أبوظبي تستضيف "النزال العالمي" وتستهدف السياحة الداخلية

  • 2020-07-12
  • 11:10

أبوظبي تستضيف "النزال العالمي" وتستهدف السياحة الداخلية

حوار مع المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي علي حسن الشيبة

  • زينة أبو زكي

تلعب السياحة دوراً رئيسياً في الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030، ومن ضمن اهداف الرؤية وكجزء من تنوع مصادر الدخل في الإمارة، أن تبلغ مساهمة القطاع السياحي 4.5 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وتولي الحكومة اهتماماً كبيراً في تطوير قطاع السياحة حيث تمّ الاعلان سنة 2019 عن استثمار ما يقارب 600 مليون درهم لتطوير المشاريع السياحية.

وشهدت السياحة في إمارة أبوظبي خلال الأعوام الماضية نمواً كبيراً حيث بلغ العائد السياحي 5.8 مليارات درهم العام الماضي بحسب المدير التنفيذي لقطاع السياحة والتسويق في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي علي حسن الشيبة الذي تحدث إلى "أولاً– الاقتصاد والأعمال" عن العودة التدريجية للنشاط السياحي في الإمارة.

 

استراتيجية سياحية للتطوير والترويج

 

يقول الشيبة: وضعنا العام الماضي خطة استراتيجية للعام 2030 تهدف إلى تطوير القطاع السياحي، وترتكز على 3 أركان رئيسية هي، تطوير المرافق والوجهات والفعاليات وإنشاء وجهات مميزة وجديدة واستضافة فعاليات عالمية وتطوير آليات التسويق، إلا أن هذه الاستراتيجية ستشهد بعض التغيرات نتيجة تداعيات فيروس كورونا، إن على صعيد الإطار الزمني أو الأرقام المستهدفة، ولكن ما زلنا نستهدف نمواً في عدد نزلاء الفنادق في أبوظبي بنسبة 7 إلى 10 في المئة، والعمل على ترسيخ إمارة أبوظبي كأكثر الوجهات تميزاً وتنوعاً في منطقة الشرق الأوسط من خلال الأنماط والوجهات التي تناسب جميع الشرائح والأذواق. ويضيف الشيبة أن أبوظبي تتميز بوجود وجهات ترفيهية، وتاريخية وثقافية وطبيعة خلابة وأعلى درجات الأمن والرفاهية، وتكمن مهمتنا في إبراز هذا التنوع الذي يناسب الشرائح كافة في العالم، والأهم أنه بإمكان السائح خوض هذه التجربة الغنية خلال 3 أو 5 أيام فقط.

 

الإمارة تضم 200 جزيرة طبيعية

 

وعن تميز أبوظبي سياحياً يقول الشيبة إن أهم ما يميز الإمارة الطبيعة الساحلية الفريدة، فأبوظبي تضم 200 جزيرة وبالتالي فإن استغلال البيئة البحرية لهذه الجزر وتوفر وسائل النقل البحري والمزارات البحرية الطبيعية تشكل عامل جذب فريداً في المنطقة، هذا فضلاً عن المناطق الترفيهية كجزيرة ياس وهي جزيرة ترفيهية متكاملة تضم "وارنر بروزرس وورلد" و"فيراري وورلد" و "ياس ووتر وورلد".

 

وجهة سياحية متنوعة

 

وتوجد في أبوظبي حالياً منطقة كاملة للمتاحف تضم متحف "اللوفر"، وسيكون هناك أيضاً متحف الشيخ زايد ومتحف "غوغنهايم" ما يخلق التنوع بين السياحة الترفيهية، الثقافية والبيئية. أما بالنسبة إلى سياحة الأعمال، فيلفت الشيبة النظر إلى أن هناك استراتيجية خاصة بها يتم العمل على تطويرها وسيتم الاعلان عنها قبل نهاية هذا العام، علماً أن سياحة الأعمال شهدت نمواً مستمراً خلال السنوات الأخيرة حيث استضافت أبوظبي المعارض والمؤتمرات العالمية، وهنا يؤكد الشيبة، جهوزية البنية التحتية في الإمارة لاستضافة الأحداث الكبيرة العالمية، ويشير إلى أن استراتيجية سياحة الأعمال ستتضمن كيفية دمج سياحة الأعمال مع سياحة الترفيه، لمواكبة التغيير في أسلوب سياحة الأعمال حيث بات سائح الأعمال يقصد الوجهات الترفيهية أو يصطحب معه عائلته للترفيه، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى تأثيرات "كوفيد-19" على سياحة الأعمال، حيث يجري العمل على وضع استراتيجية مرنة لسياحة الأعمال، تتضمن الاستجابة لجميع الأحداث التي تحصل حولنا ومواكبة التطور الحاصل في هذا النمط السياحي للمحافظة على مكانة الإمارة كوجهة مهمة لسياحة الأعمال.

