المصارف العمانية: انخفاض الأرباح وحاجة إلى المزيد من السيولة

  • 2020-06-25
  • 15:00

المصارف العمانية: انخفاض الأرباح وحاجة إلى المزيد من السيولة

  • دائرة الأبحاث

بدأ تأثير تفشي فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط بالظهور في النتائج المالية للمصارف العمانية في الربع الأول من العام الحالي، مع ارتفاع قيمة المخصصات بأكثر من الضعف لتغطية التراجع المحتمل في جودة الائتمان بالتوازي مع بروز الحاجة للمزيد من السيولة لتلبية متطلبات المرحلة المقبلة.

فخلال الربع الأول من العام الحالي، سجلت المصارف العمانية المدرجة أرباحاً بقيمة 65 مليون ريال عماني (168 مليون دولار) متراجعة بنسبة 36 في المئة على أساس سنوي، وتعتبر هذه أدنى أرباح فصلية يسجلها القطاع منذ سنين وذلك بعد أن سجلت ستة مصارف تراجعاً في أرباحها مقابل انتقال مصرفين إلى الخسارة بينما سجل بنك نزوى الارتفاع الوحيد.

وسجل صافي دخل العمليات تراجعاً بنسبة 9 في المئة ليصل إلى 127 مليون ريال نتيجة تراجع متوسط أسعار الفوائد والتي استهلكت النمو الحاصل في محفظة القروض، كما تأثرت قدرة المصارف على تحصيل الفوائد مع نهاية الربع الأول تماشياً مع توجيهات الجهات الناظمة بتأجيل الأقساط المستحقة للمقترضين بهدف مساعدة القطاع الخاص على تخطي أزمة كورونا.

 

أرباح البنوك العمانية  
مليون دينار ما لم يذكر العكسالربع الاول 2020الربع الاول 2019 نسبة التغير السنويالنسبة من المجموع
بنك مسقط33.3 45.8 -27%51%
البنك الوطني في عمان9.8 12.5 -22%15%
بنك صحار6.2 10.2 -39%10%
البنك الأهلي7.0 7.4 -5%11%
بنك ظفار10.3 14.8 -30%16%
HSBC عمان (4.5)8.1 -156%-7%
بنك نزوى2.8 2.1 31%4%
بنك العز(0.1)0.5 -120%0%
القطاع64.8101.4-36%100%
المصدر: النتائج المالية للشركات، أبحاث الاقتصاد والأعمال/ أولاً

 

البحث عن السيولة يرفع المنافسة... وقد يدفع المصارف نحو الاندماج

 

تظهر النتائج المالية للمصارف العمانية حاجة القطاع إلى استقطاب المزيد من السيولة على شكل ودائع العملاء. فمنذ نهاية الربع الأول من العام الحالي، فاقت القروض المقدمة قيمة ودائع الزبائن، كما حَدّت التطورات المالية التي رافقت أزمة كورونا قدرة بعض المصارف على إصدار السندات، وبالتالي، برزت الحاجة لدى بعض البنوك إلى استقطاب السيولة من الودائع المحلية ما رفع حدة المنافسة، إذ عمدت المصارف الصغيرة الحجم إلى تقديم عروض مغرية للعملاء، ما نتج عنه زيادة الحصة السوقية لهذه البنوك مقابل تراجع حصة المصارف الكبيرة من الودائع.

ومن غير المستبعد أن تدفع الأوضاع الراهنة بعض البنوك إلى دراسة احتمال الاندماج بهدف الوصول إلى كيانات أكبر من جهة، ومن جهة أخرى أكثر قدرة على الانخراط مع توجهات السلطنة المستقبلية خصوصاً مع تبني الحكومة لسلسلة قوانين اصلاحية قبل بداية ازمة كورونا تهدف الى تطوير مناخ الاعمال وضخ الاستثمارات في قطاعات مستحدثة لتحقيق التنويع الاقتصادي وتخفيف الاعتماد على النفط كمصد للدخل. وفي هذا الإطار، أعلن بنك العز الإسلامي عن حصوله على موافقة المصرف المركزي على الاندماج مع بنك عمان العربي غير المدرج وذلك عن طريق مبادلة الأسهم بواقع 81 في المئة لمساهمي بنك عمان العربي مقابل 19 في المئة لمساهمي بنك العز.

 

نظرة مستقبلية

 

من المتوقع مواصلة ارتفاع المخصصات خلال الربع الثاني نتيجة تأثير أزمة كورونا على القطاعات الإنتاجية والاستهلاكية وبسبب تراجع أسعار النفط، وفيما يُتوقع أن تنخفض كلفة الفوائد خلال الفترة المقبلة نظراً إلى تراجع معدلات الفائدة في السوق، إلا أن هذا التراجع قد يكون أقل من التراجع المتوقع في دخل الفوائد، وستتمكن المصارف من تحرير جزء من احتياطاتها وتقديمه على شكل قروض بناء على توجيهات المصرف المركزي، ولكن ذلك قد لا يخولها تحقيق العوائد المالية المرتجاة على المدى القصير، وذلك باعتبار أن الفوائد على هذه القروض ستكون معلقة لبضعة شهور ما يعني ارتفاع الضغط على هوامش الربحية خلال الربع الثاني.