جامعة الروح القدس في لبنان: لا صرف للموظفين ولا زيادة على الأقساط

  • 2020-07-23
  • 09:28

جامعة الروح القدس في لبنان: لا صرف للموظفين ولا زيادة على الأقساط

  • كريستي قهوجي

دخل قطاع التعليم العالي في لبنان مرحلة صعبة جرّاء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ضربت كل قطاعاته الحيوية والتي تزامنت مع تفشي جائحة كورونا المستجد في البلاد، الأمر الذي ترك آثاراً اقتصادية كبيرة وقعت على كاهل الجامعات الخاصة كـ"الجامعة الأميركية في بيروت"، و"الجامعة اللبنانية الأميركية" و"جامعة القديس يوسف" و"جامعة الحكمة" بالإضافة إلى الجامعة اللبنانية، وأدّت هذه الأزمات إلى تراجع كبير في الموارد المالية لهذه المؤسسات وانخفاض ملحوظ في نشاطاتها التربوية بالإضافة إلى تسريح عدد من موظفيها وأساتذتها.

كما أدّت الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية جراء التعبئة العامة لمكافحة فيروس كورونا عبئاً إضافياً على مؤسسات التعليم العالي من خلال الإغلاق الكلي لمقراتها ومكاتبها لمدة 3 أشهر بعد أن واجهت إغلاقاً جزئياً نتيجة بداية ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، مع ما رافقها من تراجع اقتصادي حاد أثّر على قدرة الطلاب على دفع أقساطهم من جهة وقدرة إدارات الجامعات على دفع رواتب موظفيها وأساتذتها والاستمرار في عملها بشكل طبيعي من جهة أخرى.

على مدى السنوات الماضية، وقفت جامعة الروح القدس – الكسليك سدّاً منيعاً أمام كل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بلبنان واستطاعت أن تحافظ على مكانتها ورسالتها التعليمية وعلى طلابها في أحلك الظروف، وفي الوقت الحالي، تعمل الجامعة بكل أفرادها على مجابهة الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان من أجل الاستمرار والصمود والخروج منها بأقل الأضرار الممكنة.

 

تقليص النشاطات

 

وعانت جامعة الروح القدس – الكسليك، بدورها، من تداعيات هذه الأزمات والتي شملت بدايةً الإغلاق الجزئيّ للجامعة، تلاه الإغلاق الكلّي لكافة الأقسام والمكاتب الإداريّة تماشياً مع القرارات المتّخذة على الصعيد الرسمي في البلاد. وفي هذا السياق، يقول نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. بربر الزغندي في حديث خاص إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إن الأزمتين أدّتا إلى تراجع قدرة الطلّاب على تسديد أقساطهم بسبب التعثّر الحادّ في الوضع المعيشي والمالي، مشيراً إلى قيام الجامعة بتقليص عدد النشاطات التي تنظمها داخل حرمها أو على الصعيد الدولي تماشياً مع الظروف الراهنة وحفاظاً على السلامة العامة.

 

إقرأ: كيف تمكنت الجامعة اللبنانية

من تصفير عجزها المالي؟

 

المحافظة على الطلاب والموظفين

 

وفي ظل الأزمة الراهنة، لم تعمد إدارة جامعة الروح القدس – الكسليك إلى إجراء أي تغيير أو زيادة على أقساط الطلاب حتى الساعة، ويلفت الزغندي النظر إلى أن الإدارة ضاعفت عدد المساعدات التي تقدّمها لطلابها، مؤكداً أنها تعمل كعادتها على دراسة كلّ حالة على حدة لتقديم مختلف التسهيلات الممكنة لتسديد الأقساط. من جهة ثانية، يشير الزغندي إلى أن الإدارة تبذل كلّ ما في وسعها لتقف إلى جانب موظّفيها وعائلاتهم، ولاسيّما في هذه المرحلة الدقيقة، ويضيف: "يقيناً منا بأهمية التكاتف والتعاضد لتخطّي هذه الأزمة سويّة، صمّمت الجامعة على عدم تقليص أعداد الموظّفين لضمان استمرار حصولهم على مقومّات العيش الضروريّة".

 

 

د. بربر الزغندي: نعمل على وضع خطط مستقبليّة كي نكون على استعداد لمواجهة أيّ تحدّيات جديدة

 

التعليم عن بُعد:

تجربة ناجحة يشوبها بعض العقبات

 

مع الاغلاق القسري لأبوابها، بذل أفراد الطاقم التعليمي في جامعة الروح القدس – الكسليك كافّة جهوداً مضاعفة في مجال التعليم عن بُعد، وذلك حرصاً منهم على تقديم المحتوى نفسه في مختلف الدروس، متحدّين بذلك مختلف الصعوبات الناجمة عن هذا التغيّر المفاجئ. وفي هذا السياق، يشير الزغندي إلى أن جامعة الروح القدس – الكسليك هي من أولى الجامعات التي بدأت تطوير مفهوم التعليم عن بُعد والتعليم الافتراضيّ منذ العام 2010، معتبراً أن هذه التجربة لم تكن جديدة بالنسبة إلى الإدارة خصوصاً وأنها تنظّم منذ 10 سنوات ورشات تدريبيّة دوريّة لتعزيز مهارات طاقمها التعليميّ في هذا المجال بمساعدة خبراء دوليّين متمرّسين، ويضيف أنّ هذه التجربة التي تعتبرها إدارة الجامعة ناجحة بشكل عام انطوت من دون شكّ على بعض العقبات والتحدّيات، مؤكداً أنها في صدد تحديد أوجه التحسين والتطوير الممكنة للارتقاء بمستوى التعليم عن بُعد.

 

إقرأ ايضاً:

 

على الدولة أن تدعم الجامعات في لبنان

 

وحول مطالب الجامعة من الدولة اللبنانية، يقول الزغندي إنه لا شكّ في أنّ مطالب جامعة الروح القدس – الكسليك هي نفسها المطالب التي توجّهها سائر المؤسّسات التعليميّة في لبنان في ظلّ الوضع المتدهور، وهو أن تقف الدولة إلى جانبها لكي تتمكّن من الاستمرار في مساعدة الطلّاب وتعزيز مهاراتهم المتميّزة، وأن تساعدها على تقديم التسهيلات كافة لهم كي لا يختاروا السفر إلى الخارج وترك هذا الوطن.

ويكشف أن الإدارة في طور وضع خطط مستقبليّة للجامعة لكي تكون على أتمّ الاستعداد لمواجهة أيّ تحدّيات جديدة محتملة، ومنها تنظيم المزيد من ورش العمل التدريبيّة والتطويريّة وخلق مشاريع تعليميّة تنمويّة بالتعاون مع مختلف الأوساط والفعاليّات الوطنيّة والإقليميّة والدوليّة. 

 

من ملف: التعليم العالي في لبنان والأزمة الاقتصادية: قصة معاناة مفتوحة