ExxonMobil تودّع مؤشر الداو جونز!

  • 2020-09-06
  • 06:48

ExxonMobil تودّع مؤشر الداو جونز!

  • حنين سلّوم

في تغيّر هو الأكبر من نوعه منذ سبع سنوات، أعلنت شركة S&P Dow Jones Indices، عن استبدال أسهم ثلاث شركات بأخرى من بينها سهم شركة ExxonMobil الذي تمّ استبداله بسهم شركة التكنولوجيا Salesforce، فيما تمّ استبدال أسهم شركتي Pfizer وRaytheon Technologies بكل من Amgen وHoneywell International على التوالي.

وهذا الحدث من قبل الشركة القيمة على مؤشرات عدة من بينها مؤشر الداو جونز المعروف بـ الداو 30 (DJIA) كونه يحتوي على أسهم ثلاثين من أكبر الشركات المتداولة في بورصة نيويورك (NYSE) وناسداك (Nasdaq)، يمكن وصفه بالتاريخي خصوصاً بالنسبة إلى سهم ExxonMobil الذي كان من بين الأسهم التي أمضت الوقت الأطول في المؤشر، منذ سنة 1928 أي منذ نحو 100 عام، وعليه، كان طبيعياً أن يثير خبر الاستبدال صدى واسعاً لأنه يحمل في طيّاته دلائل بالنسبة إلى قطاع الطاقة ككل ويطرح تساؤلات عدة، كما يدّل من ناحية أخرى على مدى تقدّم شركات تكنولوجيا المعلومات.

وبغض النظر، فإن القيمين على المؤشر اتخذوا قرار التغيير بعد ان قامت شركة Apple بتجزئة أسهمها (4-for-1 stock split)  ما خفض وزن قطاع تكنولوجيا المعلومات في المؤشر. وبحسب هوارد سيلفربلات أحد محللي المؤشرات في S&P Dow Jones Indices فإنّ تجزئة أسهم Apple خفضت وزن قطاع تكنولوجيا المعلومات من 27.6 في المئة إلى 20.3 في المؤشر، وعليه، فإن إضافة شركة Salesforce تعيد وزن قطاع تكنولوجيا المعلومات في DJIA إلى 23.1 في المئة.

إنّ قرار استبدال سهم ExxonMobil بـ Salesforce ليس سوى انعكاس لتراجع أداء قطاع الطاقة الذي تلقّى واحدة من أسوأ الضربات هذه السنة بسبب تدنّي الطلب بعد تفشّي وباء كورونا وتسجيل النفط الأسعار الأدنى منذ سنوات، وهو يعكس أيضاً معنويات السوق والمستثمرين وردّة فعلهم بعد تراجع القطاع وتسجيل الشركات العالمية خسائر بقيمة 46 مليار دولار في الربع الثاني من 2020 وعودتها عن العديد من الاستثمارات الرأسمالية وإرجاء المشاريع. علاوة على ذلك، يتخوف البعض أن يكون النفط قد وصل إلى ذروته وبدأ انتاجه يتراجع خصوصاً في ظل الضغوطات التي تلاحق القطاع من جرّاء حملات التحول إلى الطاقة النظيفة للحدّ من التغير المناخي.

 في الواقع، يواجه قطاع الطاقة تحدّيات منذ سنوات عدة، فقد تراجع وزن القطاع في مؤشر S&P500 من 10.89 في المئة قبل عشر سنوات إلى 6.84 في المئة منذ خمس سنوات إلى 2.5 في المئة فقط حالياً، بينما ارتفع وزن قطاع التكنولوجيا من 18.48 في المئة من المؤشر سنة 2010 إلى 28.17 في المئة اليوم، وذلك دليل على التحول من الصناعة إلى التكنولوجيا وعلى الاهتمام الذي بات يلقاه هذا القطاع لكونه أساس الثورة الصناعية الرابعة والعالم الحديث.  

 

لماذا وقع الاختيار على ExxonMobil؟

 

سنة 2013 كانت ExxonMobil أكبر شركة أميركية من حيث القيمة السوقية مدرجة في البورصة، ولكن في السنوات الماضية انخفضت الأسهم بنسبة 40 في المئة تقريباً، ووفقاً لبيانات FactSet تبلغ قيمة الشركة نحو 178.5 مليار دولار أميركي مقارنةً بقيمة 187.5 مليار لشركة Salesforce التي خسرت ExxonMobil مكانها لمصلحتها.

وفيما تساءل البعض عن سبب اختيار ExxonMobil بدلاً من Chevron من قبل القيمين على المؤشر، فإن الخبراء تحدثوا عن أسباب عدة لهذا الاختيار، أولها أن سعر سهم Chevron يضاعف سعر سهم ExxonMobil وهو أمر مهم بالنسبة إلى DJIA كونه price-weighted أي مبني على أسعار الأسهم.

فضلاً عن ذلك، إنّ شركة Chevron ما زالت متخصّصة في النفط بينما ExxonMobil عرضت لقطاع التكرير والكيماويات بسبب التكامل الرأسي (vertical integration) في أعمال الشركة. وفي هذا السياق لربما أراد القيمون على المؤشر المحافظة على تمثيل للنفط خصوصاً أنّ المؤشر معرّض لقطاع الكيماويات من خلال شركة Dow Inc.

وبحسب الخبراء أيضاً، فإن Chevron تتمتّع بتدفّق نقدي حرّ أفضل وميزانية عمومية أقوى وهو ما يكون قد ساهم أيضاً في هذا القرار. وقد علّق S&P Dow Jones Indices بالإشارة إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تلعب دوراً في تنويع المؤشر عن طريق إزالة التداخل بين الشركات ذات النطاق المماثل وإضافة أنواع جديدة من الأعمال التي تعكس الاقتصاد الأميركي بشكل أفضل.

وختاماً، وعلى الرغم من هذا الحدث، فإنه لا يزال من المبكر معرفة ما إذا كان عصر النفط قد انتهى أم أنّ هذا التراجع مرحلي مرتبط بالأسعار فقط.