 

مواجهة كورونا والتعافي

 

وعن مدى تأثر القطاع السياحي، يقول الشيبة: لا شك أن كورونا كان له تأثير سلبي على السياحة العالمية، ونحن من ضمن السياحة العالمية ونواجه التحديات نفسها. وعلى الصعيد المحلي، بفضل الله وجهود الحكومة تمّ الحدّ من انتشار الفيروس بشكل كبير ونحن نخطو بثبات نحو تخطي مرحلة الوباء، فحملة التوعية الشاملة التي أجرتها الحكومة أثبتت نجاحها إذ تمكنا قبل أسبوعين من إعادة فتح المتاحف ومراكز التسوق وإتمام برنامج التعقيم الوطني، كما منحت الدولة جميع المقيمين الأدوات والمعرفة لتحمّل المسؤولية على المستويات كافة. ويضيف: نعمل حالياً على وضع استراتيجية كاملة لإعادة السياحة إلى الإمارة من جديد وأحد أهم أولويات هذه الإستراتيجية الإرتقاء بأهم معايير النظافة والسلامة في الإمارة، وطبعاً من ضمن المبادرات التي أطلقناها أخيراً هي "شهادة الأمان" بهدف الارتقاء بمعايير النظافة والتعقيم والامان بكل المنشآت السياحية في الإمارة بدءاً من الفنادق. وهنا لا بدّ من الإشارة، إلى أننا المدينة الوحيدة في العالم التي تقوم بفحص "كوفيد- 19" لجميع الموظفين والعاملين في المراكز التجارية والفنادق والمتاحف بشكل دوري كل أسبوعين، بهدف أن تكون أبوظبي مكاناً آمناً للجميع وهذا ينطبق على باقي المنشآت السياحية.

 

استضافة مباراة "النزال العالمي"  

 

وكشف الشيبة أن أبوظبي ستستضيف خلال الأسبوعين المقبلين فعاليات "جزيرة النزال" أو Fight Island للفترة الممتدة ما بين 11 لغاية 26 تموز/يوليو الحالي، والتي ستبرز مدى استعداد أبوظبي لاستضافة الفعاليات الكبرى من جديد، وهذا تحد كبير بالنسبة إلينا، في ظل أزمة كورونا، حيث جهزنا منطقة آمنة لاستضافة UFC النزال العالمي وهو الأول في العالم الذي يقام في جزيرة محمية بالكامل خصصت كل مرافقها للمشاركين والمدربين والمرافقين من دون جمهور طبعاً، ولكنه سيثبت أنه بإمكاننا استضافة حدث عالمي في مكان آمن وتأمين المنطقة والسفر على خير، وهو ما يدل على استعداد أبوظبي لاستضافة هذا النوع من الفعاليات وانتعاش السياحة من جديد، حيث بدأت الوفود بالوصول إلى أبوظبي من الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا والبرازيل وغيرها من دول العالم على متن رحلات خاصة عبر مطار أبوظبي مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية كافة.

 

التعافي عبر بوابة السياحة الداخلية

 

وعن عودة النشاط السياحي، يقول الشيبة: من الصعب وضع تصور معين لعودة السياحة مع القيود على السفر، لكن نحن نعتمد على السياحة الداخلية التي من شأنها إعادة الحياة الى القطاع السياحي وتكون فرصة لإعادة استكشاف الإمارة بشكل عام، كما للترويج السياحي الداخلي الذي من الممكن أن ينعش القطاع السياحي بشكل بسيط، مشيراً إلى إمكانية التوسع في ما بعد مع تخفيف قيود السفر أولاً على النطاق الإقليمي وبعدها عالمياً من خلال مبادرات سيتم إطلاقها.

ويؤكد الشيبة في ختام حديثه أن أبوظبي جاهزة لاستقبال السياح متسلحة بالأمان والنظافة والسلامة، حيث اتخذنا كل الاجراءات الاحترازية، هذا فضلاً عن المنتجات السياحية المتنوعة ولاسيما النشاطات البحرية والثقافية منها مع ضمان الجودة والرفاهية وبأسعار تنافسية تناسب جميع الشرائح.