وتمكنت المنصة خلال فترة وجيزة أن تصبح سوقاً متكاملة تقدم للمرضى حلول عدة تشمل حجز المواعيد الطبية والوصول بسهولة الى أطباء من مختلف الاختصاصات وتسهيل اختيار الطبيب المناسب بحسب المنطقة والتخصص وسعر الكشف، فضلاً عن استعراض التقييمات الخاصة بالمرضى ومعرفة آرائهم، وتلخيص تجربتهم في التعامل مع الأطباء.

ويشير المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة فيزيتا أمير برسوم في حديث إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إلى أن المنصة انطلقت بداية بالعمل على تطوير برنامج يستخدم من قبل المستشفيات والعيادات لحفظ بيانات المرضى، لكن هذا البرنامج لم يلق رواجاً كبيراً نظراً لضرورة توافر فريق عمل كبير لتفعليه. ويضيف: "قررنا إلغائه والتركيز على تطوير برنامج يساعد المريض على الوصول إلى الخدمات الطبية وحجز المواعيد إلكترونياً". وتطورت المنصة تدريجياً مستخدمة تقنيات الذكاء الاصطناعي، فباتت تقدم خدمات الرعاية المنزلية وخدمات توصيل الدواء من الصيدليات. وبدأت المنصة بتقديم خدماتها في القاهرة، ثم انتقلت إلى الإسكندرية والدلتا، لتشمل في ما بعد أنحاء مصر كافة. وخلال فترة وجيزة انتقلت المنصة لتقدم خدماتها في الأردن ولبنان وبعض المدن السعودية التي باتت في ما بعد من أفضل الأسواق. ويوجد على المنصة حالياً أكثر من 20 ألف طبيب من مختلف الاختصاصات، ويبلغ عدد المستخدمين حالياً 5.5 مليون سنوياً.

 

لولا غياب القوانين...

 

سلطت جائحة كورونا الضوء على أهمية المنصات الطبية الإلكترونية، وسرعت مسألة تبنيها من قبل مقدمي الخدمات والمرضى على حد سواء. ومنصة فيزيتا التي كانت تعمل على تطوير التقنيات والبرامج المطلوبة لإطلاق خدمة التطبيب عن بعد لبعض الاختصاصات، وجدت أنها مضطرة كرد فعل على انتشار جائحة كورونا وما ترافق معها من سياسات الحجر والإغلاق إلى تسريع عملية إطلاقها. يضيف: "كانت الجائحة سبباً قوياً لإقناع مقدمي الخدمات بأهمية هذه الصناعة وضرورة اعتمادها". لكن برأي برسوم، المنصات الطبية الرقمية الناشطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم تستفد من جائحة كورونا بالقدر ذاته الذي استفادت منه تلك المنصات في أوروبا والولايات المتحدة. والسبب يعود إلى وجود القوانين التي تسمح لمقدمي الخدمات بتقاضي رسوم موازية لتلك التي يتقاضونها عند اجراء استشارة طبية. ويقول: "هذه القوانين حمست مقدمي الخدمات على اعتماد التطبيب عن بعد، وبالتالي إحداث فورة غير مسبوقة في القطاع"، لافتاً النظر إلى أن غياب تلك القوانين في المنطقة، أثر على النمو في هذه الصناعة. وقد حققت فيزيتاً نمواً بنحو 30 في المئة فقط خلال جائحة كورونا، علماً أن المنصة أطلقت خلال تلك الفترة أعمالها في كل من نيجيريا وكينيا.

 

إقرأ: 

مؤسس أوكادوك بن تركية: "كوفيد 19 " رسخ مفهوم التطبيب عن بُعد

 

منصة جاذبة للمستثمرين

 

تمكنت منصة فيزيتا على مدى السنوات الثمانية الماضية من جذب المستثمرين، وإغلاق جولات تمويلية عديدة، كان آخرها من الفئة "دي" بقيمة 40 مليون دولار. ويوضح برسوم أن عوائد تلك الاستثمارات استخدمت للتطوير والأبحاث واستخدام أحدث البرامج والتقنيات لتقديم خدمات ذات جودة عالية للمرضى وخالية من الأخطاء، مضيفاً "أنه بفضل تلك الاستثمارات أصبحت فيزيتا المنصة الأكبر التي تقدم خدمات طبية رقمية في المنطقة". واستثمرت الأموال أيضاً للتوسع إلى أسواق المنطقة وإفريقيا، وسيخصص جزء منها لدخول أسواق جديدة مثل الإمارات.

 

التخارج غير وارد... قبل عامين

 

وعما إذا كانت الشركة تطمح لإغلاق جولات استثمارية جديدة لتجميع الأموال، فيشير برسوم إلى أن الهدف من استقطاب الاستثمارات تسريع نمو الشركة وانتشارها، لذلك لا نستبعد فكرة إغلاق جولات تمويلية جديدة في حال وجدنا فرص جديدة للتوسع ولتطوير المنتجات والوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، مؤكداً أن فيزيتا باتت شركة مربحة في الكثير من الأسواق. ولكن برسوم يفيد أن هدف صناديق الاستثمار الجريء الرئيسي في نهاية المطاف هو التخارج، لذا نتوقع أن يكون لدينا موافقة من قبل المستثمرين على التخارج ولكن ليس قبل عامين أو أكثر. ويضيف: " تزخر المنطقة بالإمكانيات والفرص، ولا يزال ثمة مجال كبير أمام المنصات الطبية الرقيمة للنمو ولاختراق الأسواق، فلكل عشرة آلاف مواطن في إفريقيا مثلاً ثلاثة أطباء كحد أقصى بينما لا يقل العدد عن 25 طبيباً في أوروبا، لذا يمكن الاستعانة بأطباء من لبنان والأردن وغيرها لتقديم الاستشارات الطبية عن بعد لأشخاص من إفريقيا، ونحن يمكن أن نحقق نمواً هائلاً في هذا المجال".

وعن التحديات، فيؤكد برسوم أن تكوين فريق عمل قوي وقادر على الابتكار والتطوير كان التحدي الأبرز في جميع الأسواق التي دخلوا إليها، مؤكداً ضرورة ألا يبخل المؤسسون في تقديم الحوافز والرواتب المرتفعة لأصحاب الكفاءات. ويضيف أن قطاع الخدمات الطبية كبير ومتفرع إذ يتضمن عدد كبير من مقدمي الخدمات والمستشفيات، لذا إدخال هؤلاء الشركات إلى منصة واحدة شكل عبئاً تقنياً كبيراً لا سيما أن بلدان كثيرة لا تزال غير مجهزة ولا تملك قاعدة بيانات تذكر.

 

إقرأ أيضاً:

المنصات الطبية الرقمية: الطبيب البديل في زمن الكورونا