ماذا بعد اتفاقية المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت؟

  • 2019-12-26
  • 02:08

ماذا بعد اتفاقية المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت؟

 بدأت السعودية والكويت مرحلة جديدة من الإنتاج النفطي بتوقيعهما اتفاقية تقسيم المنطقة المحايدة.
وأكد البلدان في بيان مشترك أن جهوداً كبيرة بذلت في سبيل التوصل إلى هذه الاتفاقية التي تحقق المصالح المشتركة للطرفين في هذه المنطقة، وتمهد السبيل نحو استئناف إنتاج النفط من الحقول المشتركة. 

 ووصف وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال زيارته المنطقة برفقة نظيره الكويتي خالد الفيصل، الاتفاقية بالتاريخية، مشيراً إلى أن "المنطقة واعدة، وتحتوي على كميات كبيرة من الغاز، وستوفر للسعودية وللكويت ثروة تمكنهما من تعزيز اقتصاديهما".

مشروع جديد في حقل الدرة

وتطرق الأمير عبد العزيز إلى حقل الدرة كاشفاً أن البلدين سيباشران قريباً، من خلال شركتين إحداهما سعودية والأخرى كويتية، بتنفيذ مشروع جديد في الحقل الذي "لم تتم الاستفادة منه بعد، وعلينا أن نعجّل باستخدامه بما يصب في مصلحة بلدينا".

وبالنسبة إلى حقل الخفجي، الذي تديره شركة "أرامكو السعودية" مع "الشركة الكويتية لنفط الخليج"، عن طريق شركة مشتركة، تحدّث الأمير عبد العزيز عن وجود لجنة تنظر انتقال شركة "شيفرون" بمكاتبها وسكنها إلى المدينة، مؤكداً أن هناك حاجة لإعادة النظر في عملية تطوير المنطقة وتنمية وتطوير البنية الأساسية لها لتكون حاضنة لصناعات متعددة لوجستية وخدمية، موضحاً أن الخفجي ستعود تدريجياً إلى وضعها الطبيعي من حيث الإنتاج بنحو 325 ألف برميل يومياً في نهاية عام 2020.

إلى ذلك، أوضح الوزير السعودي أن حصة المملكة من استئناف إنتاج البترول من الحقول المشتركة لن تؤثر على مستوى إمدادات المملكة إلى الأسواق العالمية، إذ سيكون الانتاج بحدود 9.744 مليون برميل يومياً من النفط الخام، بما يتوافق مع هدف المملكة المحدد في اتفاق (أوبك+) الأخير، وانطلاقاً من التزام البلدين بقرار الخفض الصادر في اجتماعات فيينا.

من جهته، أشار وزير الطاقة والكهرباء والماء الكويتي خالد الفاضل، إلى أن توقيع "مذكرة تفاهم مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية" يهدف إلى "عودة الإنتاج في المنطقة المقسومة، تجسيداً (...) للتلاحم الخليجي"، مؤكداً من ناحية أخرى، التزام الكويت الدائم بالقرارات الدولية وتخفيض النفط في "أوبك+"، وأن الإنتاج في حقلي الوفرة والخفجي لن يؤثر في تلك الالتزامات.

وفي خصوص حقل الوفرة الذي تديره "الشركة الكويتية لنفط الخليج" و"شيفرون" نيابة عن السعودية، قال الفاضل إن "مستوى الطموحات لدى شركة الكويت لنفط الخليج وشركة شيفرون العربية السعودية يجب أن يرتقي ليتناسب مع هذا اليوم"، معرباً عن تطلع البلدين "لإعادة الإنتاج من حقلي الوفرة والخفجي".

"أرامكو" ترحّب

ورحبت شركة "أرامكو" بالاتفاق، وقال رئيسها وكبير إدارييها أمين الناصر "هذا اليوم هو بارز ومميز في إطار التعاون والتكامل الاقتصادي والنفطي بين الدولتين الشقيقتين السعودية والكويت. ومع توقيع هذه الاتفاقية، سيعمل الطرفان لإنجاز ما يحقق أهدافها المرجوة".

يذكر أن الاتفاقية المبرمة بين البلدين تحتاج  إلى موافقة مجلس الأمة الكويتي وإصدار قانون في شأنها كي تصبح نافذة.

وتجدر الإشارة إلى أن مساحة المنطقة المحايدة  تبلغ 5770 كيلومتراً مربعاً وتضم حقلي نفط، هما حقل "الخفجي" و"الوفرة". أما حقل الدرة فيقع في المنطقة البحرية المتداخلة التي لم يتم ترسيمها بين الكويت وإيران، ويقع الجزء الأكبر منه في المياه الكويتية والسعودية. وتم اكتشافه في العام 1960 وهو يحتوي على مخزون كبير من الغاز، يقدره خبراء بنحو 11 تريليون قدم مكعب بالإضافة إلى أكثر من 300 مليون برميل نفطي.