قضية إلغاء توزيعات المصارف الكويتية تتفاعل: هل تكبر كرة الثلج؟

  • 2020-06-13
  • 14:16

قضية إلغاء توزيعات المصارف الكويتية تتفاعل: هل تكبر كرة الثلج؟

  • الكويت – "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

استمرت تفاعلات قضية إلغاء توزيعات المصارف الكويتية على أكثر من صعيد، لتدخل إلى مجلس الأمة في الكويت في ظل مطالبات بضرورة المحاسبة على ما جرى، وتساؤلات حول احتمال أن تكبر كرة الثلج.

وسلطت أوساط معنية الضوء على ما جرى من زاوية أثره على نظرة المستثمر الأجنبي ولاسيما أنه من المنتظر أن تجري ترقية بورصة الكويت على مؤشر MCSI خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. 

 

ما جرى سُجل في دفتر ملاحظات رئيس الوزراء 

الحريص على التعامل بشفافية مع مختلف الملفات  

 

وأعادت مصادر معنية وأخرى مصرفية واستثمارية تقييم الخطوات المتخذة مع تسجيلها ملاحظات عدة، تُوجت بما قالته مصادر إلى "أولاً-الاقتصاد والاعمال: "إن جُلّ ما جرى منذ إصدار اتحاد مصارف الكويت قراره بإلغاء التوزيعات، سُجل كملاحظات لدى رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وهو الحريص منذ توليه رئاسة الحكومة على إضفاء نهج جديد في التعاطي مع مختلف الملفات بشفافية تامة ومسطرة واحدة، وقد ظهر ذلك بشكل واضح من خلال الجهود الاستثنائية للحكومة الكويتية في التعامل مع تداعيات فيروس كورونا". 


بيت التمويل الكويتي والتجاري الكويتي: 

بيان الاتحاد لم يعرض علينا

غياب التنسيق 

إلى ذلك، أشارت أوساط مطلعة إلى أن عدم التنسيق بين الجهات المعنية، ترك تداعيات فاقت التبعات الاقتصادية لبيان الاتحاد نفسه. وبدا أن التنسيق المفترض بين اتحاد مصارف الكويت - كمظلة تضم تحت سقفها المصارف المعنية-، والمصارف نفسها غائب أو منقطع في جزئية ما تضمنه بيان الاتحاد من توجه نحو عدم توزيع الأرباح.

وقد تجلى غياب التنسيق هذا، في ما عبّر عنه مصرفان بشكل واضح، هما بيت التمويل الكويتي "بيتك" والبنك التجاري الكويتي، ولفت "بيتك" النظر إلى أن بيان "اتحاد مصارف الكويت لم يُعرض على المصرف قبل نشره على موقع الوكالة الرسمية للكويت"، فيما أشار البنك التجاري الكويتي إلى أن الخبر المنشور في وكالة الأنباء الكويتية خلال فترة تداول السوق (يوم الأربعاء) من قبل اتحاد المصارف لم يتم بالتنسيق معنا ولم نطلع على محتواه قبل نشره". 

وفي هذا السياق، لفتت مصادر إلى "اولاً-الاقتصاد والاعمال" أن بيان الاتحاد لم يصدر بمعزل عن تنسيق مسبق بينه وبين بنك الكويت المركزي، وهو ما عبّر عنه الاتحاد صراحة بالإشارة إلى أن هذا القرار جاء في ظل المتابعة المستمرة مع بنك الكويت المركزي في سياق السعي إلى تعزيز متانة القطاع مع تفشي تداعيات فيروس كورونا، وكذلك تماشياً مع متطلبات لجنة بازل". 

 

مصادر معنية:

للتنبه من عدم المبالغة في "استراتيجية التحوط"


موقف المركزي في الميزان

أما في ما يتعلق بموقف بنك الكويت المركزي كجهة رقابية، فتوقفت مصادر عند نقطتين: الأولى، أن إلغاء التوزيعات وفقاً للأسباب الفنية المحقة التي أيدها المركزي لجهة كونها تأتي منسجمة مع متطلبات لجنة "بازل" من أن المصارف المستفيدة من تخفيف القيود الرقابية في مواجهة فيروس كورونا لا يمكنها توزيع أرباح، كان من الممكن أن يأتي بعد اجتماع بين المركزي ورؤساء المصارف، وهو ما حصل في اليوم التالي لصدور بيان الاتحاد. 

أما النقطة الثانية والأهم، التي توقفت عندها المصادر، فتكمن بضرورة التنبه من عدم المبالغة في "استراتيجية التحوط" كنهج استراتيجي يعتمده بنك الكويت المركزي بقيادة د.محمد الهاشل.

وقد بدا هذا التحذير واضحاً من قبل عدد من رجال الاعمال ونواب مجلس الأمة في اللقاء الذي نظمه مجلس الأمة مع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن إثارة مسألة توزيع الأرباح من عدمها، لم تثر على سبيل المثال في دول خليجية أخرى، على أن ظرف مواجهة كورونا والحدّ من القيود الرقابية كانا قاسمين مشتركين بين مختلف الدول. 


 كان على الهيئة التحرك في اليوم نفسه 

ووقف التداول على أسهم المصارف الى حين الافصاح

 

هيئة أسواق المال، المزيد من الدقة 

بدوره، بدا قرار هيئة أسواق المال بإلغاء التداولات التي حصلت يوم الأربعاء أي تاريخ صدور قرار الاتحاد مهماً في الشكل، لجهة أن الهيئة مارست صلاحياتها ولم تقف مكتوفة الأيدي لجهة إلغاء تداولات اليوم السابق، ولكن قرارها أثار تحفظاً في المضمون، إذ رأت أوساط متابعة أنه جاء متأخراً من حيث التوقيت كونه صدر صباح يوم الخميس، معتبرة أنه كان يفترض أن يتم بعد بيان الاتحاد مباشرة، مع طلب وقف التداول على أسهم المصارف ومطالبتها بالإفصاح، وأضافت أن إلغاء التداولات على كامل الأسهم لم يكن موفقاً. 

 

كيف سيكون موقف المستثمر الأجنبي و MCSI قبيل الترقية؟ 

   

المستثمر الأجنبي وMCSI  

غير إن الأهم في القضية برمتها أنها قد تكون استرعت انتباه المستثمرين الأجانب المهتمين بالاستثمار في بورصة الكويت، خصوصاً أن بورصة الكويت على مشارف الترقية على مؤشر MCSI في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. 

 

النائب عمر الطبطبائي: 

على الجهات المختصة المحاسبة وإلا النواب سيحاسبون


مجلس الأمة في الصورة 

كذلك، فقد تردد صدى ما جرى في أروقة مجلس الأمة ومن المرجح أن تتوسع دائرته ويجذب المزيد من ردود الفعل، ولاسيما إذا ما استمرت تداعيات القرار على بورصة الكويت مع إعادة افتتاح التداولات يوم غد الاحد.

وفي هذا السياق، أثار النائب عمر الطبطبائي قرار عدم توزيع البنوك للأرباح على المساهمين، متسائلاً:"من هو صاحب القرار الذي أعلن عنه أثناء التداولات في سوق الأوراق المالية، في حين جرت العادة أن مثل هذه القرارات تكون بعد إغلاق السوق منعاً للهلع بين المتداولين". 

ولفت النظر إلى أنه سيترتب على القرار اضراراً بمدخرات المتداولين وضرراً بسمعة الكويت، وطالب النائب الطبطبائي وزير التجارة والصناعة خالد الروضان محاسبة من كان وراء هذا القرار وتوقيت تسريب الخبر خلال التداولات.

وأضاف أنه في حال كان القرار صادراً من بنك الكويت المركزي أو اتحاد مصارف الكويت فيجب أن تكون هناك محاسبة، محذراً من أن عدم اتخاذ أي قرار بالمحاسبة سيترتب عليه محاسبة من قبل النواب، وأوضح أن المسألة متعلقة بمدخرات الناس، مشيراً إلى أنه من غير المفترض أن ينعكس سوء الإدارة عليهم، وأضاف:" من المعيب أن تسير الأمور هكذا، ونحن في الكويت أقدم اقتصاد في المنطقة، هناك أخطاء وقعت وتجب المحاسبة.